رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميرال الطحاوى تكشف التفاصيل الكاملة لـ«أيام الشمس المشرقة»

ميرال الطحاوي
ميرال الطحاوي

صدر حديثا عن دار العين للنشر والتوزيع رواية "أيام الشمس المشرقة " للكاتبة الروائية والأكاديمية ميرال الطحاوي، وتأتي الرواية لتكون ال 5  في مشوارها الروائي بعد الخباء ، الباذنجانة الزرقاء، نقرات الظباء، بروكلين هايتس وبعد انقطاع يقترب لعشر سنوات عن الكتابة الروائية، في التقرير التالي تكشف ميرال الطحاوي أسباب الغياب وأجواء وعوالم  أيام الشمس المشرقة.

 

صرحت الكاتبة الروائية ميرال الطحاوي للدستور  بأن أيام الشمس المشرقة رواية عن فكرة النجاة والبحث عن الضفة الأخرى التي تستقبل المهاجرين واللاجئين بالطبع هي عالم متعدد الأعراق لكن الرواية ليست عن الهجرة ولا عن ابطالها أنها عن البؤس والفقر والاستغلال الطبقي عن البلاد التي تبدو خلابة فقط في الصور لكنها في الحقيقة مقبرة كبيرة لأحلام البسطاء .

 

وعن ماذا تدور الرواية قالت الطحاوي " تدور الرواية في بلدة أو مدينة تقع على الحدود البرية والساحلية للشاطئ الغربي تحولت من مدينة جبلية مهجورة كانت في السابق مدينة لعمال المناجم لتصبح هدفا للمغامرين والهاربين، ومعبرا يجتذب العمالة غير الشرعية التي تعيش في هذا الهامش البطلة نعم الخباز تجسد مع غيرها من النساء طبقة جديدة من المهاجرين يمكن أن نطلق عليهم الطبقة الدنيا والأكثر فقرا والتي يتم استغلالها في الأعمال الشاقة.

 

وتتابع "الرواية ترصد هذا العالم من خلال عدد من الشخصيات نعم الخباز عاملة تنظيف البيوت ميمي دونج الشابة الأفريقية التي تم استقدامها مع غيرها من الأطفال عبر الكنيسة، فاطيما وكريستال وغيرهن من الشخصيات،  ضحايا الحروب والمجاعات، المتسللين، الخادمات والمربيات، الرجال أيضا الصعاليك والطامحين والهاربين من جحيم الماضي.

ميرال الطحاوي .. فاطمة البودي 

وتلفت ميرال الطحاوي إلى أن "فكرة الرواية جاءت منذ أن انتقلت للعمل في جامعة اريزونا كأستاذة للأدب العربي، وأنشغلت في البداية بعدد من الأبحاث العلمية المتصلة بعملي كتبت خلالها عددا من الأبحاث الأكاديمية لتنشر في عدد من الدوريات حول الأدب العربي الحديث، انشغلت بالتدريس، وأخذت وقتا طويلا للتطور كباحثة ومدرسة للأدب وللتدريس باللغة الإنجليزية والنشر أيضا بها، كان ذلك جهدا خرافيا اقتضى الكثير من الجهد في إطار هذا البحث العلمي كتبت  "بنت شيخ العربان" و"بعيدة برقة علي المرسال" وكلاهما عمل بحثي تطلب تفرغا وجمعا للنصوص ورحلة طويلة للجمع ودراسة تلك الأشعار التي تسمي الغناوة، وهي أبيات مختصرة من الشعر العاطفي تستخدم في المراسلات.

 

وعن أسباب انقطاعها عن كتابة الرواية تقول الطحاوي " كان هذا الانقطاع للبحث الأكاديمي ضروريا للتثبيت في وظيفتي الجامعية وخطوة لابد منها في عملي في واحدة من الجامعات الأمريكية، كلا الكاتبين اقتضيا عملا طويلاً و تفرغا والنتيجة بالنسبة لي كانت مرضية تماما وفخورة بهذا الإنجاز على الرغم من اعتقادي أن كلا العملين لم تتم قرائتهما بشكل جيد لظروف النشر في الفترة الأخيرة .

 

أيام الشمس المشرقة 

وتتابع "بعد أن حصلت علي الترقية الأكاديمية والتثبيت في ٢٠١٥ بدأت في كتابة تلك الرواية، توقفت كثيرا في الكتابة لأسباب صحية ونفسية كثيرة خارجة عن إرادتي وتصورت في وقت من الأوقات أنني عاجزة عن الكتابة وعاجزة عن التفكير وغير راغبة في مواصلة تلك الرحلة لكن هذا العالم كان يعاود طرق بابي، كنت أحاول القبض على تفاصيل تلك البلدة التي تسمى الشمس المشرقة، وأشعر أنني أعيش في هذا العالم بشكل من الأشكال في النهاية نحن لا نكتب النصوص بل أحيانا علينا فقط أن ننتظر حتي تطرق بابنا.

 

 هل الكتابة تحتاج  إلى التفرغ ؟ عن هذا تجيبنا ميرال الطحاوي لم أكن متفرغة في حياتي علي الإطلاق للكتابة، تأتي الكتابة حين تأتي وتهرب حين نطاردها ، لا أعتقد أنني سعيت للوجود في ساحة الكتابة أو حرصت علي هذا الوجود أو أن علي أن أكتب وأنشر بشكل ثابت ومتواصل، أتعامل مع الكتابة بوصفها محاولة للهروب من قسوة الواقع وأجد نفسي طوال الوقت في محاولة فاشلة لهذا الهرب، بالطبع خرائط الكتابة في العشر سنوات الأخيرة قد تغيرت ولكنني لا أبحث عن مساحة في تلك الخرائط، الاغتراب يعلمنا أن نقبل أننا تركنا خلفنا موقعنا الوجود، خرائطنا وأصدقائنا وأعدائنا وأننا بشكل ما تركنا مكاننا في هذا العالم، ومن العبث البحث عن وجودنا الأدبي حين نكون بالفعل غائبين.سعيدة فقط بفرحة استكمال عمل ظننت في وقت من الأوقات أنني عاجزة عن القبض عليه، سعيدة بفرحة أصدقائي بكتابتي.