رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملحمة «المتحدة».. نقاد فنيون: موسم رمضان أعاد «زمن الدراما الجميل»

المتحدة
المتحدة

موسم درامى فريد من نوعه شهده شهر رمضان المبارك لهذا العام، فى ظل تنوع الأعمال الدرامية المُقدمة ما بين الدراما الاجتماعية والكوميديا والتراجيديا، إلى جانب الأعمال الوطنية التى وثقت جزءًا مهمًا من تاريخ مصر، وقدمت الكثير من الأسرار والحقائق الخفية عن الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «الإخوان».

وتميز الموسم الدرامى لرمضان ٢٠٢٢ بمجموعة من الأعمال التى يمكنها أن تنافس الكثير من المسلسلات الكلاسيكية، التى طالما التفت حولها الأسر العربية قبل المصرية، وذلك على مستوى الكتابة والإخراج والتصوير والإمكانيات التقنية الحديثة، لتعيد إلى الأذهان الريادة الدرامية لأبناء النيل من جديد.

ولا يستطيع أحد أن ينكر الدور الكبير للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى تقديم هذا الموسم المميز، وإعادة الريادة الدرامية لمصر، من خلال توفير كل الإمكانيات اللازمة للتفوق والإبداع من كل عناصر المنظومة الفنية لأى مسلسل.

«الدستور» تواصلت مع عدد من النقاد الفنيين، للحديث عن رؤيتهم للأعمال الدرامية المقدمة خلال الموسم الرمضانى ٢٠٢٢، ورأيهم فى أداء ممثلى كل عمل، ودور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وغيرها من التفاصيل التى نستعرضها فى السطور التالية.

طارق الشناوى: «الاختيار3» استثنائى.. وياسر جلال مكسب

أشاد الناقد الفنى طارق الشناوى بمسلسل «دايمًا عامر»، الذى يعرض ضمن الموسم الرمضانى لهذا العام، فى ظل القضايا المهمة والمتشعبة والكثيرة التى يناقشها ضمن أحداثه الدرامية، خاصة ما يتعلق بما يعيشه الطلاب والمدرسون فى مختلف المدارس.

وقال «الشناوى»، إن مسلسل «دايمًا عامر» يحمل الكثير من الرسائل القوية الدسمة، فى إطار درامى اجتماعى هادف يناقش مجموعة من القضايا التى تمس كل بيت وأسرة فى مصر، فضلًا عن عرضه مجموعة من الاقتراحات والحلول بالنسبة للعملية التعليمية ككل.

ورأى أن «دايمًا عامر» يجسد «تغيير جلد» للفنان مصطفى شعبان، بعد دخوله منطقة «الشعبى» من خلال مسلسل «ملوك الجدعنة»، مضيفًا: «كما أن المسلسل جمع بين العديد من الفنانين الكِبار والصِغار، وسيخرج لنا أجيالًا جديدة من الفنانين والفنانات الشبان، الذين جسدوا أدوار الطلبة فى المدرسة الناشونال والإنترناشونال».

ووصف الناقد الفنى «مسلسل الاختيار ٣» بأنه «حالة استثنائية» فى الدراما المصرية بل والعربية أيضًا، لأنه يؤرخ لما مرت به مصر فى فترة عصيبة من تاريخها الحديث، ويعرض لحظات ومواقف عاشها الشعب المصرى من كبيره لصغيره فى عهد جماعة الإخوان الإرهابية. وقال «الشناوى»، إن «الاختيار» فى جزئه الثالث ثرى بالعديد من المواقف التاريخية المهمة، التى يهتم بها الجميع صِغارًا وكبارًا، خاصة أن الفترة التى يتناولها هذا الجزء تحديدًا هى فترة حاسمة فى تاريخ مصر الحديث، مشيرًا إلى أن «الأصعب فى هذا الجزء هو أن الشعب عاش أحداثه، ورغم ذلك نجح مخرج المسلسل العبقرى بيتر ميمى فى نقله بصورة ممتازة دون أى مبالغة».

