رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى الأقصى اعتكافى.. مواجهة محتملة مع جماعات الهيكل الصهيونية المتطرفة

.. ترددت صيحات ومبادرات شعبية فلسطينية، تحذر وتندد  بما قامت به  عصابات  المستوطنين الصهاينة، اليهود، الذين قاموا بدعم من الأمن والشرطة والجيش الصهيوني، يقتحمون الأقصى  والحرم القدسي الشريف وفي مقابل ذلك أصدرت بيانات ومبادرات ودعوات فلسطينية للاعتكاف والرباط في المسجد الأقصى، والقدس المحتلة. 
ونقلت وسائل الإعلام الدولية والعربية والإسرائيلية، بيان حركة حماس، الذي يهدد إسرائيل بسبب خطط المتطرفين الصهاينة، الذين يسعون لتقديم قرابين عيد الفصح في الحرم القدسي الشريف.
وتقول  مصادر إسرائيلية، ردًا على تهديد حماس، إنها لن تسمح بالطقوس الصهيونية التوراتية، وبررت محاولات التطرف الصهيوني، أنه يأتي بعد أن تقدم جماعة  يهودية جوائز مالية لأولئك الذين- تم إلقاء القبض عليهم- أثناء إحضارهم للماعز أو الحملان إلى الموقع المقدس في القدس وقالت شبكة  أخبار إسرائيل المقربة من الحكومة الإسرائيلية، إن الأردن والسلطة الفلسطينية يدينان التبرع المشبوه. 

*اقتحام بحراسة شرطة الاحتلال.

دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، كشفت عن خطورة الإجراءات المتطرفة وقالت في بيان، إن 69 مستوطنًا اقتحموا الأقصى، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي الخاصة المدججة بالسلاح، وإن هذه العصابات، أدوا طقوسًا تلمودية استفزازية، ونفذوا جولات مشبوهة في باحات ومساحات جدار البراق والمسجد الأقصى، في محاولات لمحاكاة كاملة لما يسمى "قربان الفصح" في منطقة القصور الأموية الملاصقة لأسوار المسجد الأقصى المبارك.
أوقاف القدس، نبهت  إلى أن  هذه الخطوة، تكرست بعد "قمة حاخامية" عُقدت في الأقصى(...) لمناقشة فرض طقوس "الفصح العبري" فيه، وبعد دعوات من حاخامات اليمين المتطرف وتعهدات من قادة جماعات "الهيكل" بإدخال ما يسمونه "قربان الفصح" إلى الأقصى مساء يوم الجمعة المقبل (الرابع عشر من شهر رمضان).
*جماعات الهيكل المتطرفة 
دائرة أوقاف القدس، وعشرات من حراس الأقصى والحرم القدسي، قالت إنه يحل "عيد الفصح" العبري هذا العام متقاطعًا مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك، ما بين 16 -22 من شهر أبريل الحالي.
التحليلات السياسية والأمنية، تزيد من مخاوف التصعيد الأمني والعسكري، نظرًا لتواصل جماعات "الهيكل" المزعوم حشد مناصريها، بشتى الطرق اليهودية التي تستقطب يهود العالم، عبر دعوات عنصرية صهيونية متطرفة، دعواتها الأساسية، بناء الهيكل المزعوم، ولاقتحام الأقصى في عيد "الفصح"، وتدنيسه بإقامة الطقوس فيه. وسيحاول المستوطنون خلاله إدخال ما يسمونه "القربان" أو إدخال دمه لنثره على صحن الصخرة ابتداءً من يوم الخميس الموافق 13 رمضان وحتى يوم الجمعة 21 رمضان.

*"في الأقصى اعتكافي"

في الساعات الأخيرة، مع ازدياد الحملات الأمنية الإسرائيلية على مدن الضفة الغربية، واقتحامها مخيم جنين والخضيرة، ونابلس، وسلوان، والحرم القدسي في القدس العربية المحتلة، أصدرت القوى الوطنية الفلسطينية دعوة لكل الفلسطينيين، بعنوان :"في الأقصى اعتكافي" للإقبال الواسع على الاعتكاف والرباط في المسجد الأقصى المبارك، في ليالي العشر الثانية من شهر رمضان.
تزامنت الدعوة مع قيام الرئاسة الفلسطينية، باتصالات فلسطينية وعربية وإسلاميًا ودولية أممية، حذرت فيها من مغبة التهديد باقتحام الأقصى لذبح القرابين، إلى جانب التهديد بنشر المزيد من قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، مؤكدة أن كل ذلك سيؤدي إلى تصعيد خطير لا يمكن السيطرة عليه، في الوقت الذي يتعرض، المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات المستوطنين الاستفزازية على فترتين صباحية ومسائية باستثناء يومي الجمعة والسبت في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني في المسجد، وتزداد وتيرة هذه الاقتحامات في فترة الأعياد اليهودية.

