رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيون يتحدثون لـ«الدستور» عن زيارة بايدن.. مطالب بإطلاق عملية سلام شاملة

فلسطين
فلسطين

يقوم الرئيس الأمريكي جو بايدن غدا الأربعاء، بأول زيارة له للمنطقة، يستهلها بإسرائيل ثم فلسطين، حيث سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله الخميس، ويتوجه بعدها إلى المملكة العربية السعودية في زيارة تستمر يومين.

وحول أهمية الزيارة وتأثيرها على سير عملية السلام والقضية الفلسطينية، تواصل “الدستور” مع مجموعة من الباحثين والقادة الفلسطينيين من مختلف الفصائل الفلسطينية للتحدث عن تلك الزيارة وأهميتها.

الحرازين: الجميع يترقب نتائج زيارة جو بايدن إلى المنطقة

في البداية قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعتي القدس والأقصى والقيادي بحركة فتح، إن الجميع يترقب زيارة جو بايدن إلى المنطقة، وعما ستسفر عنه هذه الزيارة المهمة في ظل تطورات الأحداث الجارية في العالم والمنطقة، وتبعات ذلك على حالة الاستقرار والأمن في العالم، ولذلك تكتسب هذه الزيارة أهمية لدى دول المنطقة، خاصة أنها ستشمل فلسطين ودولة الاحتلال والمملكة العربية السعودية، وعقد لقاء مع قادة المنطقة، مما سيعطي هذه الزيارة أهمية، خاصة أنها الأولى للرئيس الأمريكي.

وأضاف “الحرازين” في تصريحات لـ"الدستور"، أن هناك ترحيبا فلسطينيا بهذه الزيارة عبر عنه الرئيس أبو مازن، خاصة أن هناك متطلبات من الإدارة الأمريكية يجب عليها الإيفاء بها، خاصة أن هناك وعودا أمريكية أعلنها الرئيس بايدن أثناء حملته الانتخابية، ولذلك تنتظر القيادة الفلسطينية موقفا من بايدن ينفذ ما وعد به، خاصة ما يتعلق بإعادة فتح القنصلية الأمريكية بالقدس، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير بواشنطن ورفع اسم المنظمة من قائمة الإرهاب بتشريع من الكونجرس الأمريكي وإعادة التمويل للسلطة الفلسطينية، واتخاذ موقفا حقيقيا أمام الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية المتواصلة، والتي تتمثل بالاقتحامات والاعتداءات وعمليات القتل والاعتقال، ومواصلة الاستيطان وتهويد الأرض والقرصنة على الأموال الفلسطينية، خاصة أن دولة الاحتلال وحكومتها تواصل مثل هذا النهج على مدار سنوات متواصلة، بعدما أدخلت عملية السلام بحالة من الجمود المتواصل.

وأكد الحرازين أن الرئيس بايدن مطالب بالإعلان عن موقف يؤدي لتحريك المياه الراكدة، وإطلاق عملية سلام شاملة تفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، ولذلك لا بد من أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة وبقوة فى اللقاء المزمع عقده مع القادة العرب.

وأشار الحرازين إلى أن هناك لقاءات واتصالات جرت خلال الأيام الماضية بين القيادة الفلسطينية والعربية والأمريكية والإسرائيلية فى محاولة لتهيئة الأرض أمام اية تحركات من شأنها إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وأمام هذه التطورات يأمل الفلسطينيين بأن يكون هناك تحركا جديا وحقيقيا من قبل الإدارة الأمريكية لإنهاء حالة التوتر، وخاصة أن القضية الأساسية والمركزية بالمنطقة هي القضية الفلسطينية، حيث لا استقرار دون حل القضية.

وأوضح الحرازين أن إسرائيل تحاول الحصول على بعض المكاسب من هذه الزيارة من أجل تطوير علاقاتها بدول المنطقة تحت مسميات الأمن والخطر الخارجي، علما بأن الأمن والاستقرار لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال.