واعتبر أن جميع الممثلين فى مسلسل «الاختيار٣» أبدعوا وأبهروا الجمهور، خاصة الفنان ياسر جلال، فهو «فنان عبقرى متمكن وممتاز، وقدر يوحد رأى الجمهور عليه ويقنعهم بتجسيد شخصية مهمة جدًا عاصرها الجميع هى الرئيس عبدالفتاح السيسى، لذا هو مكسب كبير للفن»، وكذلك خالد الصاوى وعبدالعزيز مخيون، فهما «فنانان عبقريان بالفعل، وتمكنا من تقديم شخصيتى خيرت الشاطر ومحمد بديع بشكل قوى ومميز جدًا».

ووجه الشكر للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، على تقديم هذه الأعمال الوطنية الدرامية القوية، وهذا الموسم الرمضانى الذى ظهر فيه العديد من النجوم الذين غابوا عنّا لفترات طويلة، من خلال أدوار قوية ومؤثرة جدًا، فرح بها الجمهور وأحب من خلالها طلتهم.

واختتم بقوله، «موسم رمضان هذا العام به تنوع ثرى فى المسلسلات، ما بين الكوميديا والدراما الاجتماعية والوطنية، والأعمال المليئة بالرسائل المهمة.. لذا نستطيع أن نقول هو موسم قوى مقارنًة بجميع المواسم السابقة، وفيه بعث لروح الدراما المصرية من جديد».

 

رامى المتولى: «أحلام سعيدة» رائع.. و«فاتن أمل حربى» شائك

رأى الناقد الفنى رامى المتولى أن هناك ٥ أعمال تليفزيونية شاركت فى الماراثون الرمضانى هذا العام يمكن تصنيفها باعتبارها الأفضل، هى: «الاختيار ٣» و«جزيرة غمام» و«أحلام سعيدة»، و«الكبير أوى ٦» و«راجعين يا هوى»، لافتًا إلى أن هناك أعمالًا أخرى جيدة وأثارت جدلًا بين الجمهور، من بينها «فاتن أمل حربى» للنجمة نيللى كريم، و«مكتوب عليا» للنجم أكرم حسنى.

ورأى أنه من الصعب تصنيف «الاختيار ٣» بسبب تأرجحه بين الدراما والتوثيق، لذا من الصعب أيضًا مقارنته مع باقى الأعمال الدرامية، رغم تفوقه على المستوى الفنى، لكنه يظل الأهم فى الموسم، لأنه يقدم رواية رسمية لأحداث محورية مرت بها الدولة فى فترة عصيبة سبقت وأثناء حكم «الإخوان».

وعن رأيه فى مسلسل «أحلام سعيدة» للنجمة يسرا، قال «المتولى» إن العمل توافرت فيه جميع العناصر الجيدة، بداية من التمثيل، فجميع الأبطال قدموا أداءً تمثيليًا أكثر من رائع، خاصة النجمة يسرا التى استطاعت التنويع فى أدائها التمثيلى المتغير حسب طبيعة الأحداث، مرورًا بكل من غادة عادل ومى كساب وشيماء سيف، إضافة إلى ضيوف الشرف والنجوم الشباب.

وأضاف: «أسهم الإخراج فى الإعلاء من القيمة الفنية والجمالية للعمل، من خلال اختيار مواقع التصوير أو الديكور الخاص بالسياق الدرامى، أو على مستوى التوجيه الفنى وضبط أداء الفنانين، وكذلك مونتاج المشاهد والحلقات». 

ورأى أن المخرج عمرو عرفة أصاب فى اختياره ديكورات المسلسل، فعلى سبيل المثال الشقة التى تسكن فيها «فريدة هانم»، أو النجمة يسرا، مبهرة جدًا وتليق بسيدة أرستقراطية، معتبرًا أن المؤلفة هالة خليل استطاعت أن تقدم سيناريو مسلسل تليفزيونى محكمًا جدًا، مع وجود تصاعد للأحداث بشكل مميز دون تكرار أو إطالة، ونجاح فى توظيف الشخصيات دراميًا بشكل متقن. 

وعن مسلسل «فاتن أمل حربى» للنجمة نيللى كريم، قال «المتولى» إن المسلسل تطرق فى أحداثه وفكرته إلى منطقة مهمة وشائكة هى قانون الأحوال الشخصية، ورأى أنه من الإيجابيات تقديم عمل تليفزيونى يطرح قضية مهمة للنقاش المجتمعى. وأضاف: «لم يكن هدف المسلسل التطرق إلى الأمور الدينية، لكن الهدف الرئيسى هو الحديث عن الظلم الذى يقع على الزوج والزوجة من قانون الأحوال الشخصية، والذى يجب تعديله ليجارى التطور الكبير الذى يحدث فى المجتمع». 

