رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أمان" يحقق في الانهيارات الأخلاقية لشباب الإخوان

جريدة الدستور

بدأها صهر «البنا».. واستكمل الشباب بالمخدرات والجنس
خبراء: الاستهانة بالاسلام وتشويهه وصلت داخل جماعة الإخوان لذروتها



ضمن الانهيار الجماعي التي تعاني من جماعة الإخوان الإرهابية، سقطت ركيزة جديدة ضمن الركائز وهي الأخلاق، حيث نشرت إحدى المجموعات الشبابية عبر مواقع التواصل الإجتماعي فيديو يظهر مكالمة جنسية تكشف الشذوذ الجنسي بين إبراهيم إسماعيل أحد قادة الإخوان في تركيا، وشباب آخرين، تشرح تفاصيل العلاقة المثلية بينه وبين ضحاياه.

وبعدها بساعات قليلة اختفى الفيديو في ظروف غامضة، ليظهر حساب جديد على موقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك"، يُدعى حسام بلال، يتحدث عن الأزمة، وقام بنشر التدوينة المخرج الإخواني عز الدين دويدار التابع لجبهة شباب الجماعة، واكدت مصادر عدة أنه هو المسؤول الرسمي عن الصفحة التي نشرت المكالمة الجنسية.

وفي التدوينة التي نشرت باسم "بلال"، بدأها بقوله: "مكنتش حابب أنشر حاجة زى دى ابدا، ومش عارف صراحة هذكرها ازأى لكن لابد من التحذير. شبابنا الجميل اللى بيسافروا من مصر هروبا من بطشة قبضة الأمن، خصوصا اللى بيروحوا تركيا ، بالطبع الشباب بتبقى نفسيتهم مضطربة وتأثرهم بترك أهلهم بيكون واضح مع كمية الاحتياج العاطفى اللى بيحتاجوها فى الفترة دى ".

وأضاف: "أنا بالطبع مش هقدر أخش لكل أخ أعرفه هيسافر أو سافر وأحذره فليبلغ الشاهد الغائب ..فرب مبلغ أوعى من سامع. حافظوا على أنفسكم كويس جدا، قد تتعرضوا لمحاولات ابتزاز جنسى –كما حدث ومثبت- ممن يصفونه بحامل هم الدعوة ، بموقعه السلطوى داخل الإخوان ويسمونه تارة بمربى الشباب وتارة أخرى بداعم الشباب..دعكم من هذه البهلوانات المقدسة ..أحذروا كل الحذر حفظكم الله".

وتابع: "لا أعلم تشخيص هذه الحقارة والوضاعة صراحة ،لكنه الأقرب إلى فعل قوم لوط –عافنا الله واياكم- ولا حول ولا قوة الا بالله". وحذر "متسمحوش لحد ابدا أنه يمن عليكم فى يوم من الأيام ، ويستخدمكم لأغراض شهوانية جنسية شخصية أو سياسية بحتة..هدايا وعروض ومميزات ،احتواء..استقبال"

وفي نهاية التدوينة المطولة التي كتبها "بلال"، قال: "وما علمته هو استدراج من شخص ما لبعض الشباب بهدف الاهتمام بأمرهم وأخبارهم واحوالهم ودعمهم ماديا ونفسيا ،إلى ان تمتد العلاقة إلى علاقة جنسية ولا حول ولا قوة الا بالله ،وأشهد الله إنى رأيت ما يثبت ذلك"

وبعد دقائق معدودة من النشر، اختفت هذه التدوينة هي الأخرى من صفحة الإعلامي الإخواني المناهضة لجبهة القيادات التاريخية، فى ظروف غامضة فيما اعتبره البعض تسوية هدفها التغطية على الفضيحة.

