رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللاتين يحتفلون بذكرى فرنسيس دي باولا الناسك

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية بحلول السبت الخامس من الصوم الكبير، كما تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بحلول السبت الرابع من الزمن الأربعينيّ، بالاضافة الى ذكرى القدّيس فرنسيس دي باولا الناسك، وولد في باولا في كالابريا في جنوب إيطاليا عام 1416. أسس جمعية للحياة النسكية، تحولت فيما بعد وعرفت باسم "رهبنة الأصاغر". اعترف بها الكرسي الرسولي وثبتها عام 1506. توفي في مدينة "تور" في فرنسا عام 1507.
هذا وتحتفل كنيسة الروم الملكيين بحلول سبت الأسبوع الخامس من الصوم، وسبت الأكاثسس بالاضافة الى تذكار القيدس البارّ تيطس الصانع العجائب، الذي ترَّهب منذ صغره، وتوّلى إدارة الرهبان إخوته، وقدّم لهم في نفسه مثالاً عالياً للفضائل الرهبانية.
وتلقي الكنيسة عظة في هذه المناسبة تقول فيها: "سمعت البعض يتكلّم بالسوء عن قريبه، فَلُمتهم، فأجاب فاعلو الشرّ هؤلاء كي يدافعوا عن أنفسهم: "نحن نتكلّم هكذا محبّةً بهم وتعاضدًا معهم غير أنّي أجبتهم: توقّفوا عن ممارسة هكذا محبّة، وإلاّ فإنّكم تتّهمون بالكذب ذاك الذي قال: "المُغْتابُ لِقَريبِه بِالخَفاءِ أُسكِتُه". فإنْ كنت تحبّ قريبك، كما تقول، فصلّي في الخفاء من أجله، ولا تسخر من هذا الإنسان. هذه هي الطريقة في المحبّة التي تروق للربّ؛ ولا تغفل عن هذا، وسوف تسهر بتأنّ كبير من أجل عدم الحكم على الخاطئين. لقد كان يهوذا (الإسخريوطيّ) من عداد الرسل، بينما كان لصّ اليمين مجرمًا. ولكن أيّ تغيير مدهش في لحظة!.
إنّ ذلك الذي يتكلّم بالسوء عن قريبه، أجبه إذن: "توقّف يا أخي!  فأنا ذاتي أسقط كلّ يوم في أخطاء أكثر خطورة؛ فكيف يمكنني بعدها أن أحكم على هذا؟" وهكذا تحصل على فائدة مزدوجة: تشفي ذاتك وتشفي قريبك. فالامتناع عن الحكم على الآخر هو الطريق الأقصر الذي يقود إلى غفران الخطايا، إذا كانت هذه الكلمة صحيحة: "لا تَدينوا فَلا تُدانوا. لا تَحكُموا على أَحَدٍ فلا يُحكَمَ علَيكم"... إنّ بعضهم قد اقترف خطايا كبيرة على مرأى من الجميع، ولكنّهم فعلوا في الخفاء أعمال فضيلة أكبر. وهكذا فإنّ من ذمّهم خدع عندما تعلّق بالدخان ولم ينظر إلى الشمس.
إنّ المنتقدين المتسرّعين والقساة يقعون في هذا الوهم لأنّهم لا يحفظون لا الذكرى ولا الهمّ الثابت لخطاياهم الشخصيّة... إنّ الحكم على الآخرين هو اغتصاب حقّ إلهيّ وبدون خجل. بإدانتنا لهم ندمّر نفوسنا... وكما أنّ القاطف الجيّد يأكل العنب الناضج ولا يقطف العنب الأخضر، هكذا، فإنّ النفس الخيّرة والحسّاسة تسجّل باهتمام كلّ الفضائل التي تراها في الآخرين، أمّا الأحمق فهو الذي يراقب الأخطاء والنواقص.