رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الخروج من الهاوية».. كيف غيرت «30 يونيو» وجه قطاع الإسكان؟ (صور)

مشروعات تطوير المناطق
مشروعات تطوير المناطق العشوائية

قبل 9 أعوام، كان يعيش حوالي 20 مليون مواطنً على مستوى الجمهورية بالمناطق غير الآمنة والعقارات الآيلة للسقوط في أي لحظة،  وفقًا لآخر تصنيفات المناطق العشوائية غير المخططة في مصر، لكن الوضع تغير كثيرًا بعد  ثورة 30 يونيو، التي غّيرت مسار الدولة بأكملها خلال سنوات قليلة فقط.

في اللحظة التي تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي فيها حكم البلاد، أولى اهتمامًا كبيرًا بمنظومة الإسكان، وأصدر تكليفات عدة لوزارة الإسكان وصندوق تطوير العشوائيات من أجل القضاء على ظاهرة المناطق الخطرة، وتغيير حياة محدودى الدخل بشكل كامل.

في السطور التالية، تبرز «الدستور» الإنجازات التي سعت في تحقيقها الأيدي العاملة للانتهاء من تنفيذ ما كُلفوا به خلال السنوات القليلة الماضية، وتحويل العشوائيات إلى مناطق آمنة متكاملة الخدمات.

الجحيم الذي تحول إلى نعيم

داخل محافظة جنوب سيناء، وبالأخص في منطقة «الرويسات» بمدينة شرم الشيخ، تكاتف العاملين ليلًا ونهارًا من أجل إنجاز المهمة التي كُلفوا بها، وهي تحويل عشوائيات المنطقة إلى مكان آمن من خلال إزالة فوضى العشوائيات، وفقًا للرؤية والتخطيط العمراني المتميز.

في عام 2017، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوقيع بروتوكول بين صندوق تطوير العشوائيات والمحافظة، من أجل تطوير منطقة «الرويسات»، بعد التعديات الواضحة التي تعرضت لها عقب أحداث يناير 2011.

منطقة «الرويسات»

شملت المرحلة الأولى من تطوير منطقة «الرويسات» تنفيذ 496 وحدة سكنية كمرحلة أولى لقاطني المناطق غير الآمنة، فضلًا عن تنفيذ 624 وحدة سكنية أخرى كمرحلة ثانية ضمن المشروع القومي، بتكلفة مالية بلغت 317 مليون جنيه للمرحلتين.

وتضمن المشروع منطقتين، الأولى منطقة «الرويسات - بطن الجبل»، بمساحة حوالي 14.6 فدان، بها حوالي 366 وحدة، كانت عبارة عن منازل خطرة من الدرجة الأولى، والثانية «الرويسات غرب الجبل»، بمساحة حوالي 27.8 فدان، بها حوالي 556 وحدة، وهي عبارة عن منازل دور واحد لها أسقف خشبية، وحالتها العامة غير صالحة، وفقًا لتقارير صندوق تطوير المناطق العشوائية.

واجهة العاصمة

900 أسرة مصرية كانوت تعاني بشدة من تعرضهم للخطر أثناء التواجد داخل منازلهم بمنطقة «مثلث ماسبيرو»، حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأدرج مشروع تطوير «المثلث» ضمن قائمة الإنجازات التي يسعى لتحقيقها.

عملت الدولة المصرية على نقل سكان المنطقة من منازلهم إلى وحدات سكنية بالإيجار، لحين الانتهاء من تنفيذ المشروع القومي، الذي شمل إنشاء 9 أبراج حاليا خلف مبنى الإذاعة والتلفزيون، وإنشاء أبراج 4 تطل على شارع 26 يوليو، وأيضًا 3 أبراج تطل على كورنيش النيل.

منطقة «مثلث ماسبيرو»

كما يجرى حاليًا إنشاء برجين يطلان على شارع الجلاء، وتشطيب 4 أبراج تطل على شارع 26 يوليو  بعد انشاءها، في حين وصلت ارتفاعات الأبراج 23 طابق للبرج الإدارى و21 طابقا للأبراج المخصصة للسكان الراغبين فى العودة و31 دورا للمطلة على الكورنيش.

وتحولت الآن منطقة «مثلث ماسبيرو» من أرض خطرة لا تصلح للعيش إلى منطقة راقية تم تشييدها وفقًا لأحدث طراز معمارى، لتشمل أبراج سكنية على ارتفاع 18 طابق، متوفرة بها كافة الخدمات.

3 ملايين مواطن عادت لهم الحياة

منذُ فترات مضت كان يعاني سكان عزبة الهجانة الإهمال بسبب سقوط منطقتهم من حسابات الحي ومحافظة القاهرة، بالإضافة إلى الإهمال المتكرر الذي كان سببًا رئيسيًا في عدم توفير بيئة آمنة لقاطنيها، فكان لا يوجد بها صناديق للقمامة ومن ثم تتراكم القمامة في الشوارع بشكل لا يليق بالمشهد الحضاري، إلى جانب انتشار ظاهرة  "التوك توك" بصورة كثيقة واستخدمه البعض في جرائم السرقة والخطف والاغتصاب، فضلًا عن تلف مواسير الصرف الصحي وندرة المياه وانقطاع الكهرباء بشكل مستمر وانتشار الكلاب الضالة.

عزبة الهجانة قبل التطوير

يقطن بالمنطقة ما يقرب من 3 ملايين مصري، حاولت الدولة على مدار السنوات الأخيرة تقديم العون لهم بشتى الطرق عن طريق إحياء المنطقة مرة آخرى تارة، وتارة آخرى بتنفيذ مشروعات ضخمة تضمن لأهالي المنطقة العيش بشكل آدمي، وتقديم الخدمات التي تعينهم على الحياة، بعد افتقاد المنطقة للبنية التحتية.

وكان قد كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير منطقة عزبة الهجانة بمنطقة الكيلو 4.5 بطريق السويس بواسطة الشركة الوطنية للطرق، واستغلال المناطق المتاحة أسفل كوبري الجيش لصالح رفع المعاناة عن قاطني المنطقة، وذلك من خلال إنشاء مواقف السيارات والنقل العام والجماعي ومحال تجارية بأنشطتها المختلفة وكذا مناطق ترفيهية ورياضية لخدمة شباب المنطقة، بالإضافة إلى إنشاء نقاط شرطة عسكرية ومدنية ومرورية لخدمة أهالي المنطقة.