رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فاينانشيال تايمز»: الصين تتراجع عن أدوارها في تجارة الأسلحة مع روسيا

 تجارة الأسلحة مع
تجارة الأسلحة مع روسيا

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن الصين تتراجع الآن عن أدوارها في تجارة الأسلحة مع روسيا، التي عملت منذ ما يقرب من 30 عامًا على تمكين الصين من الصعود كقوة عسكرية حيث زود منتجو الأسلحة الروس جيش التحرير الشعبي بالصواريخ والمروحيات والطائرات المقاتلة المتطورة بمتوسط ​​1.5 مليار دولار في السنة.

وأفادت الصحيفة في مستهل تقريرها الذي نشرته عبر موقعها الرسمي، بدا هذا المد الجارف مُتراجعا حيث طلبت روسيا مساعدة عسكرية من الصين لمواصلة عمليتها العسكرية في أوكرانيا، وفقا لمعلومات استخباراتية أطلقتها الولايات المتحدة مع الحلفاء، وطلبت روسيا الإمدادات بما في ذلك صواريخ أرض جو وطائرات بدون طيار ومعدات متعلقة بالمخابرات ومركبات مدرعة ولوجستية.

ورجح خبراء في مجال الأسلحة، في تصريحات خاصة للفاينانشيال تايمز، إنه إذا تقدمت روسيا بهذه الطلبات إلى الصين بعد بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، فإن هذا يشي بأن الجيش الروسي في حاجة ماسة إلى الدعم الأساسي.

وأضاف سيمون ويزمان، المتخصص في مجال الأسلحة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أن روسيا تصنع الشاحنات العسكرية بوفرة دائما لكن إذا صدق بأنها طلبت المساعدة من الصين فإن هذا الأمر يدل على الحالة السيئة التي أصبحت تعاني منها القوات المسلحة الروسية.

وبالرغم من ذلك، نفت الحكومتان الروسية والصينية أن موسكو قدمت طلبًا لمساعدة الصين بمعدات عسكرية لحربها في أوكرانيا. فيما رأت الصحيفة البريطانية أن مثل هذا الدعم من شأنه أن يمثل انعكاسًا للأدوار في علاقة التجارة الدفاعية طويلة الأمد بين الصين وروسيا، ويُسلط الضوء على تغيير أوسع يجري بالفعل في ديناميات القوة الثنائية.

من جانبها، سجلت قاعدة بيانات Sipri الخاصة بنقل الأسلحة، والتابعة لمعهد ستوكهولم الدولي والتي تتعقب الصفقات العسكرية من 1950 إلى 2021، عشرات من صادرات الأسلحة الروسية إلى الصين، دون أن يسير أي شيء في الاتجاه الآخر.. لكن من الواضح أن الصين تتفوق على اعتمادها التقليدي على روسيا لتزويدها بالأسلحة المتطورة.

ومن المعروف أن الصين -على مدى العقدين الماضيين- أصبحت تُصنع بشكل متزايد منتجات دفاعية بموجب تراخيص اشترتها تاريخيًا من روسيا.

كما ساعدت صفقات الترخيص الصين على تطوير قدرتها على بناء فرقاطات وحاملات طائرات ومقاتلات متقدمة خاصة بها- وحتى محركاتها المعقدة للغاية- بدلاً من الاعتماد على الموردين الروس.. ففي الآونة الأخيرة، شحنت الصين بعض مكونات الأسلحة إلى روسيا.

وقال ألكسندر كوروليف، الخبير في العلاقات الأمنية الصينية-الروسية في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، إنه إذا استجابت الصين لطلبات روسيا الأخيرة بشأن صادرات المعدات، فستكون هذه هي المرة الأولى التي تزود فيها الصين روسيا بالأسلحة كمساعدة عسكرية، ولكنها ليست المرة الأولى التي تفعل فيها ذلك "كجزء من التعاون العسكري التقني العادي".

وأضاف كوروليف: "أن روسيا كانت مهتمة أيضًا بشراء تكنولوجيا إنتاج مكونات إلكترونية مقاومة للإشعاع من الدرجة الفضائية من مؤسسة الصين لعلوم الفضاء والصناعة المملوكة للدولة للأسلحة الروسية".

وأشار محللون روس إلى أن الصين في وضع أفضل من روسيا لإنتاج بعض الأسلحة لأن قواتها المسلحة تقوم بشراء كميات أكبر من العناصر المتطورة مثل السفن البحرية، ولديها قطاع تصنيع أقوى.. ومع ذلك، يعتقد خبراء الدفاع أنه من غير المرجح أن تسمح الحكومة الروسية للبلاد بالاعتماد على إمدادات الأسلحة الصينية.