رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشهر كاتبات الأطفال في القرن الـ 19

كيف صنعت «هايدي» شهرة يوهانا شبيري وجعلتها الأكثر ترجمة بعد القرآن والإنجيل

يوهانا شبيري
يوهانا شبيري

تعد الكاتبة يوهانا شبيري، والتي تحل ذكري ميلادها اليوم، حيث ولدت في مثل هذا اليوم من العام 1827، أشهر كاتبة أطفال في سويسرا وأوروبا خلال القرن التاسع عشر، وتعد روايتها “هايدي” من أكثر كتب الأطفال انتشارا في العالم، والأكثر ترجمة في أدب الأطفال، إلى العديد من اللغات العالمية بعد ترجمات الإنجيل والقرآن.

نشرت يوهانا شبيري روايتها “هايدي” بعد أن ابتكرت هذه الشخصية الأشهر في عالم الأطفال، في العالم 1881، بعد وفاة والديها يوهان ياكوب ووالدتها الشاعرة ميتا هويسر شفايتسر.

تدور أحداث رواية “هايدي”، حول الفتاة اليتيمة “هايدي” والتي تنشأ في أحضان جدتها لأمها وخالتها “دايتا” في “ماينفيلد” بسويسرا. وبعد وفاة جدة هايدي يعرض على دايتا وظيفة جيدة كخادمة في المدينة، فتأخذ "هايدي" البالغة من العمر خمس سنوات إلى منزل جدها لأبيها، الواقع في قرية صغيرة في أعلى جبال الألب.

الجد يعيش فيما يشبه العزلة عن العالم، نظرا لخلافاته مع القرويين ومع الكنيسة. كان الجد مستاء من وصول هايدي، لكن ذكاء الفتاة الواضح وسلوكها المرح سرعان ما يجعلان جدها يحبها، وتبدأ حياته في التغير.

تصادق “هايدي” جيران الجد، الشاب “بيتر” راعي الماعز ووالدته “بريجيدت” وجدته لأمه العمياء. مع كل موسم يمر يزداد ارتباط سكان قمة الجبل وخاصة بيتر والجدة بـ “هايدي” ويزدادوا تعلقا بها وتزاد هي الأخري حبا لهم. وبالرغم من كل هذا يرفض جد هايدي ذهابها إلى المدرسة، ويتشاجر مع القس في الكنيسة مدير المدرسة اللذان يحاولان إقناعه وتشجيعه على السماح لهايدي بارتياد المدرسة.

تمر ثلاث سنوات فتعود “دايتا” لتأخذ هايدي معها إلى فرانكقورت، لتكون رفيقة مستأجرة لفتاة ثرية تدعي “كلارا سيسمان” والتي لا تستطيع المشي، وتعتبر من ذوي الاحتيجات الخاصة. تعجب “كلارا” بلطف هايدي وروحه العطوفة المرحة وحكاياتها التي ترويها لها عن الحياة في أعلى الجبل. 

لكن مدبرة المنزل الصارمة تعتبر الاضطرابات المنزلية التي تفعلها هايدي وكلارا سوء سلوك متعمد، فتضع هايدي ذات الروح الحرة تحت مزيد من ضبط النفس، وسرعان ما تشعر هايدي بالحنين إلى القرية وتذبل روحها داخل جدران المنزل وصرامة مدبرته وقسوتها، حتى أنها تصاب بالهزال وشحوب اللون. هدفها الوحيد هو تعلم القراءة والكتابة، بدافع من جدة كلارا التي توليها ثقتها وعطفها وتشجعها على الإيمان بالله والمواظبة على الصلوات.

thumb_9780517189672-L_175_300

يؤدي شوق هايدي إلى القرية وافتقادها لها ولأهلها لإصابتها بنوبات من السير وهي نائمة، إذ تنزل كل ليلة إلى الطابق السفلي وتفتح الباب الأمامي للمنزل، وهو ما تعتبره الأسرة في البداية من فعل الأشباح. يوصي طبيب أسرة كلارا سيسمان بإعادة هايدي إلى القرية سريعا قبل أن تصاب بمرض خطير.

تعود هايدي أخيرا إلى القرية في أعالي الجبل محملة بالهدايا لأصدقائها، وتجد واحدة من أعظم ملذاتها وهي قراءة الترانيم الدينية لجدة بيتر العمياء، والتي لم تعد قادرة على قراءتها بنفسها.

إيمان هايدي بالله يؤثر على جدها فيعود إلى الإيمان المسيحي، ويرتاد الكنيسة بعد أن كان قد هجرها برفقة حفيدته هايدي، وفي ذلك الشتاء يقيم في القرية حتى تتمكن هايدي من الذهاب إلى المدرسة. 

تبقى هايدي وكلارا على تواصل وتتبادلان الرسائل، بعد زيارة طبيب كلارا لهايدي في الجبال، يوصي كلارا بزيارة هايدي، لشعوره بأن البيئة الجبلية الصحية والرفقة المرحة الحنونة ستفيدها في استعادة صحتها وربما استطاعت أن تقف وتمشي علي قدميها. وبالفعل في الموسم التالي تزور كلارا هايدي في القرية بأعلى الجبل، وتقضي صيفا رائعا معها، وتتحسن صحتها وتصبح أقوى لمواظبتها على شرب حليب الماعز، واستنشاق هواء الجبل الصحي النقي. لكن بيتر الذي يشعر بالغيرة من صداقة هايدي وكلارا يدفع كرسيها المتحرك الفارغ إلى أسفل الجبل فيحطمه، لكنه سرعان ما يشعر بالذنب ويعترف في النهاية بفعلته.

دون كرسيها المتحرك لا تملك كلارا خيارا سوى تعلم المشي، تحاول أن تفعل ذلك وتنجح تدريجيا، وإن كانت ليست قوية جدا، وغالبا ما تعتمد على هايدي أو الجد للبقاء واقفة. تندهش جدتها ووالدها ويغمرهما الفرح حين يران كلارا تقف علي قدميها وتمشي مرة أخرى، ولذلك تعد عائلة “سيسمان” بتوفير رعاية دائمة هايدي إذا لم يستطع جدها الاعتناء بها في يوم من الأيام.