وأشار الأكاديمي الفلسطيني إلى أن هناك محاولات تجرى لمنع أية توترات في المنطقة أثناء هذه الزيارة، ووضع أسس يمكن البناء عليها مستقبلا لإطلاق عملية السلام والعودة لطاولة المفاوضات على أسس محددة تتمثل بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تقدم حلولا لكل القضايا والتخوفات ووفق جدول زمني محدد، وهو الأمر الذي دعا إليه الرئيس أبو مازن فى أكثر من مناسبة بما يكفل تحقيق السلام والأمن لكافة الأطراف ودول المنطقة والتفرغ للتنمية وصناعة المستقبل فى ظل المتغيرات الدولية والظروف المعيشية التي تؤثر على مناحى الحياة فى العالم بأسره، وبما يكفل تحقيق حالة السلم والأمن للجميع.

الرقب: الاحتلال مارس التهدئة قبل زيارة بايدن

من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعتي القدس والأقصى، رغم التوترات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية الأيام الماضية، وخاصة بعد اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، إلا أن الاحتلال بدأ في الأيام الأخيرة تهدئة الأوضاع قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، بجانب زيارة وزير الحرب الإسرائيلي بيني جانتس الرئيس الفلسطيني أبو مازن في مقر إقامته برام الله؛ للتأكيد على أهمية التعاون الأمني والهدوء في الضفة الغربية.

وأضاف الرقب فى تصريحاته لـ"الدستور"، أنه قبل زيارة بايدن حدث تغير دراماتيكي، حيث استقال رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، وتم حل الكنيست وتولى رئيس حزب يوجد مستقبل يائير لابيد منصب رئاسة حكومة الاحتلال مؤقتا حتى إجراء الانتخابات في نوفمبر القادم، والتغير هذا مهم للبيت الأبيض، حيث إن نفتالي بينيت كان يرفض لقاء أبومازن في حين أن يائير لابيد لا يمانع هذا اللقاء.

وأشار الرقب إلى أن البيت الأبيض يسعى إلى أن يكون لزيارة الرئيس الأمريكي تأثير على عدة ملفات وأقلها ملف العملية السلمية، وقد حاول البيت الأبيض طرح عدة أفكار قبل الزيارة منها تشكيل منتدى الشرق الأوسط للسلام ومنها ناتو شرق أوسطي يضم عدة دول عربية ودولة الاحتلال وحتى هذه اللحظة غير معلوم أي فكرة سيتم الإعلان عنها خلال الزيارة.

وتابع الرقب "أتوقع أن يحاول البيت الأبيض عقد لقاء لعدة زعماء عرب بجانب رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد وبمشاركة الرئيس الفلسطيني أبو مازن للإعلان عن أمل للسلام دون التمكن من الإعلان عن عودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المعطلة منذ عام ٢٠١٤ م وإذا تعذر عقد اجتماع موسع سيكون اجتماع يضم الرئيس الأمريكي والرئيس الفلسطيني ورئيس حكومة الاحتلال في القدس".

وأضاف الرقب أن الرئيس الأمريكي سيعلن عن حزمة مساعدات مالية للشعب الفلسطيني منها مبلغ ١٠٠ مليون لدعم مستشفيات القدس، ومبلغ لدعم خزينة السلطة الفلسطينية التي تعاني من الديون والعجز.

وأوضح الرقب أن الرئيس الأمريكي لن يستطيع الإعلان عن افتتاح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، والتي كانت تقدم الخدمات للفلسطينيين قبل أن يغلقها الرئيس السابق دونالد ترامب عام ٢٠١٨.

ولفت الرقب إلى أن رسالة السلام التي تحملها زيارة بايدن للمنطقة، كما تحدث عنها الإعلام العبري، هو اللقاء الذي سيجمع أقل تقدير أبو مازن مع يائير لابيد، خاصة أن بايدن سيتوجه بعد فلسطين إلى السعودية، وتمارس ضغوط على السعودية للدخول في اتفاق سلام على غرار الاتفاقيات الإبراهيمية مع الاحتلال الاسرائيلي، والسعودية حتى الآن ترفض ذلك، خاصة أنها صاحبة المبادرة العربية للسلام، وأي خطوة بهذا الاتجاه هو انقلاب على مبادرتها.

وأضاف الرقب أن هناك ملفات أخرى يسعى بايدن لتحقيقها، خاصة ملف الطاقة العربية وزيادة ضخها من المنطقة العربية إلى أوروبا.

واختتم الرقب تصريحاته قائلا: "خلاصة الأمر الزيارة بروتوكولية ولن تحرك بشكل حقيقي مياه العملية السلمية في المنطقة".