*الجامعة العربية تتحرك

التصعيد الذي يتطور في فلسطين، وفي القدس والحرم القدسي، لقى تحركًا واسعًا، طالبت فيه  الجامعة العربية، الهيئات والمنظمات الدولية باتخاذ إجراءات عاجلة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء عدوانه على الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن إنهاء الاحتلال هو السبيل الوحيد لإحلال السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أدانت في بيانها، الصادر في القاهرة، العدوان الإسرائيلي الخطير على أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والمحافظات الفلسطينية، والذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى واعتقال أكثر من 1100 فلسطيني منذ بداية يناير الماضي، بالإضافة إلى حملات التنكيل والملاحقة ضد الفلسطينيين والاستفزازات المستمرة لمشاعر المسلمين في شهر رمضان المبارك وما تتعرض له جنين من عدوان واستهداف بالغ الخطورة. 
وعمليًا، كثف  البرلمان العربي، جهوده وإداناته  التصعيد الإسرائيلي الخطير على أبناء الشعب الفلسطيني في جنين والقدس وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة مما أسفر عن وقوع شهداء ومصابين وكذلك المواجهات الدامية مع المستوطنين واستخدامهم للقوة المفرطة.
البرلمان العربي  اعتبر أن ما يحدث، عملية ممنهجة تأتي عبر توسيع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحاماتها للمسجد الأقصى في شهر رمضان الكريم هو استفزاز لمشاعر العالم العربي والإسلامي وليس الشعب الفلسطيني فحسب، فضلًا عن أن هذه الخطوات ستسهم في تأجيج الصراع والوصول به إلى ذروته وإفشال جميع الجهود والمحاولات الرامية إلى تهدئة الأوضاع.
وأكد أن المسجد الأقصى هو خط أحمر لا يجب أن تتجاوزه إسرائيل ولا تختبر رد الفعل الفلسطيني والإسلامي حياله، داعيًا المجتمع الدولي إلى العمل بشكل عاجل على وقف هذه المخططات التي ستلقي بظلالها على السلم والأمن الدوليين والاستقرار العالمي.
* الإعلام الصهيوني  والحقائق المزيفة

ركز الإعلام الصهيوني بتهديدات حركة حماس، إسرائيل بشأن خطط النشطاء اليهود لإجراء تضحيات في الحرم القدسي، نقطة الاشتعال في القدس، قائلة إنها لن تسمح بذلك "بأي ثمن" ، وأن الفصائل الفلسطينية في غزة من المقرر أن تجتمع لمناقشة رد موحد على الهجوم. "اعتداءات" مزعومة.

يسعى الإعلام الصهيوني، إلى نقل مقولات الحكومة الإسرائيلية  المأزومة، وأنها تعهدت  بوقف أي محاولات لجلب الأضاحي إلى المجمع كما فعلت في السنوات الماضية.

.. والحقائق على الأرض واضحة من خلال ما أعلنت [جماعة العودة إلى الجبل المتطرفة] ، التي تدعو إلى بناء معبد يهودي ثالث في الموقع الذي كان يضم المعبدين التوراتيين، على فيسبوك يوم الإثنين أنها ستقدم جائزة نقدية لأولئك الذين ينجحون في التضحية بحمل جبل الهيكل، ولكل من يعتقل ويحاول القيام بذلك.
وردد الإعلام المدعوم من الكنيست والجيش الصهيوني، أن جبل الهيكل، المعروف للمسلمين باسم الحرم الشريف، هو أقدس المواقع اليهودية وثالث أقدس الأماكن الإسلامية. يُسمح لليهود بزيارة المجمع، لكن لا يُسمح لهم بالصلاة أو أداء الطقوس الدينية كجزء من الوضع الراهن الدقيق، بحسب شبكة أخبار إسرائيل، التي تبث بعدد من اللغات منها الألمانية والفارسية والعربية والإنجليزية والروسية. 
.. وهي شوهت الحقائق الموجودة على الأرض وقالت: اكتسبت حملة المضحين المحتملين هذا العام زخمًا هائلًا في وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية بعد منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يقدم جوائز نقدية لمن تم اعتقالهم.

عادة ما تعمل الشرطة الإسرائيلية، والشاباك بدعم من الموساد الإسرائيلي بموافقة  المجموعات الصهيونية ومن اليهود المتدينين أثناء زيارتهم للحرم القدسي، في البلدة القديمة بالقدس.

تاريخيًا، ومنذ نكبة فلسطين عام 1948 ونكسة عام 1967، تتعمد قوى وعصابات التطرف اليهودي، بدعم غربي وأمريكي، وتيارات دينية، التأكيد على أن  ما تنص  عليه التوراة، من  تقديم ذبيحة (خروف باسكال) عشية عيد الفصح الذي يبدأ ليلة الجمعة. وفقًا للكتاب المقدس، يجب أن يؤكل اللحم في الليلة الأولى من العيد، جنبًا إلى جنب مع الفطير - الماتسا - والأعشاب المرة.
.. مثل هذا الإصرار التوراتي، جعل الصراع يتجدد سنويًا بين الفلسطينيين والعصابات اليهودية، برغم أن القدس المحتلة لها مكانتها الدينية والحضارية والإنسانية، ولها وضعها القانوني الدولي بموجب قرارات واتفاقيات الأمم المتحدة ومنظمات العالم العربي والإسلامي، وهي مشمولة، قانونيًا بالوصاية الهاشمية، التي تعمل عليها الأردن، والملك عبدالله الثاني، الوصي الهاشمي، الذي يعتبر وضع القدس، وأوقافها الإسلامية والمسيحية، من مسئولية ووصاية المملكة الأردنية الهاشمية، التي تقوم عبر الأوقاف وحراس المسجد الأقصى بالحماية الممكنة، برغم  أن الاحتلال الصهيوني يتعمد المزيد من التصعيد والاقتحامات ومنع الصلاة والاعتقالات وهدم البيوت وتشريد السكان.