رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أنقذت الحكومة أهالي المناطق غير الآمنة من الانهيار؟

مناطق آيلة للسقوط
مناطق آيلة للسقوط

في الوقت الذي كان يعيش فيه قاطني العقارات الآيلة للسقوط بالمناطق غير الآمنة على مستوى محافظات مصر ووصل عددهم حينها إلى 20 مليون مواطنًا، وفقًا لتصنيف المناطق العشوائية غير المخططة، أصدر الرئيس السيسي تكليفات عدة لوزارة الإسكان وصندوق تطوير العشوائيات من أجل القضاء على هذه الظاهرة بشكل نهائي.

وبالفعل شهد 2021، إعلان الانتهاء من تطوير المناطق غير الآمنة واختلاف أوضاع قاطنيها بعد تسلمهم وحدات سكنية جديدة، بدلًا من الحياة الخطرة التي كانوا يواجهونها طوال يومهم، وكان أيضًا لمبادرة "حياة كريمة" دورًا كبيرًا في إنقاذ حياة آلاف المواطنين المعرضين للخطر.

الأسمرات: قوافل طبية وبطولات رياضية لأولادنا

على مساحة تبلغ 185 فدانًا، يقطن ياسر محمود في حي الأسمرات، الذي وصفه بأعلى درجات التميز والرقي، وعبر في حديثه لـ"الدستور"، عن مدى اطمئنانه على مستقبل أبنائه بعد انتقاله من منطقة "منشية ناصر"، التي عانى فيها كثيرًا بسبب سوء الخدمات وعدم توافر الأمان، بجانب المنزل الذي عاش فيه سنوات مهددًا بالسقوط في أي وقت.

انتقل ياسر إلى حي الأسمرات قبل 4 أعوام، ومنذ تلك اللحظة لم يشعر لثانية واحدة بالغربة في مسكنه الجديد، فقد استطاع أن يكون أصدقاء عدة داخل الحي الجديد، بعد استلامه لوحدته السكنية التي قطنها برفقة زوجته وأبنائه الثلاث، بجانب وحدة أخرى في نفس العقار لأبيه وأمه، واصفًا ذلك: "الحياة هنا مختلفة تمامًا، جميع الخدمات متاحة".

أضاف:"والدي يعاني من مرض السكري، ووالدتي تعاني من مشكلات في القلب، وشعرنا بالأمان حين جاءت إلينا القافلة الطبية ضمن المبادرات التي أطلقها الرئيس السيسي، للكشف عن الأمراض المزمنة، وصرفت لهم العلاج اللازمة، ومازالت مستمرة في توفير احتياجات أهالي الحي من مستلزمات طبية وإنسانية".

"التوزيع يجرى على جميع الوحدات السكانية بالمجان"، قال "ياسر" إن القوافل الطبية تأتي إليهم من حين لآخر، وتراعي احتياجاتهم طوال الوقت، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، فقد أعرب عن مدى مستوى النظافة في الحي: "العمال هنا بتشتغل بضمير، والأهالي نفسهم بيراعوا نظافة المكان عشان حاسين إنهم عايشين".

اختتم الرجل الأربعيني، مرجعًا الفضل في ذلك إلى الرئيس السيسي، الذي أوفى بوعده للشعب المصري في توفير حياة كريمة لهم، مشيرًا إلى مستقبل أولاده الذي يُشكل حاليًا أمام عينيه، بعد أن التحقوا بمدارس عالية الجودة، ونوادِ رياضية يشاركون من خلالها في الألعاب المختلفة كالملاكمة وكرة القدم، ويطمحون في الدخول إلى المسابقات واجتيازها.

أهالي السلام: حمتنا من خطر "عزبة الهجانة" ووفرت لنا فرص عمل

أسماء مجدي، انتقلت قبل 3 سنوات من "عزبة الهجانة" للعيش في حي "أهالينا" بمدينة السلام في القاهرة، تقول لـ"الدستور"، إنها لم تكن تخاف من شئ في الماضي سوى على حياة أبنائها، فالمنزل الذي كانت تقطن به هددهم كثيرًا بالانهيار، بجانب ضعف خدمات المرافق من انقطاع المياه والكهرباء أغلب الوقت، وعدم الشعور بالأمان في المنطقة، ما جعلها تمتنع عن العمل خوفًا من السير وحدها في الشوارع.

