رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هكذا تستخدم طالبان تويتر لاستعطاف المواطنين وإرهاب المعارضين فى أفغانستان (تقرير)

جريدة الدستور

محاولة منها للاستفادة من العصر التكنولوجي الذي تعيشه المناطق الحضرية في أفغانستان ورغبة في تطوير أساليبها في السيطرة على الدولة الأفغانية قررت طالبان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافها بدلًا من حظر الإنترنت كما فعلت في فترة سيطرتها الأولى بالتسعينيات.

استطاعت الحركة الطالبانية في أفغانستان حاليًا تحويل منصات التواصل الاجتماعي إلى أداة قوية لترويض المواطنين وإرهاب المعارضين في أفغانستان وبث رسائلها إلى عقول كل مستخدم للإنترنت على الأراضي الأفغانية.

تويتر
نظرًا لعدم حظرهم بشكل كامل، تركز حركة طالبان بشكل خاص على موقع تويتر لبث رسائلها. وقد بدأت حركة طالبان باستخدام موقع تويتر عن طريق حسابات رسمية وأخرى مجهولة الهوية لاسترضاء وحشد العقول الحضرية المرعوبة منهم.
قامت الحركة ببث صور توحي بالاستقرار والسلام على عكس ما تم بثه في مختلف أنحاء العالم من لقطات للمحتجين الذين يتعرضون للضرب وإطلاق النيران عليهم فضلًا عن الصور الفوضوية لإجلاء المواطنين المحليين والأجانب من مطار كابول.

علق البروفيسور في مدرسة الدراسات العليا البحرية في مونتيري بكاليفورنيا توماس جونسون على هذا الأمر قائلًا " لقد أدركوا أنه لكي ينتصروا في الحرب، يجب أن يجري ذلك من خلال الروايات والقصص. ففي المناطق الحضرية، جميع الأفغان لديهم هواتف ذكية، وأعتقد أن ذلك سيكون مفيدًا جدًا؛ سوف يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية ليقولوا للشعب الأفغاني ما يتعين عليهم القيام به".

بث الرسائل
من خلال مواقع الإعلام الاجتماعي، استطاعت حركة طالبان أن تبعث رسائل تؤكد رغبتها في السلام والوحدة. كما أنها تصور الأمريكيين وغيرهم من الأجانب على أنهم السبب الرئيسي في سنوات الصراع التي عاشتها أفغانستان.
لا تستخدم حركة طالبان مواقع التواصل الاجتماعي بصفتها الرسمية فقط، بل إن مؤيديها يساعدونها في بث رسائلها من خلال حساباتهم الشخصية. فهناك على سبيل المثال قاري سعيد خوستي " واحد من أبرز المؤيدين المؤثرين بالحركة" الذي أعرب عن تعاطفه الحزين مع انتشار صيحات اللاجئين المتشبثين بالطائرات رغبة في الفرار من أفغانستان عبر حسابه الشخصي على تويتر قائلًا " بكيت بشدة وأنا أرى وضعكم. ولقد بكينا من أجلكم، أصدقاء الاحتلال، على نحو مماثل لمدة 20 عامًا، وقلنا لكم إن (تومي غني) لن يكون مخلصًا لكم للأبد". ثم أضاف: "قد غفرنا لكم، أقسم بالله. لسنا مع هذا الوضع، من فضلكم ارجعوا إلى بيوتكم".

حجب الرسائل الخارجية
اليوم، تسعى حركة طالبان إلى حجب الرسائل من الخارج كما تفعل روسيا والصين دون مساعدة خارجية. وبدلًا من حذف وحظر الرسائل والمنشورات، قاموا بإغراق وسائل التواصل الاجتماعي برسائلهم الخاصة.

إحصائية هامة
وفقًا لشركة "ستاتيستا" التي تركز على أبحاث السوق، فقد قفز عدد مستخدمي الهواتف المحمولة في أفغانستان إلى ما يزيد عن 22 مليونا في عام 2019 مقارنة بمليون واحد فقط في عام 2005. كما أن 70% من السكان الأفغان يمكنهم الحصول على هاتف نقال.
ربما تكون هذه الإحصائية مفسرا قويا لاتجاه طالبان لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي بدلًا من حظرها كما فعلت في فترة حكمها التي بدأت عام 2001.