براءة الأيوبي: «الأعمال الدرامية عرفتنا بأجواء رمضان في مصر» (حوار)
قالت الكاتبة اللبنانية براءة الأيوبي، إن المحطة الأساسية التي أعتبرها ذات تأثير كبير ونقطة تحوّل في مجال اختياراتها للكتب هي خماسيّة "مدن الملح" للأستاذ عبد الرحمن منيف رحمه الله.
وتابعت الكاتبة اللبنانية لـ«الدستور»، مؤخرًا كنت في زيارة إلى مصر خلال فعاليات معرض الكتاب، وتمنيت أن أقضي شهر رمضان الكريم واستمتع بسحرها.
«براءة الأيوبي» كاتبة لبنانيّة حازت إجازة في العلوم السياسيّة والإداريّة وصدر لها "ذاكرة روح" (نصوص نثريّة)، "المسكونة" (مجموعة قصصية)، "ورد جوري" (رواية)، كما شاركت في كتاب جماعي حول جائحة كورونا بعنوان "أحاديث الجائحة – شهود من أهلها".
وإلى نص الحوار..
- ماهو أحدث أعمال براءة الأيوبي على مستوى الإبداع؟
مؤخراً، أنجزتُ كتابين أحدهما مجموعة من النصوص الوجدانية، والثاني عبارة عن رواية تتناول معضلةً اجتماعية سياسية مطروحة بقوّة في عالمنا العربي.. لكن موضوع النشر مؤجّل حالياً بعض الشيء ذلك أن رواية "ورد جوري" لم يمض على إصدارها سوى بضعة أشهر، لذلك إن أيّ إصدار جديد في الوقت الحالي سيحرم الرواية من فرص عديدة للانتشار. بالنسبة لي تعتبر الفترة الزمنية الفاصلة بين إصدار وآخر على جانب كبير من الأهمية، وهي من ضمن العوامل المؤثرة في مدى نجاح الكتاب.
- ما هى أهم قراءاتك التي ساهمت في تشكيل شخصيتك الإبداعية؟
المحطة الأساسية التي أعتبرها ذات تأثيرٍ كبيرٍ ونقطة تحوّل في مجال اختياراتي للكتب هي خماسيّة "مدن الملح" للأستاذ عبد الرحمن منيف رحمه الله.
هذه المجموعة بالإضافة إلى كتابات أحلام مستغانمي ذات الأسلوب الراقي والمتميّز، شكلّت البداية الفعليّة لعشقي للكتب والقراءة التي غدَت ضرورةً ملحةً لي.
- أهم مظاهر الاحتفال برمضان في لبنان ؟
يتميز شهر رمضان في لبنان بعادات وتقاليد دينية واجتماعية وثقافية مختلفة، وفي معظم المدن والقرى اللبنانية كانت هناك ظاهرة المسحراتي، الذي يجوب الشوارع في أوقات السحر وهو يقرع على طبلة صغيرة. لكن ظاهرة المسحراتي تراجعت اليوم بشكل كبير وأصبحت تقتصر على عدد قليل من القرى والبلدات وبعض أحياء المدن.
ومن التقاليد الرمضانية التي ما زالت حتى أيامنا، ما يعرف بـ”سَيران رمضان”، وهي عادة قديمة تتمثل في القيام بنزهة إلى الحدائق والمناطق الجبلية تخصص لتناول المأكولات والمشروبات والحلويات في الأيام الأخيرة من شهر شعبان. هذه العادة تطورت بعض الشيء لتغدو المطاعم هي المكان المخصص لل"سَيران". وتضيف الكاتبة والقاصة براءة الأيوبي..
كما أن "مدفع رمضان”، هو تقليد عرفه لبنان وما زال موجوداً ويقضي بإطلاق المدفع من القلعة عند ثبوت شهر رمضان وعند ثبوت شهر شوال وقبيل حلول الفجر، عند الغروب.
تختص مدينة طرابلس بتقليد خاص في استقبال شهر رمضان حيث تقوم فرق من الصوفية قبل حلول الشهر المبارك بأيام بجولات في شوارع المدينة، يردد المشاركون فيها الأناشيد والمدائح النبوية. أما عن الأطعمة فتزدهر تجارة الحلويات في هذا الشهر الكريم، بحيث يعتبر تناول الحلويات عُرفاً يلتزم به معظم اللبنانيين بالإضافة إلى مشروبات خاصة بشهر رمضان كالجلاب والتمر الهندي وعرق السوس والخروب وقمر الدين ..
- وما أخبار القراءة والكتابة في هذا الشهر الكريم؟
في هذا الشهر الكريم غالباً ما أسعى لأحيا أجواءً روحانية قدر المستطاع، فقد اعتدتُ ومنذ زمن على تقسيم نهاري الرمضاني بين مجموعة من العبادات دون قدرتي على التفرغ الكليّ لها بالتأكيد بسبب الانشغالات الكثيرة والمسؤوليات خارج وداخل المنزل، وعلى الأخص تلك التي تتعلق بالعمل وما يترتب عليه من واجبات غير قابلة للتأجيل. لذلك أجدني غير قادرةٍ على تخصيص فترات زمنية لأيّ قراءات أدبيّة.
حتى الكتابة أراني، وبسبب الضغوط المختلفة التي تتزايد في هذا الشهر الفضيل، غير قادرةٍ على ممارستها فعلياً. قد أدوّن بعض العبارات وأترجم بعض المشاعر التي تباغتني بين حينٍ وآخر، لكن ذلك لا يعتبر فعلاً كتابياً بقدر ما هو استجابة عفوية لحالة وجدانية تعبر الروح والأنامل على حين بغتة.
- ما أهم الكتابات التي تُذكرك بشهر رمضان المبارك؟
لا يوجد كاتب بعينه ترتبط كتاباته بذاكرتي الرمضانية السابقة أو الحالية. ورغم تنوّع القراءات الأدبية التي أقوم بها إلا أنّ تصنيفاً كهذا لم يرد لي. ربّما حدث أن قرأت روايات ارتبطت بعض أحداثها بفترة الصوم، لكن ذلك لا يعتبر كافياً لأقيم ارتباطاً بين الكاتب وهذا الشهر الفضيل بعاداته وتقاليده المتنوعة.
- حدثينا عن ذكرياتك مع شهر رمضان المبارك في القاهرة؟
لم تتح لي فرصة التواجد في القاهرة خلال شهر رمضان، رغم أن هذا الأمر لطالما تمنّيته بسبب ما تشكّل في ذاكرتي من أجواء رمضانية رائعة تمتاز بها مصر والتي اكتسبتها فقط من خلال الأعمال الدرامية أو سمعت بعض حكاياها من بعض الأصدقاء المقربين.
