رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار الترجمة الشرعية للكتب الأجنبية.. هكذا أضيفت «الصلوات والأذكار» لروايات غربية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

صدرت مؤخرا ترجمة رواية "المساكين" للكاتب الروسي دوستويفسكي، ومن ترجمة  الراحلة صوفي عبد الله، عن دار تبارك للنشر، وتضمنت الرواية العديد من الكلمات والجمل التي من المستحيل ان تكون موجودة في النص الأصلي، وهي مصطلحات ذات طبيعة دينية خالصة، ما أثار سخرية العديد من رواد التواصل الاجتماعي لحد وصل وصفها  بالترجمة الشرعية، عن  الضوابط التي تقرها دور النشر والتي  تشكل سلفا سؤال ما «حدود التغييرات الدينية والجنسية» في الترجمات يجيبنا المترجم سمير مندي «أنا شخصيا لم أتعرض لهذا النوع من الترجمات».

صُدر حديثًا «قصائد ولوحات أوكرانية من خطوط النار» للمترجم سمير مندي
سمير مندي 

وتابع مندي: «العموم إن ترجمة الكتب ذات المرجعية الدينية "كنموذج "عمل ليس بالهين، أولا لأن الترجمة هنا ترتد إلى معناها الأصلي بمعنى أنها تصبح نوعا من التفسير، مادمنا نسلم بإننا لن نستطيع أن ننقل الأصل على نحو ما هو عليه، بل إن الترجمة هنا هي تفسير وليست شيئا آخر، ولذلك فلابد أن يتصدى لهذا النوع من الترجمة ليس فحسب من يملك اللغة المترجم إليها، إنما من يملك رؤية ووعي قادرين على انطاق الأصل في غير لغته ودمجه في الثقافة الجديدة التي تستعد لاستقباله.

وأضاف: «من ناحية أخرى فإن الكثير من دور النشر تنجنب بالطبع ترجمة الكتب المثيرة للجدل. ربما لأن الثقافة العربية لم تعد تتحمل الجدل عموما أو لم تعد ترى فيه جدوى من أي نوع، وربما لأن مثل هذه الترجمة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، وأكبر دليل على ذلك أننا لا يمكن أن نترجم مثلا رواية "آيات شيطانية "لسلمان رشدي. ونحن نعلم جيدا العواقب الوخيمة التي تحملتها دور في الغرب، لاسيما في لندن جراء نشر هذه الرواية. 

ويلفت: «علينا أن لا ننسى أن الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي قد حولت منابع تحفيز الناس وإثارتهم من خلال ما أصبح يسمى التريند، وهو حالة يخلقها خبر أو مقطع فيديو قصير تخفت ما كان يمكن أن يثيره كتاب يمس جانبا من جوانب التابو الثلاثة الدين والجنس والسياسة، ولا أظن مثلا أن نشر رواية مثل رواية وليمة لأعشاب البحر التي أثارت ضجة في التسعينات يمكن أن يثير ما أثاره وقتها،  لقد خفت صوت المثقف بعد ثورات الربيع العربي وخفت معه ما يمكن أن يثيره بترجماته أو أراءه أو ما يمكن أن يثيره من جدل».

خَميلة الجندي — رقيم
خميلة الجندى 

 خميلة الجندى أرفض الترجمة  تحت غطاء ديني 

من جانبها تقول الكاتبة الروائية والمترجمة خميلة الجندي، فكرة الترجمة الشرعية مصطلح جديد وغريب ودخيل علينا ، أما عن تحرير النصوص الفجة جدا، فهذا يحدث، والفرق بين التحرير والحذف كبير، في تحرير النص لو خادش  لمعايير مجتمعنا دينيا وخلاقيا فهنا يتم عملية التحرير وليس الحذف، لأننا في نهاية الأمر  أن "الترجمة"، وهي نقل  النص مع مراعاة اللغة التي ننقل منها وإليها.

وعن هل عرض عليك هذا النوع من الترجمات " تقول خميلة الجندي "لم يعرض على مثل هذه النوعية من الترجمات  ، وإن عرض على مثل هذه النصوص  فانا برفضها.

وأكدت خميلة الجندي، على أن هناك من يقدمون على هذه النوعية من الترجمات، ويقدمون تحت عنوان «عناوين وزايا مختلفة "ترجمات مبسطة "، إلى جانب هناك اتجاهات اخرى في الترجمة وهي التي تأتي في صيغة "البوكليت"، ولها جمهورها من القراء. 

أميرة بدوى تحكى تجربتها مع ترجمة روايات لـ فرجينيا وولف فى ذكراها الـ80 -  اليوم السابع
أميرة بدوي

أميرة بدوي: هذه الترجمات لا تتفق مع الأمانة والإحلاص للنص

من جانبها ترى الكاتبة القاصة والمترجمة أميرة بدوي: “لا أعتقد أن هناك مصطلح نقدي في الترجمة يسمي الترجمة الشرعية، وأعتقد أن هناك حالات فردية لا تستدعي أبدًا أن نؤمّن وراءها ونعطي الموضوع أكبر من حجمه. ببساطة، الذين يفعلون ذلك إما قليلو الخبرة، أو يفكرون من منطلق فكري مغاير، لا يتفق أبدًا مع حتمية الأمانة والإخلاص للنص وللترجمة الأدبية”.
وتابعت بدوي "أما الحالة المطروحة أمامنا مايمسي "بالترجمة الشرعية "، في ترجمة صوفيا عبدالله لرواية ديستوفيسكي، والتي نشرتها دار تبارك، مثل غيرها، باعتبار أن النص سقطت حقوقه، أرى أن المشكلة تكمن في عدم تحرير النص.
ولفتت  بدوي إلى ان "هذا يحيلنا لإشكالية غياب المحرر ومراجع الترجمة في الكثير من دور النشر المصرية. لا أوافق طبعًا على ذلك، وإن جاز لي التعبير،  ولا أقصد دار نشر بعينها بهذا الكلام، لكني لا أوافق على نقل ترجمات قديمة وإعادة نشرها، فقط،  لأن دور النشر تريد أن تضع ضمن إصداراتها أعمال كاتب مشهور لكنها تريد أيضا أن توفر في الميزانية!.

أما عن المترجمة صوفي عبد الله «1925 - 2003». أديبة مصرية، وصحفية موهوبة، وروائية ومترجمة ،نشرت خلال حياتها ما يزيد على المائة كتاب، ت نشرت صوفي عشر مجموعات قصصية نذكر منها «ثمن الحب» و«قلوب دامية». وست روايات لعلّ أبرزها «عاصفة في قلب».‏