رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسرائيل لا تعترف بشهادة جامعة القدس

إسرائيل لا تعترف
إسرائيل لا تعترف بشهادة جامعة القدس

على الرغم من أن إسرائيل تعترف بشهادة جميع الجامعات الفلسطينية، إلا أنها لا تعترف بشهادة خريجي جامعة القدس، ما يخلق مشكلة كبيرة وبشكل خاص للطلبة المقدسيين الذين يمثلون تقريبا 30% من طلبة الجامعة؛ حيث يواجه خريجي جامعة القدس، أكبر صرح أكاديمى فلسطينى، مشكلة عدم الاعتراف بشهادتهم عند التقدم للعمل فى المؤسسات التى تدار من قبل السلطات الإسرائيلية وخاصة المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية فى موطنهم القدس.

نتيجة لذلك، يظل هذا الطالب حامل الهوية المقدسية تابع إداريا وقانونيا لإسرائيل، ويعد عاطلا بسبب التعنت الإسرائيلي فى عدم الاعتراف بشهادته الجامعية. وحيال هذا الرفض، يضطر الطالب المقدسى أن يدرس مرة أخرى ويجتاز امتحانات معادلة للانتساب بكليات إسرائيلية لمدة ثلاثة أو أربعة أعوام حتى يحصل فى نهاية المطاف على شهادة معادلة تمكنه للعمل فى مدينته المقدسة.

وعن سبب عدم الاعتراف، نجد أن المشكلة تكمن فى المسمى القدس، فإسرائيل لا تعترف بشهادة جامعة القدس بسبب اسمها؛ حيث يوضح الدكتور عبد المجيد سويلم، أستاذ الدراسات الإقليمية بجامعة القدس، أن فى الاسم يكمن الصراع الحقيقى، فالاسم هو أساس المشكلة، هم يريدون تغيير الاسم، إلى جامعة "أبو ديس" فى إشارة إلى موقع الجامعة.

من جانبه، يرى دكتور حسن دويك نائب رئيس جامعة القدس للعلوم والمجتمع، أن هذه المشكلة تعود لسبب آخر، يكمن في أن إسرائيل تدعى أن جامعة القدس تعمل فى دولتين بترخيص واحد أى أننا نعمل تحت السلطة الوطنية الفلسطينية فى "أبو ديس" وتحت سلطة دولة إسرائيل فى مدينة القدس، وبالتالى، فإن السلطات الإسرائيلية تطلب من إدارة الجامعة إما الخروج من دائرة القدس والالتحاق بمنطقة أبو ديس فقط وعندئذ ستعترف فورا بها، أو الخروج من نطاق الضفة الغربية وتصبح تحت مظلة القدس وتقدم تراخيص لدولة إسرائيل، مؤكدا أن في الحالتين الأمر صعب ومستحيل.

من جهته، أكد منسق علاقات الضيوف ومختص فى شئون العلاقات العامة والشئون الثقافية بجامعة القدس، سنان أبو شنب، "لن نسمح بكل هذه الإجراءات الإسرائيلية التعسفية بحق الجامعة، فالإسرائيليون يرغبون فى وقفها وتدميرها وهى التى تعانى، طول فترة وجودها، من هجمة إسرائيلية شرسة، بالإضافة إلى عدم الاعتراف بها، لكننا لن نسمح بذلك".

كما أكد على أهمية موقع جامعة القدس فى إطار الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، مشيرا إلى أن ذلك يظهر جليا فى الاسم الذى تحمله، قائلا "اسم الجامعة يؤكد على فكرة أن القدس العاصمة مازالت موجودة فى عقول الناس؛ لأنه إذا تطلع أحد على واقعنا، يجد أننا مفصولون عن بقية الوطن لكن على الأقل الجامعة ماتزال موجودة حتى تجعل الحلم حقيقة وتعود هذه البلد إلينا".

الجامعة في سطور:

• تعتبر جامعة القدس اليوم أكبر وأعرق صرح أكاديمى فلسطينى؛ حيث واجهت فكرة إنشائها عام 1934 صعوبات فى زمن الانتداب البريطانى.

• فى بداية الستينيات، تم إقامة مدرسة للأيتام برئاسة المناضلة الفلسطينية هند الحسينى، بجانب المعهد العربى للمهن الصحية، وهما بمثابة أول نواة لجامعة القدس الحالية، وبعد ذلك تم افتتاح كلية الدعوة وأصول الدين، وتوحدت تلك الكيانات الثلاثة لتكون "جامعة القدس".

• انضمت جامعة القدس إلى اتحاد الجامعات العربية عام 1984 بعد توحيد كليات: كلية الدعوة واصول الدين والكلية العربية للمهن الصحية وكلية العلوم والتقنية وكلية هند الحسينى للبنات.. لكن توحد الكليات كان شكليا حتى جاء الدكتور سرى نسيبه (رئيس الجامعة حاليا) عام 1994 ليوحد جميع كليات الجامعة تحت مظلة واحدة تؤكد الامتداد الحضارى والهوية العربية الوطنية الفلسطينية.

• تضم جامعة القدس عشرات الكليات منها كلية الآداب، الصيدلة، كلية العلوم الإدارية والاقتصاد، بالإضافة إلى أكثر من 20 مركزا ومعهدا منها المراكز الصحية المجتمعية ومركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة، الأمر الذى جعلها أكبر صرحا أكاديميا، إلا أنها تظل الجامعة الوحيدة من الجامعات الفلسطينية الذي يأبي الاحتلال الاعتراف بشهادتها، بل ويسعى إلى استقطاب الطلبة المتفوقين لجامعته العبرية.

• تشرع إسرائيل فى فتح كليات جديدة فى القدس حتى يتسنى للطلبة العرب أن يدرسوا فيها ولا يلتحقوا بهذه الجامعة، هذا بالإضافة إلى توفير فرص عمل وتقديم منح دراسية فى الخارج، إلا أن المقدسيين يتمسكون بجامعتهم العربية التى تقع فى مدينة القدس المحتلة وضواحيها.

• تتوزع الجامعة فى الحرم الرئيسى فى أبوديس والحرم الجامعى فى الشيخ جراح والحرم الجامعى فى بيت حنينا، والحرم الجامعى فى البلدة القديمة، والحرم الجامعى فى البيرة، لكن الاحتلال يسعى دائما إلى جعلها مترامية الأطراف غير متشابكة الأجزاء ببناء الجدار العنصرى الذى يفصل بين أجزائها.