رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد استشهاد شيرين أبوعاقلة.. مراسلون حربيون بدرجة «أدباء»

شيرين أبو عاقلة
شيرين أبو عاقلة

حالة من الحزن الشديد سادت الوطن العربي، بعد استشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة مراسلة قناة "الجزيرة" في القدس، على يد قوات الاحتلال برصاصة في الرأس، أثناء مداهمتها لمخيم جنين.

وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال قد اقتحمت مدينة جنين، وحاصرت منزلًا لاعتقال شاب، ما أدى لاندلاع مواجهات مع عشرات المواطنين، وأوضحت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحى تجاه الشبان والطواقم الصحفية، وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على الزميلة شيرين أبوعاقلة، رغم أنها كانت ترتدى سترة الصحافة التى تميزهم عن غيرهم أثناء التغطيات.

وبعد استشهاد مراسلة قناة "الجزيرة"، يستعرض "الدستور" الأدباء الذين عملوا كمراسلين حربيين:

ـ جمال الغيطاني
كان جمال الغيطاني (9 مايو 1945 - 18 أكتوبر 2015) من أبرز المراسلين الحربيين في مصر، حيث غطى أحداث حرب أكتوبر المجيدة، أثناء عمله في مؤسسة "أخبار اليوم"، بعد أن رشحه الكاتب الصحفي موسى صبري للعمل كمراسل حربي للمؤسسة، على جبهة الحرب، التي عاد منها بنصر أكتوبر المجيدة.

وبعد عودته انتقل إلى قسم التحقيقات الصحفية، حتى ترقى لرئاسة القسم الأدبي متوجًا رحلته الصحفية برئاسة تحرير جريدة "أخبار الأدب" في صدورها الأول عام 1993.
عاصر الغيطاني حرب الاستنزاف على الجبهة وصولًا إلى نصر أكتوبر المجيد، واستطاع أن يحفر اسمه في سجلات الصحافة الحربية، بعد أن استطاع ككاتب أن يكتب حكايات وقصصًا لا تزال محفورة في الذاكرة حتى الآن.

ففي شبابه ومع دخوله لأقسام التحقيقات والأخبار في "أخبار اليوم"، كان مشغولًا بتاريخ مصر، في تلك الفترة وبادر بالتردد على الجبهة، وقدم تحقيقًا صحفيًا من هناك، عرض فيه لنوع من المقاربة الأدبية عن الحرب، ثم بدأ ينشر عدة تحقيقات في نفس السياق.

وبذلك نجح الغيطاني كمراسل عسكري للأخبار، وتم تخصيص مكان له على الجبهة، واصطحب معه سيارة بالتليفون، رغم أن هذا الأمر كان نادرًا حينها، وكان بصحبته حينها المصور الراحل مكرم جادالكريم، ونجحا سويًا في معايشة كاملة لمدن القناة، وتوثيق فترة نادرة من تاريخ مصر بزاوية مختلفة.

ـ محمد حسنين هيكل

عمل الكاتب والمفكر محمد حسنين هيكل (23 سبتمبر 1923 – 17 فبراير 2016) كمراسل حربي أيضًا، ولكن في البداية كان قد تم تكليفه بتغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية، حيث كان مساعدًا للمراسل الحربي بجريدة "إيجيبشان جازيت"، وذلك في معركة العالمين، وازدادت خبرته الصحفية، فضلًا عن ثقة رؤسائه به فأرسل إلى أوروبا لتغطية بداية تحرير الدول التي كانت تحت الاحتلال الألماني، وحصل على عدة فرص.

بعد ذلك عمل "هيكل" بمجلة "آخر ساعة" ثم جريدة "الأخبار" وأصبح مراسلًا حربيًا لها في "حرب فلسطين" عام 1948، حيث كان المراسل الحربي الوحيد في تلك الحرب، ولعبت دورًا كبيرًا في حياته وهو ما أكده قائلًا: "لقد عشت حرب فلسطين.. قبل أن تبدأ هذه الحرب رسميًا، عشت هذه الحرب ذات يوم من أيام شهر مارس سنة 1948، وكنت قد حملت حقائبي وذهبت إليها أبحث عن الحقيقة".

لم تقتصر تحقيقات هيكل الصحفية داخل حدود مصر، بل خاض عدة مغامرات بالخارج، وحقق فيها إنجازًا صحفيًا عالميًا، وكانت تغطية حرب فلسطين وانقلابات سوريا، وثورة محمد مصدق في إيران واغتيال الملك عبدالله في القدس، واغتيال رياض الصلح في عمان، واغتيال حسني الزعيم في دمشق، كلها انفرادات استطاع أن يحققها هيكل خلال 5 سنوات متتالية.

ـ أرنست همينجواي

الكاتب الأمريكي أرنست همينجواي (21 يوليو 1899 - 2 يوليو 1961) أيضًا شارك في عدة حروب كمراسل صحفي، أولاها بعد عمله في صحيفة "ذا كانساس سيتي ستار"، وكان قد غادر إلى الجبهة الإيطالية مجندًا بصفة سائق سيارة إسعاف في الحرب العالمية الأولى، وبعدها بدأ التفكير في روايته "وداعًا أيها السلاح" ونشرت عام 1929، وعنوانها مأخوذ من قصيدة للكاتب المسرحي الإنجليزي جورج بيليه والذي عاش في القرن السادس عشر، 
وتروى على لسان الأمريكي فريدريك هنري، والذي يحمل رتبة ملازم في المستشفى الميداني للجيش الإيطالي، وتدور أحداثها حول علاقة حب تنشأ بين المغترب الأمريكي هنري وكاترين باركلي على خلفية الحرب العالمية الأولى، من هزل الجنود والقتال ونزوح السكان.

شارك همينجواي أيضًا في تغطية مجريات الحرب الأهلية الإسبانية خلال الفترة من 1936 - 1939، والتي شكلت أحداثها الأساس لروايته "لمن تقرع الأجراس؟"، التي نشرت عام 1940، وتحكي قصة شاب أمريكي ينتمي إلى الكتائب الدولية المرافقة لإحدى عصابات الحرب الشيوعية خلال الحرب الأهلية الإسبانية.