رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتبة أمريكية: السياسة الأمريكية يشوبها النفاق وعدم الأمانة

جريدة الدستور

أعربت الكاتبة الأمريكية كاترينا فاندن هوفيل عن اعتقادها أن السياسة الغربية بصفة عامة، والأمريكية بصفة خاصة يشوبها الكثير من النفاق وعدم الأمانة.

وأشارت هوفيل في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن التصريحات التي صدرت عن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن العام الماضي، أن الولايات المتحدة لا تعترف بمفهوم مناطق النفوذ ، مجرد كلام أجوف وغير معمول به في النصف الغربي من العالم.

كذلك شككت الكاتبة في مصداقية التصريحات التي صدرت مؤخراً عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، والتي يقول فيها أن من حق كل دولة أن تختار حلفاءها من الدول الصديقة وأن تقرر توجهات سياستها الخارجية بما يتناسب مع مصالحها الوطنية.

وقالت الكاتبة إن هذه الشعارات النبيلة غير معمول بها في الدول الغربية مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت، على سبيل المثال، عقوبات على كوبا لمدة 60 عاماً مما كان له أسوء الأثر على قطاعات اقتصادية عديدة ومما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، وعلى الرغم من ذلك لم يسقط النظام في كوبا بل على العكس مازالت كوبا ترسل أطباءها لمساعدة الدول المتقدمة والنامية على حد سواء في أوقات الكوارث والأزمات.

وأوضحت أن التعاون قائم بين كوبا وأمريكا في مجال مكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات على الرغم من استمرار العقوبات الأمريكية عليها إلى الآن من أجل إجبار الشعب الكوبي للتخلص من الحكومة التي لا تحظى برضا واشنطن، وأن كوبا ليست هي المثال الوحيد في هذا الخصوص، فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات قاسية على كل من فنزويلا ونيكاراجوا لأن النظام الحاكم فى كلا البلدين لا يحظى برضا أمريكا.

وأشارت هوفيل إلى تحذيرات مؤسسة الأمن القومى الأمريكية من تنامى النفوذ الصيني في الدول الغربية، على الرغم من أن الصين تحتل المرتبة الأولى في قائمة الشركاء التجاريين لدول أمريكا اللاتينية كما أنها تعتبر مصدر رئيسى وحيوى للاستثمار المباشر والتمويل كما أنها قدمت مساعدات واسعة للمنطقة في أعقاب الأزمة المالية عام 2008 من خلال ضخ استثمارات كبيرة وتوفير العديد من فرص العمل مما أسهم في الحد من معدلات الفقر في المنطقة.

وأضافت الكاتبة أنه في ظل هذه الظروف نجد صانعي السياسة الأمريكية يعكفون على دراسة السبل الكفيلة، لمواجهة التهديدات التي يشكلها تزايد النفوذ التجاري الصيني في المنطقة، ونجد بعض الخبراء يقترحون مواجهة الحكومات التي تساند الصين إلى جانب تشجيع الحركات المناهضة للسلطات في الصين وروسيا وإيران ، للحد من نفوذ تلك الدول وبطبيعة الحال فرض عقوبات على أي دولة ترفض التعاون لتحقيق هذا الغرض دون الاهتمام بحق تلك الدول في اختيار حلفاءها.