نادر عدلى: «الكبير أوى» أفضل عمل كوميدى بـ«الإفيهات الطازة»

وصف الناقد الفنى نادر عدلى «الاختيار» بأنه «مسلسل متكامل»، مشيدًا على وجه التحديد بالجزء الثالث الذى يعرض فى الموسم الرمضانى لهذا العام، وتتجمع أمامه الأسرة المصرية بكل أفرادها، من أجل مشاهدة الأحداث التى عاشوها فى فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية للبلاد.

وقال «عدلى»، إن «الاختيار ٣» مسلسل يقوم على قراءة ما حدث فى مصر خلال السنوات الأخيرة، ويعتمد على دراما تسجيلية وثائقية، وهو نوع لم نره من قبل على الشاشة المصرية، ليجمع بذلك بين ٣ نوعيات من الأعمال الدرامية، هى تسجيلية ووثائقية ووطنية.

ورأى أن «العائدون» مسلسل منفصل عن «هجمة مرتدة»، ورغم أن حلقاته الأولى شهدت بعض «الاضطرابات»، إلا أنه يحمل الكثير من الجوانب المهمة. 

واعتبر أن «الكبير أوى» هو أفضل الأعمال الكوميدية هذا العام، فى ظل أنه ملىء بـ«الإفيهات الطازجة»، وحاول أحمد مكى من خلاله أن يثبت وجوده، وأن يكون «الضحكة الكبيرة» خلال الموسم الرمضانى، مضيفًا: «أعتقد أنه نجح فى ذلك إلى حد كبير، حتى يمكن اعتبار (الكبير أوى) أفضل ما قُدم من كوميديا على الشاشة هذا العام».

وأشاد كذلك بمسلسل «فاتن أمل حربى»، الذى طرح قضية مهمة جدًا تؤثر بصورة كبيرة فى المجتمع، وتهم المرأة على وجه التحديد، وهى الجدل حول قانون الأحوال الشخصية، معتبرًا أن أفضل مسلسلات هذا العام ثلاثة، هى: «جزيرة غمام» و«الاختيار ٣» و«فاتن أمل حربى».

وأثنى على ما قدمته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى وفرت كل الإمكانيات اللازمة لتقديم أعمال درامية مميزة، وفتحت مجال التعاون مع العديد من شركات الإنتاج الأخرى.

أحمد سعيد:  «راجعين يا هوى»  من «ريحة دراما الثمانينيات»

شدد الناقد الفنى أحمد سعيد على أهمية القضية التى تناولها مسلسل «العائدون»، واصفًا إياه بأنه من المسلسلات الوطنية المهمة خلال موسم رمضان ٢٠٢٢، خاصة أنه مأخوذ عن ملفات المخابرات العامة، وتم تقديمه بشكل جيد على المستوى التقنى، وكذلك ما يتعلق بأداء أمير كرارة والمجموعة ككل، معتقدًا أنه «ظُلم بشكل كبير نتيجة النجاح الساحق لمسلسل (الاختيار ٣)، لأنهما فى نفس الخانة».

وأشاد «سعيد» بمسلسل «راجعين يا هوى»، قائلًا: «هو فى الأصل مسلسل إذاعى، وعندما تحول إلى مسلسل درامى تليفزيونى، أصبحنا نشم فيه رائحة دراما الثمانينيات والتسعينيات التى افتقدها الناس كثيرًا، ولما لا ومؤلفه هو الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، واحد من أهم فرسان الدراما على مستوى الوطن العربى».

وأضاف: «المسلسل جميل جدًا، وخالد النبوى عامل دور مميز، لكن المفاجأة بالنسبة لى كانت الفنانة وفاء عامر»، معتبرًا أن السيناريو هو الأساس الذى أعاد لنا روح المسلسلات العائلية من خلال «راجعين يا هوى».

ورأى أن المخرج محمد ياسين «غيّر» فى الفنان محمد رمضان من خلال مسلسل «المشوار»، عبر «كادرات» إخراجية مميزة، وبأداء تمثيلى جيد ومختلف لـ«رمضان»، الذى يعتبر واحدًا من أهم الفنانين فى مصر، علاوة على دينا التى تعد من أفضل الممثلات هذا العام، لكن المسلسل عابه بعض «التطويل».

