رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالرحمن الشرقاوى يوزع الفوانيس على الصغار فى قريته

عبدالرحمن الشرقاوى
عبدالرحمن الشرقاوى

للكاتب والشاعر الكبير عبدالرحمن الشرقاوى ذكريات مع رمضان، وهو الشهر الذى كان دائمًا ما يقضيه بين قريته والقاهرة. وحكى أنه لم يشعر ببهجة شهر رمضان فى القاهرة كما شعر بها فى قريته، وأنه حاول منذ أن أصبح أبًا أن يعوّد أبناءه على انتظار شهر رمضان لكى يحتفلوا به بشكل لائق. 

وقال فى مقاله بمجلة «العربى» عام ١٩٨٥: «نجحت فى أن أغرس فى قلوبهم الاحتشاد للشهر المبارك، حتى إذا أصبحت جدًا أخذت حفيدتىّ الصغيرتين بمثل ما أخذت به أمهما وأخوالهما حين كانوا صغارًا، وإن الحفيدتين لتسألان حين يهل علينا شهر رجب وتشعران باحتفالنا بمقدمه، لما ينتظرهما من ألطاف فى هذا الشهر المبارك». 

ولفت إلى أن الناس فى قريته كانوا ينتظرون شهر رمضان ويستعدون له من بعد ليلة النصف من شعبان، فينظفون الطرقات أمام البيوت، ويشترون فوانيس للأطفال الصغار، ويوفرون اللبن والسكر والشاى وما يمكن أن يشرب فى أثناء سهر الليالى لصلاة القيام. 

وروى أن من تقاليد قريته فض الخصام فى شهر رمضان، وأن يُقبل الناس على التصالح، مهما يكون بينهم من ثارات وضغائن، مضيفًا: «كانوا يسعون إلى بعضهم البعض بعد ثبوت رؤية الهلال، ثم يوقد كل صاحب بيت سراجًا أمام داره، وينطلق الصغار بالفوانيس».

وتابع: «بعد صلاة العشاء والتراويح كان الناس يتجمعون لقراءة القرآن، ويتبادل الناس الزيارات، يسمعون القرآن أول الليل»، مردفًا: «كانت فى قريتى داران تهتمان باختيار اثنين من أصحاب الصوت الحسن وإتقان التلاوة ليسهرا طوال الشهر، إحداهما كانت دارنا، والأخرى دار العمدة، وكان القارئ فى كل من الدارين من بلد بعيد».

وولد عبدالرحمن الشرقاوى فى ١٠ نوفمبر ١٩٢١ بقرية الدلاتون بمحافظة المنوفية شمال القاهرة، وبدأ تعليمه فى كُتّاب القرية، ثم انتقل إلى المدارس الحكومية حتى تخرج فى كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول عام ١٩٤٣.