رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسة الاعتدال فى الوطن العربى

على امتداد وطننا العربي ومن خلال متابعتنا اليومية للأحداث التي يمر بها وطننا العربي الكبير لاحظنا تمييز  أقطار عربية في امتلاك سياسة الاعتدال والتي  تعتبر السياسة الأكثر نضوجا، وهي السياسة التي يمتلكها فرسانها من قادة الأمة العربية، فمن خلالها أصبحت بلدان من أقطارنا العربية في الصف الأول من النضوج السياسي وامتلكت ناصية القبول عند المجتمع العالمي، فأصبح المواطن العربي المنتمي لتلك الأقطار مرحبًا به وأصبحت  التعاملات الاقتصادية  في أرقى حالاتها، واكتسبت تلك البلدان ثقة العالم في التقارب مع الشرق والغرب ومن ثم استطاع قادة تلك البلدان من المضي قدما في تطوير بلدانهم والنهوض بها  نحو الأفق الأوسع في العلاقات الدولية. 
ومن رائدة الأقطار العربية التي أسست لسياسة الاعتدال كانت جمهورية مصر العربية وسلطنة عمان، والأجدر بي هنا أن أتحدث عن مصر العربية  قبل أن يتولى الرئيس السيسي دفة الحكم فيها وبعد أن أصبح رئيسا لمصر، لأن "مصر" بوابة الثقافة العربية، وهي "عراب" السياسة في الوطن العربي وجميع الأحداث في الوطن العربي كانت مصر العربية هي من سجلت أسطورتها، سواء كانت على الصعيد العسكري أو الصعيد السياسي، إلا أننا كعرب كانت أنفاسنا محبوسة وقلوبنا حائرة أثناء ثورة مصر العظيمة وكانت الفترة "المظلمة" قبل أن يصدر القرار الشجاع من الرئيس السيسي في إنقاذ مصر من فترة "الظلام" كانت قلوبنا تتفطر ألما وكنا جميعا قلقين وخائفين على مصر من أن تبقى في عصر الظلام. 
فجاء القرار من الرئيس السيسي ورفاقه، وكنا مع القرار رغم خوفنا وقلقنا على مصر العروبة، إلا أننا كنا واثقين من  "نهوضها" من جديد، وتقلبت الأيام بين قلق وانبهار حتى اتضحت الصورة التي كنا نتمناها لمصر العربية فتجاوزت مصر في عصر "الرئيس السيسي" كل الصعاب ونهضت من جديد لتؤسس إلى بناء دولة حضارية عصرية متكاملة الجوانب وتسعى جاهدة لخوض معركة الاستقرار والحفاظ على مكتسبات الثورة، فنهضت مصر بقيادتها وأصبحت أفعال رجالها تتكلم عن حاضرها وتزرع الأمل في مستقبلها فتجاوزت مصر مع الرئيس السيسي عصر الظلام لتؤسس لها سياسة معتدلة تجمع بين جناحيها الشرق والغرب، وعادت مصر لتصنع الأسطورة من جديد، وهذه المرة صنعة أسطورة الاعتدال في السياسة التي أسس لها الرئيس السيسي؛ ليمضي قدما في بناء المجتمع المصري  من جديد. 
ألا يذكرنا عصر الرئيس السيسي بعصر المغفور له "السلطان قابوس" سلطان سلطنة عمان؟