واعتبر أن الفنانة الكبيرة يسرا ظهرت بشكل جديد ومختلف ومميز فى مسلسل «أحلام سعيدة»، وتمكنت المؤلفة هالة خليل فى أولى تجاربها الكتابية من تجاوز فكرة «المط والتطويل»، لذا حققت النجاح المرجو من المسلسل حتى الآن، فى تجربة جديدة ومميزة.

ووصف «ملف سرى» بأنه «من المسلسلات الجميلة التى جعلت المشاهد يلهث وراءها، فكلما حل لغزًا معينًا ظهر لغز جديد، ولم يقدر المشاهد على توقع المقبل من الأحداث، لذا يمكن اعتبار السيناريو الخاص به جيدًا جدًا حتى الآن».

أشاد كذلك بمسلسل «دايمًا عامر»، قائلًا: «من الأعمال الجيدة التى تناقش قضية مهمة جدًا، ما يحدث فى مدارس الناشونال والإنترناشونال، ومشاكل التعليم عامة، بشكل كوميدى خفيف، فضلًا عن ترويجه للمعالم السياحية فى مصر بشكل جيد».

واختتم، مشيدًا بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى قدّمت موسمًا دراميًا قويًا، يمكن اعتباره أفضل من المواسم المقدمة فى السنوات الماضية، معتبرًا أن «فيه مسلسلات مصروف عليها بشكل قوى وكبير جدًا».

عصام زكريا:  جميع عناصر النجاح  توافرت فى «جزيرة غمام» 

أشاد الناقد الفنى عصام زكريا بالأعمال التليفزيونية التى عرضت خلال شهر رمضان المبارك، فى موسم شهد منافسة قوية بين كبار نجوم الفن، وعلى رأسها مسلسل «جزيرة غمام» للكاتب المتألق عبدالرحيم كمال.

واعتبر «زكريا» أن مسلسل «جزيرة غمام» هو الحصان الرابح فى موسم دراما رمضان ٢٠٢٢، مشيرًا إلى أنه بالرغم من عرضه بشكل حصرى على قناة «الحياة» فقط، استطاع فرض نفسه على الساحة وبين الجمهور بشكل كبير.

وأضاف: «المسلسل اجتمعت لديه كل عناصر النجاح، بداية من الكتابة التى أبدعها المؤلف عبدالرحيم كمال، ثم التمثيل الذى أداه النجوم المشاركون فى بطولة العمل، وأيضًا الإخراج، فكل هذه العناصر وضعت العمل فى منطقة خاصة به، وكتبت له النجاح الذى لم يكن أحد يتوقعه أثناء تحضيرات المسلسل وبعد الإعلان عن مشاركته فى ماراثون رمضان».

وتحدث عن أداء الفنانين فى «جزيرة غمام»، قائلًا: «النجمة مى عزالدين كتبت شهادة ميلاد جديدة لها، خاصة بعد عدم توفيقها فى آخر تجارب تليفزيونية شاركت فيها كبطلة أساسية، والفنان أحمد أمين كان مفاجأة العمل وأشاد بأدائه الجمهور، وأعتقد أن دور (الشيخ عرفات) الذى قدمه خلال الأحداث يضع على عاتقه مسئولية كبيرة فى اختياراته للأعماله المقبلة، خاصة حال عودته لتقديم عمل كوميدى، فلا بد أن يكون حريصًا فى اختيار السيناريو».

وتطرق إلى الأعمال الكوميدية التى شاركت فى الماراثون، وعلى رأسها مسلسلا «الكبير أوى ٦» للنجم أحمد مكى، و«مكتوب عليا» للنجم أكرم حسنى، معتبرًا أنهما أنقذا الأعمال الكوميدية من الحفرة التى وقعت فيها خلال الأعوام الماضية، التى شهدت تقديم أعمال يمكن وصفها بأنها كانت رديئة وتعتمد على الارتجال. وأضاف أن المسلسلين حققا ردود أفعال قوية لدى الجمهور، وأظهرا أن هناك تطورًا كبيرًا فى كتابة هذه النوعية من الأعمال، بجانب الأداء الجيد للفنانين، وعلى رأسهم النجم أحمد مكى، الذى لا يعتبر مجرد ممثل، بل يمكن القول إنه العقل المدبر لأى عمل فنى يشارك فيه. وواصل: «مكى فنان ذكى ويعلم جيدًا ما الذى يقدمه، ولديه إيمان بأن نجاح العمل هو الأهم، ولا يهتم بـ(الشو الزائف)، وهو أحد نجوم الكوميديا الذى يعلم جيدًا ما هى الكوميديا، ولديه خبرة فى اختيار من يتعاون معهم من مؤلفين أو مخرجين».