لم تكن هذه هي المرة الأولى الذي كشفت عن الانهيارات الأخلاقية التي تعاني منها الجماعة، حيث سبق في عام 2016، حيث بدأ التحول في عقول شباب الإخوان بعد الأزمة الأخيرة التي ضربت الجماعة، وهددت أركانهم بين جيل القيادات التاريخية والتي تقود الجماعة، وبين جيل الشباب مطلع عام 2015، حيث كتب عمرو أبو خليل أحد الأطباء النفسيين المقربين من جماعة الإخوان في نهاية 2016: إن هناك أزمة نفسية يمر بها الصف الإخوانى بصورة عامة والشباب بصورة خاصة، مشيرا إلى أن أعضاء الجماعة يحتاجون إلى دعم وعلاج نفسى فى الفترة الحالية نتيجة للظروف التى مروا بها.
وبحسب التدوينة التي نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أضاف أن بعض شباب الإخوان وصل إلى الاكتئاب، وبعضهم وصل إلى الإلحاد بالفعل، نافيا أن يكون شباب الإخوان وصلوا إلى ظاهرة التحشيش أو الانفلات الجنسى.
ومن هذه الوقائع سيئة السمعة التي أصبحت من وقتها الحديث الرسمي بين شباب الجماعة، يقول عمرو إسماعيل - اسم مستعار- لأحد أعضاء جماعة الإخوان، في سرده للأحداث التي وقعت داخل الجماعة، إن عددا من شباب الإخوان لجأوا فى فترات مختلفة إلى تعاطى مخدر الحشيش وغيره، نتيجة لعدد من الأسباب فى مقدمتها الضغط الذى طال الشباب بعد ٣٠ يونيو.
ويضيف: بدأت حكايتى مع الإخوان منذ حوالى ١٠ أعوام عندما التحقت بأشبال الجماعة فى قريتنا لأن والدى كان أحد أعضاء الجماعة، ومنذ ذلك الحين انخرطت تنظيميا فيها.
ويتابع: عقب ٣٠ يونيو اعتقل عدد من أعضاء الأسرة الإخوانية التى كنت منتظما فيها، وتمت مطاردتى لفترة وانقطعت صلتى بالمسئولين فى الجماعة لفترة.
وكان إسماعيل، كغيره من شباب الجماعة يقيم فى إحدى الشقق السكنية التى أجرتها الجماعة مع عدد آخر من طلاب الإخوان، لكن قوات الأمن داهمت الشقة فى أحد الأيام بينما كانوا هم خارجها، مما اضطرهم للهرب والبحث عن مكان آخر للإقامة به.
ونجح إسماعيل فى وقت لاحق فى الحصول على سكن مع عدد آخر من زملائهم غير المنتمين لجماعة الإخوان، وفيه دخن أول سيجارة حشيش فى حياته.
وعن الواقعة يقول "كان الشباب فى السكن بيجيبوا حشيش ويقعدوا بالليل يشربوه وكنت بقعد معاهم فى أوقات".
ليس هذا فحسب فخلال نفس الفترة، بدأ بإقامة صداقات مع الجنس الآخر، بالرغم من أن جماعة الإخوان تمنع أعضاءها من إتيان مثل هذه الأفعال، وتعاقب من يخالفون تعليماتها بهذا الصدد، ويقول: "كنت أحيانا بكلم بنات لكن كله كان كلام عابر ولم يتطور الأمر عن ذلك".

هذه الكوارث لم تكن مقصورة على الشباب فحسب بل انتقلت بشدة بين الفتيات، حيث روت إحدى الفتيات، وتُدعى "إيمان أحمد"، بدأت حكايتها مع الجماعة منذ نعومة أظافرها حيث نشأت فى عائلة إخوانية، وانتمت للجماعة فى سن مبكرة، قبل أن تهجرها إلى غير رجعة بعد خلافات كبيرة مع أعضاء الجماعة، في عام 2015، أصيبت إيمان فى هذه الأثناء بنوبة اكتئاب جراء الضغوط والأحداث التى مرت بها فى تلك الفترة، وتكرر الأمر فى فترات لاحقة.
ودخلت لاحقا فى دوامة من التفكير حول البقاء فى الجماعة أو الخروج منها، وبالتوازى مع ذلك بدأت تراودها أفكار إلحادية لكن فى النهاية لم تتجاوب معها، كما كونت وللمرة الأولى صداقات مع شباب آخرين وتعرفت على العديد منهم.

