رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رسالة موقّعة بالدماء لأمة الصليب».. هكذا أزهق داعش روح 21 قبطيًا مصريًا ذبحًا في طرابلس (تقرير)

داعش
داعش

في يوم أسود على قلوب المصريين بشكل خاص والعالم بشكل عام، قرر تنظيم داعش الإرهابي المجرم تنفيذ عملية وحشية شنيعة ضد بعض الأقباط المصريين الذين ذهبوا إلى العيش في ليبيا بحثًا عن لقمة العيش، ففي صباح يوم 15 فبراير 2015 جمع قادة التنظيم 21 جلادًا من أتباعهم، وعددًا من المصورين ومخرجًا؛ ليساعدوهم على إنتاج فيلم إجرامي قذر يزهقون فيه روح 21 قبطيا مصريا أمام الكاميرات من أجل ترويع وترهيب الأقباط والعالم أجمع.

بدأت تفاصيل الحادث المروع يوم 30 ديسمبر 2014 عندما اختطف تنظيم "التوحيد والجهاد" في ليبيا، التابع لتنظيم داعش، 7 من العمال المصريين الأقباط كانوا في طريقهم للعودة إلى مصر، ثم وجدوا أن هذا العدد قليل على ما يخططون لتنفيذه فقرروا خطف عدد أكبر من الأقباط المصريين، وفي 3 يناير 2015 اقتحموا منازل 14 عاملا مصريا قبطيا آخرين في مدينة سرت واختطفوهم.

خطط قيادات التنظيم الإرهابي للعملية الإجرامية بدهاء وجمعوا كافة خيوط الجريمة وقاموا بحياكتها جيدًا لعمل فيلم قصير مدته فقط 5 دقائق من الوحشية والهمجية والإجرام، وأكد أحد شهود العيان على الحادث، الذي شارك في التصوير ونقل الجثث إلى مدفنها لقيادات عملية "البنيان المرصوص"، أن التنظيم الإرهابي قد جمع الخيوط التالية بذكاء متقن لإخراج فيلم يهز العالم أجمع من خلال عدة عناصر، هي:

• مسرح الجريمة: شاطئ البحر خلف فندق المهاري بمدينة سرت الليبية، بهدف إسالة دماء المصريين الذكية على مياه البحر ليتغير لونها للون الأحمر، في إشارة إلى مدى شراهتهم للدماء وحبهم لسفكها، وأيضًا من أجل التأكيد على سيطرتهم الكاملة على هذه المنطقة في ليبيا والتي كان من المفترض أنها سياحية.

• منفذو الجريمة ومنهم:

1. هاشم أبوسدرة (أمير الديوان الداعشي).

2. 21 جلادا يرتدون زيًا أسود موحدًا، قاصدين بذلك الاستفادة من الإيحاء الذي يبعثه اللون الأسود على النفس البشرية، ومن بين هؤلاء (وليد الفرجاني، وأبوأسامة الإرهابي، وأبوليث النوفلية).

3. المخرج والمشرف على الإخراج أبومعاذ التكريتي (والي شمال إفريقيا).

4. 21 من الضحايا البسطاء الذين كانوا يعملون في ليبيا من أجل تلبية مطالبهم ومطالب ذويهم.

5. محمد تويعب (أمير ديوان الإعلام الداعشي) ليصور الفيلم.

6. أبوعامر الجزراوي (والي طرابلس) الذي كان يوجه الرسالة للعالم أجمع في الفيديو.

• كاميرات ثابتة ومتحركة لتصوير الحادث الإجرامي.

• جهاز مونتاج جيد لإبراز رسالتهم بالطريقة التي يريدونها.

- تفاصيل الحادث الأليم

ذهب المجرمون الإرهابيون إلى مسرح الجريمة باصطحاب الضحايا الذين كانوا يجرونهم إلى ساحل البحر، وبالفعل نفذوا جريمتهم البشعة التي لا يقبلها عقل أو دين، وعندما حاول أحد الضحايا مقاومة ذبحه رغبة منه في الحفاظ على حقه في الحياة، ذهب له "تويعب" وصفعه بالقلم على وجهه دون شفقة أو رحمة ليجبره على الرضوخ لقرار ذبحه دون أية مقاومة.

وبعد إتمام عملية الذبح، وتصويرها بشكل شبه سينمائي، والانتهاء من تصوير الفيديو وجثث الضحايا المصريين ملقاة على الأرض مكبلة الأيدي ورءوسهم فوقها ودماؤهم تغمر مياه البحر، اصطحب الجلادون الإرهابيون الضحايا المذبوحين دون أي ذنب، ودون أي جريمة يعاقبون عليها، من أجل دفنهم في جنوب مدينة سرت الليبية.

- حق الرد

انتفض الشعب والحكومة المصرية والعالم أجمع مناهضًا لهذا الحادث الإجرامي عندما تم بث الفيديو عبر الإنترنت، وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي احتفاظ مصر بحق الرد على ما فعله داعش، وأمر بعدم سفر المصريين إلى ليبيا، وقرر مؤازرة أهالي الضحايا ومساعدة المصريين في ليبيا الراغبين في العودة إلى ديارهم.

وفي اليوم التالية للجريمة، وبعد ساعات فقط من وقوعها، شنت القوات المسلحة المصرية ضربات جوية مكثفة على معسكرات ومناطق ارتكاز التنظيم الإرهابي الداعشي، بالإضافة إلى مناطق تدريبهم ومخازن الأسلحة والذخائر التابعة لهم على الأراضي الليبية، ما أسفر عن مقتل 40 عنصرا من عناصر داعش.. وفقًا لما صرح به صقر الجروشي، قائد القوات الجوية الليبية بطبرق.