رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات الفلسطينيين فى صفوف "فلول داعش سيناء"

جريدة الدستور

أظهرت الحملة العسكرية لقوات الجيش المصري وبمعاونة قوات الشرطة، والتي حملت اسم "العملية الشاملة" - التي انطلقت في 9 فبراير الماضي-،  عن أن تنظيم داعش الإرهابي في سيناء كان يضم الكثير من العناصر الفلسطينية، وظهر ذلك جليًا في بيانات التنظيم الإرهابي التي نعى خلالها أكثر من عشرة من عناصره، الذين يحملون الجنسية الفلسطينية.

واعتاد التنظيم أن يلقب عناصره الفلسطينيين بكنية "المقدسي" لتمييزهم، ومن أبرز الأسماء التي ذكرها التنظيم في نعيه مؤخرًا تحت اسم "قوافل الشهداء":


معاوية المقدسي وهو "لؤي أبوزريق" من غزة منطقة الزوايدة في المحافظات الوسطى، وأبوجعفر المقدسي، هو "محمد عبداللطيف أبوجزر"، فلسطيني الجنسية، أحد أعضاء حركة الجهاد الإسلامي في غزة سابقًا، وانشق عنها وانضم إلى صفوف مبايعي داعش بسيناء.

القصة لم تكن حديثة، حيث يعود ظهور الفلسطينيين إلى جوار تنظيم داعش الإرهابي، إلى عام 2014، خلال الفيديو الذي بايع فيه وقتها تنظيم أنصار بيت المقدس تنظيم داعش الإرهابي وتغيير اسمه إلى ولاية سيناء، كما ظهروا بكثرة في الإصدار الذي تم بثه في مطلع العام الجاري، المسمى بـ"ملة إبراهيم"، كان جميع من ظهروا فيه  من الفلسطينيين، سواء الشخص القتيل "موسى أبوزماط"، أو المفتي "أبوكاظم المقدسي" واسمه الحقيقي "حمزة الزملي" من قطاع غزة، أو منفذ العملية "القاتل" هو المدعو محمد أنور الدجني، نجل أنور الدجني، الملقب بـ"أبوراشد"، القيادي البارز في حماس.

وفي منتصف عام 2017، نعى التنظيم أيضًا مجموعة من عناصره جميعهم يحملون الجنسية الفلسطينية، حيث توالت الأسماء التي تحمل كنية "المقدسي": أبوعمير المقدسي وأبوأسامة المقدسي، وأبوأسيد المقدسي، وأبوخالد المقدسي، وصبحي العطار، ومحمد أبودلال، أو أبوخالد المقدسي.

ولعل كثرة تواجد الفلسطينيين فى صفوف هذا التنظيم جعلت لدى غزة وما يجرى فيها من أحداث في مطلع العام الحالي، أهمية كبرى، ففي سبتمبر الماضي، مع نجاح المخابرات المصرية في الصلح بين حركتى حماس وفتح، وهو ما جعل التنظيم يصدر بيانًا وصف فيه المخابرات المصرية بـ"الكافرة"، وحماس بـ"المرتدة"، متوعدين الطرفين بشن هجمات كبرى، ضد مصر وهو ما قبلت القوات المسلحة به بقوة وقضت على عناصره من خلال العملية الشاملة.

وفي تصريحات صحفية تعود إلى عام 2017، قالت مصادر فلسطينية، إن أغلب الذين انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي، بدأوا في العمل تحت مظلة القسام أو ضمن التنظيمات الجهادية منذ سنوات، وقبل وقت طويل من الصعود المفاجئ للعمليات في سيناء. وخلال عملهم في غزة كانت لهم صلات واسعة بالتنظيمات الكبرى المنضوية تحت لواء "القاعدة"، وكانت لديهم الفرصة لتعزيز عملهم الدعائي والإعلامي إلى جانب العمل العسكري بدءًا من حفر الأنفاق وحتى عمليات القنص والانغماس في صفوف قوات الهدف.



وفي دراسة بحثية لمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، فإن تنظيم داعش في سيناء يتكون في الأساس من العناصر الفلسطينية وقلة قليلة من العناصر الأجنبية والمصرية، وهو أيضًا ما أكده الباحث في شئون الحركات المسلحة بمركز الأهرام أحمد كامل البحيري، "نسبة الأجانب من إجمالي العناصر المقاتلة في سيناء لا تتجاوز 10 إلى 20%، وحوالي 80% من هؤلاء من الفلسطينيين".

وعن أعداد الفلسطينيين المنضمين حتى عام 2017 إلى تنظيم ولاية سيناء، "انضمام 130 فلسطينيًا على الأقل لتنظيم داعش سيناء من عام 2014 وحتى 2017، بعضهم كانوا أعضاء بارزين في كتائب القسام"، من أبرز هؤلاء محمد حسن أبوشاويش، "وهو من كبار قادة القسام الميدانيين في رفح الفلسطينية، والذي انضم لولاية سيناء في مطلع عام 2016؛ ما شكل صدمة لحماس خوفًا من انتشار هذا الفكر بين عناصرها"، حسبما ذكر تقرير صدر يونيو 2017، عن مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلنطي في واشنطن.

وعن أسباب تقاتل الفلسطينيين داخل الأرض المصرية مع القوات المسلحة، ومحاولات السيطرة المزعومة على سيناء، قال الخبير العسكري اللواء نصر سالم، إن خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، تواصل مع التنظيمات الإرهابية والمتشددين في فلسطين على إخلاء سيناء وإقامة وطن بديل للفلسطينيين في سيناء، وهو ما جعلهم يحلمون ويتمسكون بهذا الحلم الذي تحول مع ثورة 30 يونيو إلى كابوس.

ونوه سالم، في تصريحاته، إلى أن المعزول محمد مرسي اتفق مع حركة "حماس"، وإسرائيل، وأمريكا، على إعطاء رفح والشيخ زويد حتى مشارف العريش للفلسطينيين، بدلا من الـ720 كم التي استولت عليها إسرائيل في الضفة الغربية، موكدًا أن هدف الجماعات الإرهابية هو إخلاء هذه المنطقة، من خلال الضغط على السكان، مؤكدًا أن كل ما يحدث من إرهاب في سيناء، هدفه تنفيذ المخطط الإخواني باستيطان الفلسطينيين في سيناء.

بينما أكد الباحث في شئون الحركات المسلحة، أحمد كامل البحيري، أن العملية الشاملة التي قامت بها القوات المسلحة، خلال الفترة الماضية قضت على قوام التنظيم، خاصة أن هناك عددًا من قادة الأسلحة والأفرع تم القضاء عليها، وجعل التنظيم متفرقًا، بالإضافة إلى أنه كشف عن جنسيات العناصر التي كانت تشارك في التنظيم.

وأضاف البحيري في تصريحاته، أن قوام تنظيم داعش في سيناء أغلبه من الفلسطينيين، والذي تعدى في أقل تقدير 80%، خاصة أن سيناء كانت تعد حلمًا بالنسبة للمجاهدين الذين كانوا يعملون تحت لواء السلفية الجهادية في غزة.