رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضعف أم خطة جديدة.. لماذا لم يصدر داعش تهديدات لاحتفالات رأس السنة؟

تنظيم داعش - أرشيفية
تنظيم داعش - أرشيفية

أيام قليلة ويحتفل العالم أجمع برأس السنة الميلادية، الذي يتجمع فيه الكثير ويطلقون أمنياتهم للعام الجديد في مناطق بعينها، وهو ما جعله محل اهتمام لدى تنظيم داعش الإرهابي، في الماضي، ليقوم بإرسال تهديدات بتنفيذ عمليات إرهابية، حتى مطلع العام الحالي.

إلا أنه ومع قرب ظهور العام الجديد، فإنه من خلال المتابعة الجيدة للمنصات الإعلامية التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، فإن التنظيم، حتى إعداد التقرير، لم يصدر أي تهديد بتنفيذ عمليات إرهابية، حتى عناصره لم تقم بذلك، وهو الشىء الغريب والمثير لقلق، حيث إن التنظيم منذ أن ظهر إلى العلن وهو يستعرض هذه التهديدات قبل كل احتفالية، خاصة أو عامة، ولكن مع منتصف العام الحالي بدأ في التوقف عن إصدار تهديدات كبرى خاصة بدول أو شعوب.

وهنا بدأ يتبادر إلى أذهان متابعى التنظيم، هل عدم إصدار التنظيم تهديدات لاحتفالات رأس السنة ضعف من التنظيم أم خطة جديدة قد يعتمد عليها الفترة المقبلة؟


الخسائر أصابت التنظيم بالخذلان
على مدى أكثر من عام، ينزف التنظيم الخسائر، فكانت البداية مع خسارة الأراضي التي زعم أنها عاصمة الخلافة الإسلامية، وبعدها استمر في خسارة الأراضي، حيث أصبح "ضيف شرف"- حسبما عبّر أحد الباحثين في شئون الحركات المسلحة- في سوريا والعراق، فلم يعد يمتلك الأراضي الكبيرة والأفراد، الذين قُدروا بالآلاف، فهو الآن يعتمد على العمليات الانتحارية والتفجيرات.


انهيار الإعلام
داعش، الذي امتلك في السنوات الأخيرة عشرات المواقع الصادرة باللغتين العربية والإنجليزية، مستخدما شبكة كبيرة من المراسلين لتغطية أخباره فى الشام والعراق، وبفقدانه قدرا كبيرا من تلك الأراضي بفضل المواجهات العسكرية العراقية تحديدا، اهتزت معه الآلة الإعلامية.

إن عام 2018 كشف بوضوح تراجع نشاط التنظيم الإعلامي وانحساره على كافة الأصعدة، خاصة على مستوى الكتابات والإصدارات المقروءة، فيما عمل التنظيم على إعادة نشر الكتابات والمطويات القديمة، في سياق يدل على فقدان التنظيم كوادره وموارده، كذلك عبّرت الإصدارات المرئية للتنظيم عن محاولته الحفاظ على تماسكه الذي بدا أكثر تفككًا وتخبطًا.

فيما كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، عن أن منصات تنظيم داعش الإرهابي الإلكترونية دأبت منذ عدة أشهر على إعادة بث المحتوى الإعلامي للتنظيم، سواء كان مرئيًّا أو مسموعًا أو مقروءًا، دون أي إصدارات جديدة تذكر، في دلالة واضحة على الأزمات الميدانية والبشرية التي يمر بها التنظيم، وحالة الإفلاس وفقدان القدرة على إنتاج مواد إعلامية جديدة، الأمر الذي دفعه إلى إعادة نشر المحتوى القديم.

وفي تحليل المرصد للواقعة، وجد أن إعادة بث هذه الإصدارات القديمة لها مجموعة من الدلالات الأساسية التي ستمثل مستقبل الأذرع الإعلامية للتنظيم، وهي:

- ضعف إمكانيات التنظيم المادية في إعداد وإنتاج إصدارات جديدة.
- فقدان العديد من الكوادر البشرية التي كانت تعمل على إدارة وإنتاج المحتوى الإلكتروني، وذلك إما لسبب الموت والقتل أو الهروب والانشقاق من التنظيم.
- تراجع حجم ونوعية العمليات التي كان ينفذها التنظيم.
- سوء الحالة المعنوية للمقاتلين، ومن ثم تزايد أعمال الهروب، لذلك يسعى التنظيم إلى إعادة بث إصدارات الثبات والوعود بالنصر.




الانشقاقات وهروب العناصر
أثبت عدة دراسات بحثية- صدرت عن أكثر من مراكز بحثية عربية وأجنبية- تزايد أعداد الفارين والمنشقين عن التنظيم في ظل غياب استراتيجية واضحة له بعد فشل مشروعه، متوقعة أن بقايا التنظيم سيكون عليهم الاختيار بين الانضواء تحت تنظيم القاعدة ومبايعته، أو تكوين جماعات وخلايا جديدة منفصلة ومتعددة تحمل نفس المنهج.

وعن أسباب اختفاء تهديدات داعش، يقول الباحث في شئون الحركات المسلحة، هشام النجار، إنه هناك بالفعل ضعف طارئ على مختلف التنظيمات، فهي لا تجد الحرية السابقة في التحضير للعمليات والتخطيط والإعداد لها.

وأضاف النجار، في تصريح خاص لـ"أمان"، أن التنظيم أصبح لا يتمتع بما كان لديه في السابق من إمكانيات لتغطية أنشطته إعلاميًا، والتي كان يركز عليها بشكل كبير لاجتذاب أعضاء ومجندين جدد.