رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أرودغان يفتح صفحة جديدة مع الزعماء العرب.. اضطرار أم رغبة حقيقية؟

أردوغان
أردوغان

ترتبط مساعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إعادة العلاقات مع الدول العربية، ولاسيما مصر والإمارات والسعودية، بعدة عوامل، أبرزها اقتراب الانتخابات الرئاسية التركية المبكرة من ناحية، والضغوط الاقتصادية المتأزمة التي تمر بها أنقرة، نتيجة خروج المستثمرين الغربيين من بلاده.

ووصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الخميس، إلى مدينة جدة السعودية في أول زيارة له منذ 2017، بعد 5 أعوام من التجاذبات السياسية بين البلدين من ناحية، وبين أردوغان والدول العربية من ناحية أخرى.

ومنذ عام 2021 وبدأ أردوغان في استخدام نبرة أقل حدة تجاه زعماء العرب، حيث قال في مايو من العام نفسه:" "نسعى لاستعادة الوحدة ذات الجذور التاريخية مع شعب مصر ومواصلتها مجددا".

 

التقارب التركي - السعودي

في تصريحات سابقة، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، رغبة أنقرة في تحسين العلاقات مع الرياض، كما أكد تشاووش أوغلو أن حالة من الزخم الإيجابي تسيطر حاليا على علاقات بلاده مع الإمارات، متوقعا عودة العلاقات إلى مسارها إذا استمر هذا الزخم.

وفي مايو 2021، وصل وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إلى المملكة العربية السعودية، في أول زيارة من نوعها منذ عام 2016.

وقال تشاووش أوغلو، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "نحن موجودون في المملكة العربية السعودية بهدف البحث في علاقاتنا الثنائية ومناقشة القضايا ذات الشأن التي تهم منطقتنا، وعلى رأسها الاعتداءات على المسجد الأقصى واضطهاد الشعب الفلسطيني".

لتكلل العلاقات بين البلدين بزيارة أردوغان  إلى السعودية، وأوضح أردوغان في تصريحات له عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”: "نحن كدولتين شقيقتين تربطهما علاقات تاريخية وثقافية وإنسانية، نبذل جهودا حثيثة من أجل تعزيز جميع أنواع العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وبدء حقبة جديدة بيننا".

 

التقارب التركي - الإماراتي 

وبالنسبة لدولة الإمارات على وجه الخصوص، تنوعت سياساتها وتمكنت من إدارة علاقاتها في الفترة الأخيرة بصورة أكثر مرونة في ظل وجود أطراف عديدة متباينة في أهدافها مع تركيا وقبرص واليونان، وهو الأمر الذي قد يسمح لها بلعب دور مستقبلي كبير في دعم الجهود العربية لتسوية هذه الأزمات العالقة مع تركيا عبر تنسيق الجهود العربية للوصول إلى صيغ مشتركة يمكن لها أن تحافظ على الأمن العربي.

وفي نوفمبر الماضي، وصل ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، الأربعاء، إلى العاصمة التركية أنقرة، في أول زيارة له منذ عام 2012، حيث استقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وجاءت زيارة الشيخ محمد بن زايد تلبية لدعوة أردوغان، و بحثا وقتها العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، والخطوات اللازمة لتطوير التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية الحالية.

 

مخاطبة ود مصر

في 5 و6 مايو الماضي، جاء وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال، إلى القاهرة في أول زيارة من نوعها منذ 2013، وأجرى محادثات "استكشافية" مع مسؤولين مصريين بقيادة حمدي لوزا لبحث التقارب وتطبيع العلاقات.

وحاول وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في 11 يونيو 2020، استمالة القاهرة للدخول في مفاوضات مع أنقرة حول أزمات شرق المتوسط، قائلا إن "الطريقة الأكثر عقلانية لعودة العلاقات التركية المصرية، تكون عبر الحوار والتعاون مع تركيا بدلا من تجاهلها".

ووضعت مصر عدة شروط لعودة العلاقات من تركيا، كان أبرزها تسوية سياسية بين تركيا والخليج من ناحية، وقبرص واليونان من ناحية أخرى، مع التأكيد على سياسة عدم التخلي عن سيادة القرار المصري، ورفض التدخل التركي في شؤون الدول الداخلية.

 

أسباب رغبة أردوغان في عودة العلاقات

وتأتي مساعي أردوغان لتنقية الأجواء مع الشرق الأوسط، ضمن إطار جهود أوسع بذلها الرئيس التركي في الفترة الأخيرة لتحسين العلاقة مع عدد من خصومه الإقليميين، بما في ذلك مصر والإمارات، في مواجهة عزلة دبلوماسية متزايدة أدت إلى تراجع كبير في الاستثمارات الأجنبية، خصوصا من الغرب.

وتهدف تركيا من وراء هذه السياسات إلى تسوية الكثير من الملفات المتشابكة مع الدول العربية في ظل الضغوط الكبيرة المفروضة عليها داخليا بسبب ارتفاع سعر صرف الليرة وزيادة مستويات التضخم وانتشار البطالة وتراجع شعبية الحزب الحاكم، وخارجيا بسبب الضغوط الأوروبية على تركيا بسبب سياساتها التصعيدية في منطقة شرق المتوسط وصعود إدارة أمريكية جديدة وجهت انتقادها للسياسة التركية على المستويين الداخلي والخارجي.