ناهد صلاح: أحمد مكى كوميديان كبير «بيفرش لغيره» مثل سعيد صالح

أشادت الناقدة الفنية ناهد صلاح بالفنان أحمد مكى، معتبرة أن النجاح الذى حققه فى الجزء السادس من مسلسل «الكبير أوى» يستحق الرصد والتحليل، لأنه يعكس وجود ممثل لا يريد النجاح لنفسه فقط، بل يساعد غيره على الوصول إلى النجاح أيضًا. وقالت الناقدة الفنية: «كعادته نجح أحمد مكى فى إحياء شخصيات (الكبير) و(جونى) و(حزلقوم)، وقدم تفاصيل جديدة لكل شخصية، ولم يكتف بتحقيق نجاح شخصى، بل ساعد فنانين جددًا على الوصول للنجاح، وهو ما يسمى بلغة المسرح (بيفرش لغيره)، وهذه صفة الكوميديانات الكبار، مثل سعيد صالح، الذى منح كثيرين فرصًا للتألق».

وأضافت: «مكى كوميديان كبير يعرف كيف يصنع مشروعه الخاص، ويدمج فيه مواهب جديدة، ومساره التمثيلى يسير فى اتجاه تصاعدى، ويشكل حالة شبه استثنائية فى المشهد الفنى، فهو يتقن تغيير أدائه بما يناسب كل شخصية يجسدها، ويستطيع صناعة جسور محبة وثقة بينه وبين الجمهور، وقادر على إلغاء الحدّ الفاصل بين الممثل والشخصية، ويمتلك قدرة على إيجاد توازن بين براعة التمثيل وتوغله فى تفاصيل الشخصية». ورأت أن الجزء الثالث من مسلسل «الاختيار» كان تحديًا كبيرًا لصناعه، لأنه عمل فنى له أبطال حقيقيون على قيد الحياة، ويوثق فترة صعبة فى تاريخ البلاد، وللمرة الأولى استخدمت الدراما المصرية فيه ما تسمى «الدراما الحية»، عبر تقديم شخصيات رئيسية على الشاشة، مثل الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومحمد بديع مرشد جماعة «الإخوان» الإرهابية، وذلك بشكل مميز جعل الجميع يشيدون بمن خلف الكاميرا وعلى رأسهم «الماكيير»، مع قدرات الفنانين وتقمصهم للشخصية داخليًا وخارجيًا وتقديمها بهذه الصورة المميزة.

وواصلت: «الأجزاء الثلاثة من (الاختيار) خاصة الثالث استخدمت فيديوهات توثيقية أسهمت فى تقوية الشق الدرامى بشكل كبير، فوجدنا الشق الدرامى والشق الملحمى، ونقل المخرج بيتر ميمى والمؤلف هانى سرحان تفاصيل كثيرة حدثت فى الحقيقة، لذا نحن أمام وثيقة مرئية تحكى ما حدث، وتقدم تفسيرًا للكثير من الأحداث السياسية التى عاشها الشعب المصرى». وأشادت باختيار الفنانين المشاركين فى الجزء الثالث من مسلسل «الاختيار»، قائلة: «كانت مفاجأة كبيرة اختيار ياسر جلال لتقديم شخصية الرئيس السيسى، فعل جرىء، وأرى أن المخرج اختار عددًا من النجوم الذين لديهم مخزون كبير من الإبداع، ومنهم خالد الصاوى فى دور خيرت الشاطر، وأحمد بدير فى دور المشير طنطاوى، وصبرى فواز فى دور محمد مرسى، وغيرهم الكثير».

ورأت أن الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال استطاع أن ينسج «عالمًا مدهشًا» فى مسلسل «جزيرة غمام»، مشددة على أن العمل مفعم بالخطوط الدرامية المتوازية والدلالات المهمة.