رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور| «العيون ما زالت مترقبة».. كيف أثّر التريند العالمى على زوار أبوالهول؟

زوار أبو الهول -
زوار أبو الهول - تصوير شروق غنيم

"نام أبو الهول" ربما كان هذا التعليق هو الأبرز على مدار الساعات الماضية، يتحدث به الجميع ليس في مصر فقط ولكن على مستوى العالم أجمع. 

بداية الشرارة كانت بانتشار صور أُثبت فيما بعد أنها مفبركة لتمثال أبو الهول وهو مغمض العينين، لتنهال التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن "نومه سيصيب الجميع باللعنة وبأن نهاية العالم قد باتت وشيكة".

انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وصل إلى الجميع حتى إنّ الصفحة الرسمية لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي شاركت في هذا التريند بنشر صورة لأربع كئوس تاريخية وعنونوها بـ" يبدو أن أبو الهول اكتفى برؤية هذه العظمة".

 

ساعات مضت على التريند الذي شارك فيه أيضا عشرات الفنانين في مصر والعالم أجمع، فالفنان محمد سعد شارك بصورته قائلًا: "أبو الهول ضعيف الجناح والدنيا غدرت بيه"، لتنهال التعليقات الضاحكة على الصورة. 

"عدسة الدستور" كانت حاضرة لتوثيق الحدث وإقبال الجمهور على رؤية أبو الهول المصري الذي أغمض عينيه، حتى إن بعضهم قرر مشاركته الطعام، والشراب والتقاط الصور ونشرها عبر حساباتهم الشخصية على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. 

خبير الآثار المصرية علي أبو دشيش كان له تصريح خاص مع "الدستور" أكد فيه أن أول عملية ترميم جرت للتمثال كانت خلال عهد الملك تحتمس الرابع، حيث أزيلت الرمال من عليه ووضعت لوحة الحلم لتؤكد شرعيته من 2400 سنة، كما أجرى الملك رمسيس الثاني بعض الترميمات على التمثال خلال أعوام 1279 -1213 قبل الميلاد.

وتابع "أبو دشيش" خلال حديثه مع "الدستور" أنّ ما فعله  تحتمس الرابع ورمسيس الثاني منذ أكثر من 3400 عام مضت فتح الباب أمام الكثير من المرممين لدراسة وترميم أبو الهول، فطبقًا لعالم المصريات الأمريكي مارك لينر جاءت أهم تلك العمليات في العصر الحديث، في عام 1817 ميلادية، عندما بدأ كشف عالم المصريات الإيطالي جيوفاني باتيستا كافيجليا عن صدر أبو الهول بالكامل.

وأوضح: "آخر أعمال الترميم كانت في عهد الدكتور زاهي حواس عندما بدأت المياه الجوفية تتسرب حول أبو الهول وبدأنا نحفر علميا بواسطة مركز الهندسة بجامعة القاهرة وعملوا 32 حفرة تحت أبو الهول بعمق 20 متر لقينا أبوالهول صخرة صماء".

من بين الفنانين الذين قرروا مشاركة الجمهور التريند العالمي كان الكوميدي محمد هنيدي الذي نشر صورة له من فيلم "الخالة نوسة" وهي مغمضة العينين وتنظر للأسفل وعلق عليها "أبو الهول الآن".

وعلّق مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، على "تريند إغلاق عين أبو الهول" واصفا إياها بـ"المضحكة، ولكن من الممكن الاستفادة منها للترويج للسياحة"، واصفًا خبر إغلاق عين أبو الهول بالـ"أسطوري والخيالي".

وتابع "شاكر" خلال حديثه في برنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة "الحدث اليوم" أنّ: "أبو الهول ولا قام ولا نام منذ 4 آلاف و600 سنة، تأثر بالعوامل الجوية وأكل الطيور منه لأنه مصنوع من الحجر الجيري وهي مادة ليست شديدة الصلابة".

في الوقت نفسه أكد أستاذ الآثار المصرية في جامعة القاهرة أحمد بدران، أن "ما حدث مرفوض ويقع تحت طائلة القانون، لأن المنظمات الدولية المهتمة بحماية الآثار تحظر استخدام أي برامج تكنولوجية في تجميل أو تغيير صورة الأثر. ذلك يعرضه للتشويه في ذاكرة الناس فيجعل من الصعب التمييز بين الأصلي والمقلد".

وأضاف بدران في حديث له أن "الشخص الذي فعل هذا الأمر سيحاسب بالقطع بموجب قانون الآثار المصري الذي يحظر تشويه الآثار، وما فعله نوع من أنواع التزوير وبالتالي يستحق عقوبة تصل للحبس".