رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشرف بمرصد الأزهر: الفن الهادف الحل السحري لمعالجة التطرف

جريدة الدستور

قال حمادة إسماعيل شعبان، مشرف وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن مكافحة الفكر المتطرف يجب أن تكون مسؤولية جميع فئات المجتمع ولن تستطيع مؤسسة وحدها مكافحة التطرف مهما كانت قوتها، لذلك لابد أن ينخرط العلماء والمثقفون والرياضيون والفنانون والإعلاميون والمدرسون في مكافحة فيروس العنف والتطرف والإرهاب الذي لو تُرِك له الحبل على غاربه لاستشرى في جميع شرايين المجتمعات.

وأضافف في تصريحات لـ" أمان" أن الفن الهادف بجميع أنواعه يستطيع أن يلعب دورًا مهمًا في مكافحة التطرف وغرس قيم التسامح والحوار والسلام والتعايش والاختلاف في إطار من الحكمة والتسامح في نفوس الشباب.

وتابع: والدراما تستطيع أن تفعل ذلك بسهولة ويسر، فهى تدخل جميع البيوت، ويشاهدها الملايين من الناس من مختلف الطبقات والأعمار، ويتبوأ أبطالها مكانة وشهرة بين فئات المجتمع المختلفة، ونرى الكثيرَ من الشبابِ يقلدون أبطالها في الملبس والتصرفات وغيرها.

وأردف قائلًا: لذلك لو قام كُتّاب الدراما بكتابة نصوص درامية تسمو بالإنسان وتهذب الوجدان وترسخ القيم الإنسانية في نفوس الشباب لاستطاعت بذلك أن تُكّون رواية مضادة وبديلة لما تبثه الجماعات المتطرفة من مادة إعلامية خبيثة، ودعاية ضالة ومضللة تستهدف بها الشباب في المقام الأول، فتفسد أفكارهم، وتجعلهم يكفرون مجتمعاتهم، ويفسقون علمائهم، بل يصل الحال بهم إلى استخدام العنف بشتى درجاته للتعبير عن أنفسهم.

وأشار إسماعيل أنه إذا أردنا أن نعرف أهمية الفن وخصوصًا الفن المرئي في مجال مكافحة الفكر المتطرف فعلينا أن ننظر إلى كيف استطاع تنظيم "داعش" الإرهابي استغلال الفنون المرئية في التعبير عن فكره المنحرف، وإيديولوجيته الفاسدة، وكيف استطاع من خلال مادته الإعلامية استقطاب الشبابَ من أكثر من 80 دولة إلى صفوفه، بل كيف استطاع هذا التنظيم الإرهابي أن يجند شبابًا لم ينضموا تنظيميًا إليه، ولم يذهبوا إلى أماكن تمركزه وبالرغم من ذلك نفذوا عمليات "ذئاب منفردة" أثارت الرعبَ والفزعَ في العديد من الدول.

ولفت مدرس الللغة التركية إلي أن تنظيم داعش الإرهابي يستطيع أن يستغل الفنون المرئية كل هذا الاستغلال وهو على الباطل، فكيف إذا حاربه فنانونا وأجهزتنا الفنية والإعلامية الوطنية، عن طريق تفنيد فكره المتطرف وإبراز فساد إيديولوجيته، وذلك في أعمال فنية ودرامية جادة يُستشارُ في نصوصها علماء نفس واجتماع ومتخصصين في الجماعات المتطرفة، ويقوم بدور بطولتها أشهر الفنانين وأحبهم إلى فئة الشباب بصفة خاصة.

واستطرد: كذلك يمكن أيضًا إنتاج أناشيد للأطفال وأفلام كارتون تعلمهم منذ الصغر وتغرس في نفوسهم قيم الانتماء وحب الوطن وتقبل الآخر، وتعزز قيمة الأخوة الإنسانية في نفوسهم.

وأكد مشرف وحدة اللرصد التركية بالأزهر، في نهاية حديثه القول أن الفن الهادف هو أحد المفاتيح السحرية لحل معضلة التطرف التي تعاني منها كثير من المجتمعات في عصرنا الراهن.