رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شياطين الفتنة.. لماذا تحاول "الإخوان" نشر مزاعم خلافات بين الرئيس والإمام الأكبر؟

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور أحمد الطيب

مع كل مناسبة دينية يصعد فيها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى منصة الحديث الرسمية، خاصة إذا تواجد خلال هذا الحفل الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحاول جماعة الإخوان الإرهابية، وأذرعها، اقتطاع أجزاء من حديث شيخ الأزهر والرئيس، لوهم العامة بأن هناك أزمة داخلية بين الأزهر والدولة.

ظهر ذلك جليًا خلال الاحتفالية التي نظمتها رئاسة الجمهورية بمناسبة المولد النبوي الشريف، عندما تحدث شيخ الأزهر عن أن السُنة جزء لا يمكن فصله عن الدين، بقوله: "هذه الصيحات التي دأبت على التشكيك في قيمة السنة النبوية وفي ثبوتها وحجيتها، والطعن في رواتها: من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم، والمطالبة باستبعاد السنة جملة وتفصيلا من دائرة التشريع والأحكام، والاعتماد على القرآن الكريم فحسب، في كل ما نأتي وما ندع من عبادات ومعاملات، وما لم نجده منصوصا عليه في القرآن، فإن المسلمين فيه أحرار من قيود التحريم أو الوجوب".




بهذه الكلمات كان يدافع شيخ الأزهر عن السُنة النبوية من وجهة نظر دينية بحتة، بينما حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي كان الغرض منه أن يحاول تنقية الأحاديث والمرويات التي وصلت إلينا، وقد يتم استخدامها في موضع غير موضعه، وهذا يثبت أن هناك مناقشات يقودها الرئيس مع أغلب المؤسسات في مصر، لكن جماعة الإخوان وأذرعها الإعلامية أرادوا وهم أنصارهم بأن هناك حربا بين الإمام والرئيس.
على الفور، اقتطعت القنوات المتحدثة باسم الجماعة الإرهابية، أجزاء من الحديث، وحاولت تسليط الضوء عليها، وخصصت برامج لساعات طويلة تزعم أن هناك حربا بين السيسي والطيب، ولم تكتف بذلك بل خصصت لجانا إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن مظاهرات داخل قرية شيخ الأزهر  بمحافظة الأقصر.

هذه ليست المناسبة الأولى التي تفتعل فيها جماعة الإخوان الإرهابية، حيث في الاحتفالية العام الماضي للمولد النبوي أيضًا، استخدمت الجماعة الإرهابية جزءا مقتطعا من حديث الرئيس عن أنه يجب النظر في الطلاق الشفوي، وتحويله إلى الطلاق التحريري وذلك للحفاظ على الأسر المصرية، هنا أيضًا كان الرئيس يتحدث من منطق إنساني وليس دينيا، وعندما رفضت هيئة كبار العلماء الطلب، لم يتحدث الرئيس عنه مرة أخرى.

وسبق أيضًا في احتفالية المولد، في خلال عام 2016، عندما مازح الرئيس شيخ الأزهر قائلًا: "تعبتنا يا مولانا"، كان وقتها أيضًا يتحدث الرئيس عن ضرورة تجديد الخطاب الديني، وهو ما استخدمته الجماعة بأن هناك نية للإطاحة بشيخ الأزهر، وهو ما كذبته رئاسة الجمهورية وقتها بأنها لا تخالف الدستور ولا القانون.


بعد تكرار محاولات الاصطياد في الماء العكر من قبل جماعة الإخوان وأذرعها الإعلامية، يتساءل الجميع: لماذا تصور الإخوان لعناصرها أوهام الحرب بين الإمام والرئيس؟

ولكشف حقيقة العلاقة بين شيخ الأزهر والرئيس السيسي، تحدث رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مكرم محمد أحمد، في مقال مطول حمل اسم "حقيقة الخلاف بين الأزهر ومؤسسة الرئاسة!"، وذلك العام الماضي بعد الأزمة التي وقعت في الطلاق الشفوي، حيث قال مكرم: "يمكن أن نختصر إجابات هذه الأسئلة العديدة في تصريح واضح لا لبس فيه، قاله الرئيس السيسي لشيخ الازهر أخيرا: (مكانك يا فضيلة الإمام في السماء داخل مصر وخارجها)، وفي أحاديث عديدة للشيخ أحمد الطيب يتحدث فيها عن مآثر عديدة للرئيس السيسي، لولا أن الرئيس ساق عتابا للشيخ الطيب في مزحة خفيفة عندما قال له على الملأ: (أتعبتني يا فضيلة الإمام)، وبرغم اللهجة الودودة والابتسامة الواضحة التي علت وجه الرئيس السيسي وهو يسوق مزحته العابرة، تصور البعض الذي في نفسه غرض أن الفرصة سانحة لتشديد الهجوم على الأزهر وشيخه الكبير، وهوعشم أبليس في الجنة، لأن الذي بين الرئيس السيسي والشيخ الطيب عميق وعريض، لقد اختبر كل منهما الآخر حتى النهاية في تجربة صعبة ومريرة قبل نهاية حكم جماعة الاخوان المسلمين، كان كل منهما يقاوم طغيان الجماعة في موقعه، إلى أن جمعتهما الأقدار يوم 3 يوليو، في مشهد تاريخي يتذكر تفاصيله كل المصريين".

واتفق معه الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، حيث قال: إن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في المولد النبوي كان عظيمًا، وخطابات الشيخ محمد مختار جمعة، والإمام الأكبر أحمد الطيب، تصب في صالح تجديد الخطاب الديني.

وأضاف، في تصريحات صحفية، أن "الإمام الأكبر ركز على فهم النص من القرآن والسنة، والرئيس السيسي ركز على تطوير وتفعيل النص"، ذاكرًا أنه "لو لم نطور الفهم الحقيقي للنص مع الواقع سيسبب الأمر جمودا للأمة، ولا سبيل من العبور بهذا المأزق الحضاري إلا بتطوير العقل الدعوي، النصوص غير قابلة للتطوير والمطلوب تطوير الفهم وفقًا للواقع".

وأكد أن "مصر تنفرد بين دول العالم بوجود الأزهر وهيئة كبار العلماء، ولا يجب إنزال العلماء منزلة الأنبياء والملائكة، والأمر مشكلة العامة وليس العلماء".

كذلك جابر طايع رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، قال: إن المغرضين يرون الحقيقة على خلافها ويبدلون الحق، مضيفًا أن خطاب  فضيلة الإمام الأكبر أكد فيه أن السُنة هى المصدر الثانى للتشريع.

وأوضح رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف أن خطاب الأزهر كان يريد أن يحذر من الانصياع وراء تلك الادعاءات، مضيفاً أن الخطابات التى تحدثت عن السُنة جاءت لتؤكد بعضها.


أما عن الحرب التي تفتعلها جماعة الإخوان، فيقول عمرو عزت، الباحث في شئون الدين والمعتقد بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية: إن جماعة الإخوان تحاول استغلال أي حدث داخل الأجواء المصرية، كمحاولة لشق الصف بين المؤسسات المختلفة التي كانت لها دور في الإطاحة بها.

وأضاف عزت، في تصريحاته، أن العلاقة التى تربط الرئيس عبدالفتاح السيسي وشيخ الأزهر، أكبر من أي خلاف قد تفتعله جماعة الإخوان الإرهابية، عبر وسائل إعلامها المختلفة التي تبث من تركيا.