وفي محاولة لتفتيش في التاريخ الخاص بالجماعة، فإننا نجد أن أول قصة من الانحراف الجنسى لجماعة الإخوان مرتبطة بـ"عبدالحكيم عابدين"، زوج أخت مؤسس الجماعة حسن البنا، حيث أنشأ عابدين، نظاماً خاصاً يهدف إلى زيادة الروابط الاجتماعية بين عائلات الإخوان، وكان هذا مدخلاً لتعرفه على نساء الإخوان، وهو ما كشفه الدكتور إبراهيم حسن، وكيل الجماعة، عام ١٩٤٤، فى تقرير موجه إلى مكتب الإرشاد، تناول فيه الفضائح الجنسية لصهر "البنا"، المدعو عبدالحكيم عابدين، بعد اتهامه بالتحرش ببعض نساء التنظيم، فما كان من المرشد إلا أن وجه بالتستر على الجريمة، وطرد كافة الرافضين لموقفه من قيادات الجماعة.
وقبل شهور قليلة مضت، فجرت سيدة فرنسية «تونسية الأصل» اسمها «هند عيارى»، الإخوانى المشهور الدكتورطارق رمضان، المحاضر بجامعة أكسفورد، وحفيد حسن البنا، ونجل أبرز مؤسسى التنظيم الدولى للإخوان فى أوروبا، اتهمته بالتعدى الجنسى عليها، وقالت إنها كتمت الخبر خوفاً منه، لكن الآن زال خوفها، فقررت التصريح، وألفت كتاباً عنوانه: (قررت أن أكون حرة)، روت فيها قصتها من التشدد السلفى إلى الحرية.

وفي محاولة لتحليل النفسي لما وصل إليه شباب الجماعة، يقول الدكتور فؤاد محمد الدواش، عضو الجمعية المصرية للدراسات النفسية، إن ما وصل إليه شباب الجماعة هي نتيجة الانهيار الذي شهدته الجماعة خلال الخمس سنوات الماضية، حيث تعرض الشباب إلى أزمات نفسية خاصة بعد الخلافات الداخلية التي شهدتها الجماعة، حيث منذ أن هروبوا خارج البلاد، وهم في دوامة الحياة، بالإضافة إلى سقوط القيادات التابعة لهم.
وأوضح الدواش، في تصريح خاص، ان الأعمال التي وقع فيها الشباب، تكشف العوار التي في التربية الداخلية للجماعة، والتي كانت دائمًا ما تكذبه الجماعة دائمًا وتؤكد على أنها تقوم بتربية الفرد أولًا أخلاقيا ودينيًا، ثم يتم تدريبه على السياسية، لافتًا إلى أن إدمان المخدرات أو الإلحاد أو إقامة العلاقات الجنسية، جميعها أعمال كانت لا ترى في الماضي داخل الجماعة بالعلن، لكن الأن ومع انهيار الجماعة انكشف الغطاء.

فيما اختلف معه حسين القاضي الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، في مقال سابق له عن الأزمة طارق رمضان حفيد مؤسس الجماعة، بقوله: إن الأمر ليس له علاقة بالجماعة، فهي انحرافات جميعها متعلق بالأفراد ومعرض أن يحدث ذلك لأي فرد، خاصة في ظل الأزمات النفسية والاجتماعية التي يعيشها أفراد الجماعة.

من جانبه قال هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن التنظيمات التي تشبه جماعة الإخوان وخاصة المنعلقة على نفسها، تكون مطمع للجميع، مؤكدًا أن هذا حدث فعليا في تاريخ الإخوان والآن مع انكشاف التنظيم وتفككه يظهر عمقه وما يجري بداخله للعيان يسهم في ذلك وسائل الاتصالات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح النجار في تصريحاته، أنه "الآن فضيحتان كشف عنهما وهما بجانب فضيحة الشذوذ الجنسي بدعوى الحب في الله الأخيرة وهناك فضيحة طارق رمضان الذي اغتصب نساءً أو مارس معهن علاقات غير شرعية بحسب اعترافاته الاخيرة بعد عام من المحاكمة بدعوى تعليمهن الفكر الإسلامي حيث يصف نفسه بالمفكر".


واختتم الباحث في شؤون الحركات الإسلامية حديثه، بقوله: إن الاستهانة بالاسلام وتشويهه وصلت داخل جماعة الإخوان لذروتها وهذا معتاد لديهم حيث احترفوا الوصول لاشباع رغباتهم وغواياتهم بتشويه سمعة الاسلام وصورته.