رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شباب فى حاجة للانتماء


لابد أن نقر بأن ثلثى تعداد سكان مصر هم من الشباب ممن لم يبلغوا 30 عاماً، ولابد أن نقر بأن الشباب هم عدة وذخيرة أية دولة لبناء مستقبلها لأنهم سيصبحون يوماً ما قادة ومسئولين عن إدارة دفة الأمور فيها، فإذا أحسن إعدادهم وتأهيلهم أحسنوا إدارتها، وإذا لم يحسن تأهيلهم وإعدادهم فشلت الدولة، ولابد أن نقر بأننا فى سبيلنا لبناء دولة جديدة وحديثة وديمقراطية، تضم شباب الوطن وشيوخه ورجاله ونساءه، باستثناء الذين ثبت إجرامهم وخرقهم للقوانين، والإرهابيين والعملاء ومموليهم، والمحرضين على العنف والفتن.

إن الشباب المصرى معظمه بخير، ولكن هناك شباباً تم التغرير بهم باسم الدين، وخاصة الأميين أو محدودى التعليم من خلال الزوايا والجوامع المنتشرة فى كل الأحياء، والتى تبث أفكار التطرف والعنف والكراهية للوطن، كما أن هناك شبابا لا يعرف قيمة هذا الوطن الغالى ولا يعرفون الانتماء إليه.ولأننا جيل أكبر منهم فلقد تربينا على عشق الوطن والفخر بالحضارة المصرية التى سبقت الحضارات والثقافات، كما عشنا حرباً مات فيها عشرات الآلاف من جنودنا البواسل لاسترداد أرضنا التى كانت تحت الاحتلال الاسرائيلى منذ حرب 5 يونيو 1967 بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات، حيث عبر الجيش المصرى القناة وتم تحطيم خط بارليف المنيع، ثم تم استرداد بقيه الأرض المصرية من خلال محادثات السلام، وتم تحرير سيناء بالكامل، وعادت طابا فى 25 ابريل سنه 1982 بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها، ولأن كثيراً من الشباب لم يعرف تاريخ مصر الحديث، ولم يشعر بما قدمه الجيش المصرى من كرامة لكل مصرى ومصرية، وإنهاء احتلال الوطن الذى كان يمكن أن يظل تحت الاحتلال لولا الجيش المصرى وقرار الحرب، ثم قرار السلام لأنور السادات، فإن ما يحدث الآن ومنذ سنوات هو فى جزء كبير منه استغلال للشباب الذى لا يشعر بالانتماء أو الذى ترك نهباً للأفكار المتطرفة، وانا لا أقول إن أغلبية الشباب مغرر به، ولكن خطط التغرير لاتزال مستمرة لتحقيق خطط الإخوان فى تدمير الدولة المصرية، إن الشباب فى حاجة لمن يستمع إليه ويحتوى شطحاته وينشر الحقائق له فى وقت تسود فيه يد رخوة للدولة، ويسهل استغلاله فى عمليات العنف والإجرام، لابد أن يقوم الإعلام بدوره فى نشر مفهوم دولة القانون، وأن خرق القانون ستكون له عواقب وجزاءات أكيدة، إن القانون لا يفَعَّل أمام الشباب بل يتم تزيين العنف لهم، وأن الفرار من العقاب ممكن. إن الشباب المصرى فى حاجة الى من يستوعبه ويحقق آماله ويضع له تصوراً وإمكانية لوجود فرصة عمل، وأن العمل هو الأساس فى صناعة رجل المستقبل، وليس الإجرام، وأن البناء أكثر فائدة من الهدم، إن الشباب المصرى فى خطر لأنه يتم تزييف وعيه وبث الفكر التدميرى لديه، وإغراؤه بالمال الحرام الذى يتدفق الى مصر لتدميرها. ولابد أن نعيد الوعى الثقافى بأهمية بناء الدولة التى يمكنها أن تستوعب أحلام البسطاء، وأن نزرع ونبث الشعور بالانتماء للوطن، وللأسف لقد تمت عملية تشويش عقل الشباب، ولهذا لابد أن يضع الرئيس المقبل الاهتمام بالشباب كما يضع الأمن كأولوية قصوى وعاجلة، ولابد أن يقوم الكتاب والمثقفون والإعلاميون والفنانون والمبدعون والحكماء بنشر مشاعر الانتماء والولاء للوطن، واحترام العلم المصرى الذى تربينا فى مدارسنا على تحيته قبل الدخول الى الفصول كل صباح، وكان أمراً مقدساً، كما تربينا على الأغانى الوطنية الجميلة والأفلام الوطنية والفنون الرفيعة، والقراءة والرياضة وعشق الوطن قبل كل شئ، ولكن للأسف يقوم الإخوان وأتباعهم بهدم وتدمير والتشويش على كل الأفكار والمفاهيم الراقية التى نشأنا عليها، لهذا لابد من النظر باهتمام للشباب من جانب الرئيس القادم لمصر، نريد دولة قوية تقوم على سيادة القانون وعلى استيعاب الشباب الوطنى الصالح .