رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لبيبة أحمد.. أول إخوانية تصبح مسؤولة داخل التنظيم

لبيبة أحمد - أرشيفية
لبيبة أحمد - أرشيفية

بدأت حياتها بالصداقة المطلقة للسيدة هدى شعراوي، ونبوية موسى، قادة العمل النسوي في مصر، ولعبوا جميعا دورًا بارزًا في ثورة 1919، ولكن سرعان ما انقلبت لبيبة على صديقاتها، ونسيت فضلهن عليها، تركت العمل النسوي المتحرر وبدأت في محاولات التمدد للمشروع الإخواني في مصر، حيث أسست جميعة تابعة للجماعة، إنها ليبية أحمد عبد النبي.

 مواليد عام 1292هـ، الموافق عام 1875م، بمنطقة المحمودية، التابعة لمحافظة البحيرة، وبعد أن كبرت انتقلت إلي القاهرة فترة دراستها في مدرسة السنية، واستقرت في القاهرة، وبعد أن وصل سنها إلي السبعين عام، سافرت إلي السعودية، لمدة عشر سنوات، وعادت إلي القاهرة مرة أخري.

لم تتلقى لبيبة أحمد تعليم إلزامي في بداية حياتها وانما تعلمت قواعد اللغة العربية في منزلها وتلقت دروسًا في السيرة النبوية وآداب الشريعة، على أيدي سيدات اشتهرن بتعليم بنات الأسر الكريمة ثم التحقت بعد ذلك بالمدرسة السنية بالقاهرة، وبعد حصولها على الثانوية بدأت تراسل الصحف وتكتب مقالاتها تحت اسم مستعار.

بعد تأسيس الاتحاد النسائي سنة 1923 م بزعامة هدى شعراوي أخذت سيرة النهضة النسائية بمصر الطابع السياسي، وتأثرت بالأفكار الأوروبية، ورأت لبيبة أحمد أن هذا لا يعبر عن السواد الأعظم من النساء المصريات فأسست جمعية نهضة السيدات المصريات، وهي جمعية ذات طابع اجتماعي أخلاقي، تهتم بتحسين المستوى الخلقي والديني المستمَد من الشريعة الإسلامية، وتهدف إلى زيادة فرص التعليم أمام الفتيات، ومحاولة جعله إجباريًّا في المراحل الأولى، بالإضافة إلى العناية بأحوال الطبقة العاملة المصرية، وتشجيع الصناعات الوطنية والتجارة المحلية.

وكانت لهذه الجمعية مجلة تَنطق باسمها عُرفت بمجلة النهضة النسائية، ظلت تصدر عشرين عامًا حتى توقفت عام 1361ه، الموافق 1942 م، وكانت لبيبة تكتب افتتاحياتها التي دارت حول إصلاح المرأة وترقيتها وتعليمها والحجاب والسفور ومناهج التربية في مدارس الفتيات، وكان يشارك في تحريرها مجموعة من كبار الكتاب، من أمثال الرافعي، وشكيب أرسلان، وفريد وجدي، ومحب الدين الخطيب.

ولما أنشأت جماعة الإخوان لجنةً للأخوات المسلمات بالقاهرة رأستها لبيبة أحمد، وكانت كبرى لجان الأخوات المسلمات، وتكونت بعد ذلك عدة لجان حتى بلغن خمسين لجنة عام 1368هـ الموافق 1948 م، عندما تم حل جميع شعب الإخوان المسلمين، وكان المرشد العام للإخوان حسن البنا يشرف على هذه اللجان.

ظلت لبيبة أحمد على حتى بلغت السبعين من عمرها، فآثرت أن تستريح من عناء لا تستطيع شيخوختها الواهنة القيام به، فعكفت في بيتها على قراءة كتب الشريعة والتاريخ الإسلامي، وقد أدت فريضة الحج حوالي ستة عشر مرة، وأقامت بصفة دائمة في أرض المملكة العربية السعودية، والتي كان لها بها شغف شديد .

وكانت لبيبة أحمد، من أكثر العضوات ارتباطًا بالتنظيم الاخواني وكانت تلقن قسم الأخوات داخل التنظيم أفكار الجماعة من خلال مقالاتها في مجلة الإخوان المسلمون وفى جلسات الشعب والاسر وكانت واسعة الاطلاع في علوم الشريعة والتاريخ الإسلامي واستمرت بالعمل التنظيمي حتى بلغت سن السبعين من عمرها، ثم انتقلت إلى المملكة العربية السعودية، وأقامت بصفة دائمة هناك حتى بلغت سن الثمانين.

يمكن أن نلخص أفكارها في انضمامها، لجماعة الاخوان، فبعد ان كانت تدافع عن المرأة وحريتها، انتقلت فجأة إلي جماعة لا تري المرأة من الاساس، فعندما أنشأت جماعة الإخوان المسلمين، لجنة للأخوات المسلمات بالقاهرة، وكان تسمى وقتها فرق الأخوات المسلمات عامة، تولت رئاستها من عام 1933 م حتى عام 1937م بعد أن رشحها حسن البنا المرشد الأول لجماعة الاخوان، وتقول عن تكليف البنا لها كم كنتُ مسرورًا حين قبلتْ هذه الدعوة النزيهة، وعاهدتْ الله على أن تعمل لها بكل ما وهب لها الله من قوة ومضاء، وكان البنا يشرف على هذه اللجان بنفسه نظرا لأهميتها باعتبارها كبرى لجان الأخوات المسلمات، واستطاعت ان توسع عملها التنظيمي حتى أصبحت 50 لجنة عام 1948م عندما تم حل جميع شعب الإخوان.

فلبيبة أحمد أول سيدة تفتح الباب للسيدات كي ينضممن للتنظيمات الدينية، وأن تكون المرأة رقمًا هامًا في فكرة العنف، من خلال تأصيل عملها داخل التنظيمات الدينية بشكل شرعي.


وفاتها

توفيت عام 1955 م عن عمر ناهز الثمانين عامًا.