رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطيب الجامع الأزهر: الصيام تزكية للأجساد وترقية للأرواح

د. هاني عودة
د. هاني عودة

ألقى الدكتور هاني عودة، مدير الجامع الأزهر، خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، ‏والتي جاءت تحت عنوان "استقبال شهر رمضان".

وقال الدكتور هاني عودة، إن الله سبحانه وتعالى فرض علينا الصيام ليزكي أجسادنا ويرقي أرواحنا، والغاية من الصوم أن يصل الصائم إلى مرتبة التقوى "يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، ولعظمة هذا الشهر الكريم أنزل الله فيه القرآن "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن"، ويجب على المسلم عند استقبال شهر رمضان أن يقلع عن الذنب، لأنها فرصة كبيرة لا يغتنمها إلا السعداء، وعلينا جميعًا أن نبدأ بداية جديدة من أول أيام شهر رمضان، بدايةً يملؤها الحب والفرح لما في هذا الشهر من الخير، ولما أعد الله فيه من الأجر والثواب والفضل والحسنات والعتق من النار للصائم.

وأوضح خطيب الجامع الأزهر، إذا كان الله سبحانه وتعالى قد فضّل أيام رمضان عن غيره من الأزمان، فاحذروا من التفريط فيه والغفلة عن نفحاته، فاتقوا الله وأدوا فريضة الصيام بقلوبكم قبل جوارحكم وبجوارحكم قبل قلوبكم، وعلى المسلم أن يؤدي فريضة الصيام ويحفظها مما يشينها، فالصائم حقيقة من خاف الله في عينيه فلم ينظر بهما نظرة محرمة، واتقى ربه في لسانه فكف عن كل قول محرم، وخشية في أذنيه فلم يسمع بهما منكرا، وخشيه في يديه فمنعهما من سرقة وغصب وغش وإيذاء، وخشيه في رجليه فلم يمش بهما إلى حرام، وخشيه في قلبه فطهره من الحقد والغل والحسد والبغضاء ، قال جابر رضي الله عنه "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك سكينة ووقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء" مشيرًا إلى أن المسلم  يجب أن يحسن استقبال شهر رمضان، من خلال تهيئة القلوب وتصفية النفوس، وترك المعاصي  والآثام، وأن يحرص على اغتنام أوقاته لما فيها من الخير والبركة، وأن يجدد العهد مع الله بأعمال صالحة. 
وأضاف عودة، إن من ثمار شهر رمضان أن يشعر الإنسان بحاجة الفقراء والمحتاجين، وأن يتحلى المسلم بشيم البذل والعطاء، وأن يتزين بالبشر والفرح والوقار، وكل هذه الصفات الحسنة تعبر عن الروح الحقيقية للصيام التي حاول البعض تشويه بعض منها بحجة أن الصيام هو نوع من جلد الذات، وهو في حقيقته مدرسة إيمانية تبعث على مكارم الأخلاق وتحمل المسلم على شيم النبل والنقاء، كما أن للصيام فضائل عظيمة، وهي ما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ"