رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد سقوط أكبر الكتائب الإلكترونية للإخوان.. باحثون يضعون روشتة للوقاية من أكاذيب الإرهابية

جريدة الدستور

خلال الساعات الماضية، سقطت أكبر الكتائب الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية التي كانت تبث سمومها داخل الشارع المصري من خلال نشر أكاذيب وشائعات من شأنها زعزعة الأمن، إضافة إلي استقطاب أعداد كبيرة من الشباب من خلال إطلاق العديد من الحملات التي تحمل فكر جماعة الإخوان الإرهابية.

كان يدير تلك الكتائب الإلكترونية مجموعة من الشباب في جميع المحافظات، تلقوا تدريبات وتمويلات من دول خارجية، المسؤل عنها الهاربين بتركيا محمود حسين وعلي عزام توليا بعد القبض على خيرت الشاطر مهمة الكتائب الإلكترونية، وتزويد الشباب بالتمويل لعمل خلايا أخرى إلكترونية، ومدهم بمعلومات مضللة حتى يستطيع إدخالها للشارع المصرى.

وتعتبر الكتائب الإلكترونية أو اللجان أو المليشيات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، الذراع الرئيسي لبث سمومها وأفكارها ونشر الشائعات والأكاذيب ضد الدولة المصرية، أسسها وزير الشباب والرياضة الإخواني الأسبق أسامة ياسين بالإتفاق مع نائب المرشد وقتئذ خيرت الشاطر لحماية المعزول محمد مرسي، مارس عام 2013.

بداية التأسيس

وقبل تأسيس الكتائب مع بداية 2011، بدأت جماعة الإخوان الإرهابية في استقطاب مجموعة من القنوات التي تنفث السموم عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن تلك الفترة أتاحت الفرصة للتوحش في عالم «السوشيال ميديا»، نتيجة الانفلات الأمني الذي كانت تعاني منه البلاد، فعكفت كتائب الإخوان الإلكترونية على بناء إمبراطورتيها الواهية في عالم الفضاء الإلكتروني، من خلال التعدد في إنشاء الصفحات الإلكترونية خاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، نظرا لأنه الموقع الأكثر تجمعا للمصريين.

العديد من المنصات الإلكترونية تستخدمها جماعة الإخوان الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك، وتويتر" بالإضافة إلي المواقع الاخبارية التي تم تأسيسها من قبل الجماعة، وتقسم تلك الصفحات إلي عامة وشخصية وجروبات تطلق من خلالها حملات الهدف منها تأجيج الصراع داخل مصر، ونشر أكاذيب وإشاعات تثير الفتنة بالشارع.

صفحات ذات محتوي مضلل

وتقسم تلك الصفحات إلي صفحات ذات محتوى إخباري طبقا لما جاء في بعض الدراسات، بعضها ناطقة بلسان جماعة الإخوان المسلمين أو صفحات مستقلة قريبة من تنظيم الإخوان، وهي الصفحات الأكثر انتشارًا من حيث عدد المشتركين فيها ( مثل: موقع شبكة رصد، شبكة خبر، شبكة أخبار الإخوان المسلمين، شبكة ناشرون الإخبارية، إخوان أون لاين) بجانب الشبكات الحقوقية والصفحات الإقليمية التابعة لكل محافظة علي حدي.

وهناك العشرات من الصفحات الرسمية المتحدثة بلسان الجماعة مثل: التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، والصفحة الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين، وغيرها، بالإضافة إلي صفحات ذات طبيعة اجتماعية تتضمن نقاشات، ومنشورات دعائية، مثل: رابطة محبي جماعة الإخوان المسلمين، افتكاسات إخوان.

لم تقتصر الكتائب الإلكترونية علي صفحات باسم الجماعة فقط بل تطرق الأمر إلي إنشاء صفحات عامة بأسماء قيادات الجماعة متحدثة بلسانهم مثل صفحة محمد مرسي، وصفحة محمد بديع، وصفحة مهدي عاكف وغيرها)، إضافة إلي صفحات للتضامن مع أحد المعتقلين من الجماعة أو ضد أحكام الإعدام أو سجن أحد أفراد الجماعة، صفحات التحريض، وهي صفحات تتضمن محتوى ضد الدولة، وتتضمن دعوات لتنظيم التظاهرات والوقفات الاحتجاجية (مثل صفحات: ألتراس نهضاوي، وربعاوية، وشباب المطرية ضد الانقلاب وغيرها، والتحالف الثوري).