أضافت:"عملي كمعلمة للمرحلة الابتدائية كان يفرض علي الذهاب إلى منازل الطلاب، لكن زوجي كان يخاف بشدة من ذلك الأمر، ما جعلني امتنع عن وظيفتي لفترة كبيرة، حتى انتقلنا إلى حي أهالينا، واستطعت تكوين العديد من العلاقات الجيدة، والتي وفرت لي فرص التدريس لطلاب مدارس الحي، ومساعدة زوجي في تلبية احتياجات المنزل".

أما عن وحدتها السكنية، أوضحت السيدة الثلاثينية، أنها الدولة وفرت لها سكن بديل مكون من غرفتين نوم وصالة ومطبخ ودورة مياه، تستطيع هي وزوجها وأبنائها قضاء حياتهم بأريحية، دون الخوف من انهيار المنزل في أي وقت، أو الشعور بالمعاناة نظرًا لظروف ضيق المكان أو انعدام خدمات المرافق.

ونوهت "أسماء" إلى توافر العديد من الحدائق العامة والأماكن الترفيهية، اللاتي تستطيع من خلالهم اصطحاب أطفالها يوميًا للخروج والتمتع بجمال المنطقة، بجانب أنها جعلتهم يشتركون في تدريب الكاراتيه، حتى يقضوا أوقاتهم في الاستفادة من لعبة رياضية، بجانب الدراسة الجيدة داخل مدارس الحي.

"مفيش حاجة نقصانا هنا، كل الخدمات والمحلات موجودة"، اختتمت السيدة حديثها، مشيرة إلى توافر جميع احتياجات المواطن بالمنطقة، فضلًا عن المبادرات التي تأتي إليهم كل فترة لتوفر جميع الخدمات الإنسانية والصحية، موجهة الشكر إلى الرئيس السيسي على الدور الكبير الذي يقوم به منذ أن تولى حكم مصر في توفير حياة كريمة للمواطنين.

مشروع هاجوج ببورسعيد: قضت على أعمال الشغب ومنازل الطوب الأبيض

محمود أيضًا، كان أحد المواطنين الذين عانوا من العيش داخل المناطق غير الآمنة، وبالأخص قرية هاجوج في بورسعيد التي كانت تشهد حالات شغب عدة، لكن بعد تطويرها اختلف الأمر تمامًا، وأصبحت مكانًا آمنًا، يضم أكثر من 800 وحدة سكنية فائقة الجودة.

قال شاب يبلغ من العمر ٢٥ عامًا، لـ"الدستور"، إنه ابن لعائلة مكونة من 5 أفراد، كانت تعيش في منزل مبني بالطوب الأبيض داخل منطقة عشوائية خلت من وسائل الأمان التي يطمح بها أي شاب في عمره، وعرضت قاطنيه للخطر طوال الوقت، سواءً بسيطرة أعمال البلطجة عليها، أو انعدام الخدمات الحياتية بها.

أضاف أن أسرته انتقلت للعيش  بشقة سكنية حصلوا عليها بعد خطة الدولة في تطوير المناطق غير الآمنة، كبديل عن منزلهم المنهار، واصفًا منزلهم الجديد: "مساحة الشقة مناسبة لأفراد الأسرة، فهي مكونة من 3 غرف ومطبخ وحمام، وشملت كافة التشطيبات النهائية من سيراميك ودهان الحوائط وغيرها باستثناء الفرش، الذي جهزوه من أثاث منزلهم القديم".

وعن شعوره حينما تسلم الشقة: "فوجئت بتوافر جميع خدمات المرافق من مياه وكهرباء وغاز طبيعي، وشعرت بالاستقرار النفسي، فقد أصبح منزلنا يطل على منظر جمالي، أفضل كثيرًا  من المناطق العشوائية، ونظمت العقارات بشكل مصطف خاطف للأنظار، وتوافرت به الخدمات، أصبح لدينا مدرسة إبتدائي وإعدادي، بات سهلًا دخول سيارات الإسعاف في المنطقة بعد أن كان ذلك أمرًا مستحيًلا؛نظرًا لعدم قدرتها على الدخول في الأحياء العشوائية الضيقة".

واختتم حديثه موجهًا الشكر للرئيس السيسي؛ لإطلاقه مبادرة "حياة كريمة" التي عملت على تحسين  الخدمات بمنطقتهم، وجهود الدولة في استبدال منازلهم القديمة بوحدات سكنية تليق بكرامة الإنسان، مشيدًا بدور المبادرة الرئاسية في الارتقاء بالمواطن المصري والحرص على توفير له سكن كريم مرفقًا به كافة الخدمات التي يحتاجونها في سبيل عيش حياة كريمة.