رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باعترافات الإخوان.. أفكار البنا وسيد قطب لا تصلح الآن

جريدة الدستور

عصام تليمة: البنا لو عاد إلى الحياة سيُفصل من الجماعة.. وقطب لم يذكره في كتبه
الزعفراني: الجماعة لم تطور نفسها.. والبنا لم تكن لديه صورة واضحة لإنشاء حكومة إسلامية



قال الداعية الإخواني عصام تليمة، إن حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، إذا عاد إلى الحياة مرة أخرى سيتم فصله من الجماعة، لأن أفكاره لا تتطابق أبدًا في نسبة كبيرة مع قيادات الإخوان في الوقت الحالي، مؤكدًا أن الجماعة الآن ليس لديها مساحة الفهم أو التسامح.

وأضاف الداعية الإخواني، خلال شهادته عبر برنامج "مآلات النص" المذاع على قناة العربي، أن عواجيز قيادات الإخوان لم تؤمن بالثورة أبدًا، فهم عاشوا أسرى تجربة 54، مؤكدًا أن كثيرًا من الإخوان يلتزم بالنص الحرفي لكلام مؤسس الجماعة "الإرهابية"، بل أحيانًا يفسره تفسيرًا خاطئًا.


وأوضح "تليمة" أن كثيرًا من قيادات الإخوان لم يكونوا على اطلاع كامل بتراث البنا، فالقيادات الإدارية، وليست الفكرية، والقيادات التنظيمية، كثير منهم لم يقرأ تراث البنا ولم يطبقه، مضيفًا أن تلك القيادات لم تدخل الجماعة من باب الفكر، لافتًا إلى أن الجماعة الآن غير التي كانت عليها أيام البنا، فهي جماعة مختلفة تمامًا.

وأكد الداعية الإخواني، أن الجماعة ليس لديها أدبيات لتصور العمل الحزبي، قامت بإنشاء حزب، ولكنه ليس حزبًا، وإنما فرع من الجماعة، موضحًا أن كل المسئولين فيه تم اختيارهم عن طريق الجماعة وليس بالكفاءة داخل الجماعة، ولا الكفاءة في العمل السياسي الوطني.

وفيما يتعلق بإخفاق مؤسس الجماعة، نوه الداعية الإخواني إلى أن سبب إخفاقه لعدم الوصول للحكم، هو عدم التركيز على أرض أو قدم واحدة، موضحًا أن الوصول للحكم يتم من خلال التركيز في أمر واحد فقط، إما حزب سياسي أو عمل مسلح، وبرغم ذلك لم يقف البنا على قدم واحدة.

وعن ذكر سيد قطب لحسن البنا في كتبه، أكد عصام تليمة، أن كل كتب سيد قطب، المنظر الأول للإخوان بعد حسن البنا، لن نجد فيها ذكرًا أبدًا للبنا، لافتًا إلى أن كتاب في ظلال القرآن بكل ما فيه لم ينقل حرفًا عن حسن البنا.

ولفت الداعية الإخواني إلى أن أفكار سيد قطب معظمها هي موضع خلاف، نظرًا لنشأة معظمها داخل السجن، عندما قرأ "قطب" كتب أبوالأعلى المودودي وزاد عليها وطور منها، مؤكدًا أنه عند المقارنة بين الطبعة الأولى من كتاب "في ظلال القرآن" والطبعات الأخرى نجد هناك فرقًا كبيرًا، موضحًا أن السجن كان له الأثر في بعض الأفكار. 

فيما قال إبراهيم الزعفراني، القيادي المنشق عن الجماعة، إن البنا يعد هو المفكر الأبرز والأوحد للجماعة، كما أن أفكاره تسير عليها الجماعة، لافتًا إلى أنه بالرغم من كون هذه الأفكار بأنها أفكار عامة إلا أنها لا تتطرق إلى خطوات تنفيذية حقيقية.

وأضاف القيادي المنشق، أن جماعة الإخوان "الإرهابية" تأخرت كثيرًا جدًا بسبب أن من يقودها مجموعة تنظيمية وليست فكرية، موضحًا أن قيادات الجماعة بالرغم من تفوقها في المجال الإجتماعي إلا أن فكرها في العمل السياسي لم يكن واضحًا بمعنى "إحنا ماشيين رايحين لفين"، لأنهم قيادات غير منفتحة على المجتمع، مؤكدًا أن البنا لم تكن لديه صورة واضحة لكيف يصل إلى الحكومة الإسلامية.

وتابع: "بالرغم من أن البنا هو الشخصية الوحيدة التي بنت البناء الفكري للجماعة، إلا أن هذا الأمر أدى إلى عدم تطوير الجماعة، وعدم إتيانهم بجديد"، مؤكدًا أنهم لم يحاولوا أن يطوروا هذا الفكر، مع تطور الزمن، وبالرغم من توسع الجماعة في دول عدة إلا أن الفكر الذي أسسه البنا ظل هو القفص الذي لم يستطيعوا توسيع مجاله.

ولفت الزعفراني، إلى وجود مفكرين خارج الجماعة من مدرسة البنا، لكن التنفيذيين داخل التنظيم كانت علاقاتهم مقطوعة بالمفكرين، مؤكدًا أنهم رفضوا أن تعتمد أفكار المفكرين من خارج الجماعة كموجه ومطور للأفكار، لكن الأفكار وقفت عندما وضعها حسن البنا، ولم تتحرك أو تتجدد.

وأكد الزعفراني أن فصل العمل الحزبي عن الدعوي تمامًا أصبح واجب العصر، ليس تماشيًا مع الأوضاع الموجودة، منوهًا إلى أننا في زمن التخصص والقدرات والمتنافسات، موضحًا أن السياسة تضيع الدعوة معها، والدعوة تضيع السياسة معها، فكلاهما فشّل الآخر.

ونوه الزعفراني إلى وجود العديد من الممارسات داخل الجماعة لم تكن صحيحة، مؤكدًا أن اللوائح لم تكن منضبطة وحقيقية، بمعنى أن مجلس الشورى لم يكن له أي سلطة على مكتب الإرشاد، فلا توجد صورة للمحاسبة.


كان البنا ذكر في رسالة التعليم لديه أن "الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعًا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادة أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء".

بينما قال في رسالة له بمؤتمر طلبة الإخوان المسلمين عام 1937 "أعتقد أيها السادة أن الإسلام وهو دين الوحدة في كل شىء، وهو دين سلامة الصدور، ونقاء القلوب، والإخاء الصحيح، والتعاون الصادق بين بني الإنسان جميعًا فضلاً عن الأمة الواحدة والشعب الواحد، لا يقر نظام الحزبية ولا يرضاه ولا يوافق عليه، أيها الإخوان لقد آن الأوان أن ترتفع الأصوات بالقضاء على نظام الحزبية في مصر".