صفحات العنف العشوائي


وصفحات مجموعات العنف العشوائي، وهي الصفحات التي تتضمن منشورات مجموعات العنف العشوائي، وتتضمن ترويجًا لعمليات العنف التي قامت بها، ودعوات للمشاركة، ودعوات تحريضية على العنف، وتعرض طرق لصنع القنابل واستراتيجيات العنف العشوائي، وبيانات ضباط شرطة وجيش ( مثل صفحات: مولوتوف، والعقاب الثوري، والإرهابي، وولع وغيرها)، وصفحات فردية يقوم بإنشائها أحد أعضاء الجماعة أو المتعاطفين معها، وهي شديدة الانتشار، ويتباين محتواها بتباين القائم عليها، فمنها صفحات تدعو للعنف، وصفحات للنقد السياسي.

شخصيات نافذة وقيادات داخل مكتب الإرشاد، تدير هذه الكتائب الإلكترونية، أما بصورة مباشرة مع مجموعة "إدارة الفكر" التي تصمم القوالب والردود والتعليقات وتشرف على عمل هذه الكتائب بشكل مركزى وترسلها إلي أعضاء اللجان الإلكترونية المنتشرة علي مواقع التواصل الإجتماعي.

ومن جانبه، قال الباحث السياسي هشام النجار، أن الكتائب الإلكترونية الإخوانية الإرهابية، لها تأثير خاصة أنه يتم التخديم على نشاطاتها عبر الترويج لها، ونشر من تطرحه على نطاق واسع من خلال الصفحات الشخصية لأعضاء جماعة الإخوان.

الأدوار الإجتماعية في المواجهة

وأضاف في تصريحات لـ" أمان": أن قلة الوعي السياسي والفكري لدى الكثيرين من عموم من يستخدمون شبكات التواصل الإجتماعي وعشوائية استخدامها يؤدي في كثير من الأحيان لمشاركة الكثيرين لمنشورات تحمل تحريضا أو شائعات هي في الأساس من صناعة تلك الكتائب، وتم نشرها ومن ثم ينقلها الكثيرون ممن يتعاملون مع هذا الأمر بخفة وسطحية وعدم مسؤولية.

وأشار النجار، أن هناك عدة خطوات لتحصين الناس من تلك الكتائب، تأتي بتوعية المواطنين بخطورة هذه الكتائب ونشر صفحاتهم حتي يعرفها الجميع ويأخذ حذره منها، والتأكيد على ضرورة التعامل مع شبكات التواصل الإجتماعي بحرص شديد وعدم اعتباره مصدرا من مصادر المعلومات الموثوق بها.

ويري هشام البقلي، مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سلمان زايد، أن الكتائب الإلكترونية للإخوان تتعامل مع الشائعات بطريقتين الأولى هي صناعة الشائعة من خلال الاعتماد على وسائل الإعلام الماليه لهم وربط تلك الشائعة بأحداث سابقة وشخصيات اعتباريه من أجل اضفاء المزيد من المصداقية على تلك الإشاعة.

وتابع: أما الأمر الثاني هو اختراع شائعة ترتبط بحدث موجود بالفعل، وهي طريقة تعتمد على اختلاق أرقام واحصائيات وتأويل لأحاديث المسئولين لإحداث حالة من اللبس بين الحق والباطل والنظر لأي إنجاز من الزاوية السلبية وليست الإيجابية.

وأضاف في تصريحات لـ" أمان" أن التحريض ضد مصر أمر مستمر من قبل جماعة الإخوان ولن يتوقف، ولكن فقدت الجماعة مصداقيتها لدي الشارع المصري لذلك هي تحاول التحريض خارجيا.

ووضع البقلي روشتة لتحصين المجتمع من من أكاذيب تلك الكتائب وهي: قيام الهيئة العامة للاستعلامات بدورها على أكمل وجه لإيصال الصورة الحقيقية للمجتمع الدولي، إضافة إلي الرد السريع والمود من قبل الحكومة على الأحداث قبل نشر أي اشاعه عنها، التزام وسائل الإعلام المصرية بميثاق الإعلام، وفرض رقابة حقيقية على الأسماء والصفحات الوهمية على التواصل الاجتماعي.