رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة أجر أبو العينين شعيشع لإحياء مأتم ملكة العراق

الشيخ أبو العينين
الشيخ أبو العينين شعيشع

يعد الشيخ أبو العينين شعيشع أحد الأصوات العظيمة فى دولة التلاوة، وقد أحدث ضجة كبرى في بدايته  بمصر والعالم العربي، لأن كان أقرب صوتا إلى الشيخ محمد رفعت.

ذاع صيته في مصر وبلغ شهرته عنان السماء، فعندما توفيت ملكة العراق سافر الشيخ أبو العينين إلى بغداد ليحيى مأتمها بدعوة رسمة من الحكومة العراقية وتقاضى 3 الآف جنيه، بحسب ما جاء في كتاب "ألحان السماء" للكاتب محمود السعدني.

فى عام 1952 استدعته الإذاعة المصرية ليقوم بتكملة أشرطة المرحوم الشيخ محمد رفعت، والذين يستمعون الأشرطة لا يستطيعون أن يفرقوا بين طريقة أبو العنين وبين رفعت لأنه كان يقرأ بطريقته قبل رحيله.

الشيخ محمد رفعت

والشيخ أبو العنين شعيشع، عندما كان طالبًا بمدرسة المنصورة الثانوية، حكم عليه الأساتذة بأنه لا يصلح فى التعليم، لأنه لا ينتظم أثناء الدراسة، وكان الغريب أنه كان يداوم على تحريك شفتيه بكلام خافت، والذين يجاورنه في الفصل لا يعرفون أنه يرتل القرآن الكريم.

ورسب عامًا بعد عام، حتى وصلت نسبة الرسوب إلى أنه لا يصلح للدراسة مما استعدى ناظر المدرسة آنذاك إلى استدعاء أخوه الكبير ليخبره.

وكان هذا آخر عهد" أبو العنين شعيشع" بالمدرسة، وخرج إلى الشارع يسهر كثيرًا في الموالد ويحوم حول المنشدين في الأسواق، ويطرب كما يسمع أن أحدًا من كبار القراء سيسهر الليل في المنصورة، فكانت فرصة طيبة له أن يذهب كل مساء إلى مأتم أو ليلة مولد يحتفل بها.

وسمع الشيخ أبو العنين فى الليالي الكثيرة التي سهرها الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى والشيخ محمد الصيفى والشيخ محمد رفعت، وذات ليلة كان الشيخ أحمد متعبًا، فحل محله الشيخ أبو العنين، وسمعه الشيخ رفعت فأعجب به، وتنبأ له بمستقبل كبير، ثم لم يلبث الشيخ أبو العنين أن نزح إلى القاهرة وكان ذلك عام 1942، وقد سمعه رجل من رجال القصر الملكى، فاستدعاه ليقرأ في الإذاعة.

ومنذ لك الحين والشيخ أبو العنين لا يفارق الشيخ رفعت، الذي اتخذ منه تلميذًا له، واتخذ أبو العنين القاهرة مقرًا له.

وفى عام 1948 بلغ أجر الشيخ مائة جنيه فى الليلة الواحدة، وأصبح يتقاضي خمسة وعشرين جنيها عن كل إذاعة له من محطة القاهرة، وهو مبلغ لم يصل إليه آنذاك سوى أربعة من كبار القراء هم مصطفى محمود، عبدالفتاح الشعشاعى، محمد الصيفى، وأبو العينين.