ماهر صافى: الشرق الأوسط يعلق آمالاً كبيرة على زيارة بايدن

من جانبه، قال الدكتور ماهر صافى الباحث والسياسي الفلسطيني، إن المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط تعلق آمالاً كبيرة على الزيارة الاستعراضية للرئيس الأمريكى جو بايدن للمنطقة، حيث إنها تأتي في ظل حالة الركود التام فى عملية السلام بالشرق الأوسط، وتراجع الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية لصالح قضايا أخرى ومنها ملف الحرب الروسية - الأوكرانية، والملف الإيراني، وغيرها من الملفات  السياسية والأمنية فى العراق وسوريا وليبيا واليمن.

وأضاف صافى في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن إسرائيل تتعمد تهميش كل ما يتعلق بعملية السلام مع الجانب الفلسطينى أو الأحداث الدامية فى الأرض المحتلة، سواء أكان في القدس أو الضفة الفلسطينية.

ولفت صافى إلى أن هذه الزيارة لن تغير كثيراً فى الوضع الحالى على الساحة الفلسطينية، لأن الإدارة الأمريكية ليست معنية بتغيير الوضع الحالي في الأراضي العربية المحتلة.

وأشار صافى إلى أن الانقسام الداخلي الفلسطيني وما تعانيه السلطة الفلسطينية بوضعها الحالى لا تملك الضغط على إسرائيل للعودة إلى مائدة المفاوضات، وتركز اهتمامها على ملفات أخرى لعل أبرزها من يخلف الرئيس الحالي محمود عباس.

وأكد صافى أن أجواء زيارة بايدن للمنطقة تأتي في ظروف ساخنة بالأراضي الفلسطينية ومواجهات هنا وهناك، والاحتلال يوميا يزيد من تجاوزاته ضد الفلسطينيين.

وتابع صافى "يمكن القول أن زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة قد يكون لها دور في تحريك المياه الراكدة في المنطقة، لكن المشكلة تكمن في غياب الشريك الإسرائيلي الذي سيفشل أى جهد أمريكي، وسيعمل على تحويل هذه الزيارة إلى دبلوماسية".

وأكد صافى أن إسرائيل تحاول الاستفادة من هذه الزيارة بأكبر قدر ممكن، وتحاول أن تركزها على ملف وحيد، وهو الملف النووي الإيراني وتوظيف قدرات الشرق الأوسط وتوحيدها ضد إيران، وهو ما دفع بعض وسائل الإعلام الأمريكية للحديث عن إنشاء حلف ناتو شرق أوسطى، وهو بلا شك حلم إسرائيلي يروج له اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة.

وليد العوض: زيارة جو بايدن للمنطقة تحمل محاذير كثيرة

فيما قال وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، إن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة تحمل محاذير كثيرة، خاصة وأنه سبقها بتصريحات أكدت خلالها أن أهم أهدافها توطيد الحفاظ على أمن إسرائيل.

وأضاف العوض فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن من بين ثنايا زيارة بايدن دمج إسرائيل بالمنطقة ومحاولة تشكيل أحلاف متعددة الأهداف يكون الدور الإسرائيلي فيها محوريا؛ كتشكيل ناتو شرق أوسطي جديد، والتعامل مع إيران باعتبارها مصدر الخطر على شعوب المنطقة، والتغاضي عن أن إسرائيل هي مكمن الخطر على الأمن والاستقرار في المنطقة.

ولفت العوض إلى أنه على الصعيد الفلسطيني هناك قلق كبير من أن تكون هذه الزيارة على حساب القضية الفلسطينية ومكانتها، وأن يتم الاكتفاء بتقديم بعض التحسينات ذات طابع اقتصادي وبعض القضايا الشكلية، وتجنب ملامسة القضايا السياسية وعدم ممارسة أي ضغط على إسرائيل لوقف عدوانها واستيطانهم وإلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بما يقود لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وتابع العوض “لا يوجد أي رهان أو تعويل كبير على ما يمكن أن تحمله الزيارة هذه إيجابياً، لكنها ستكون اختبار جدي لمدى صدق الوعود التي كان بايدن قد أطلقها في حملته الانتخابية وما زالت بانتظار التنفيذ، عموماً اعتقد إذا لم يقدم شيءٍ بايدن من تنفيذ تلك الوعود يجب أن لا يقدم له شيء فلسطينيا وعربيا”.