«القمر مكتملًا قبل موعده».. هل أخطأت «الإفتاء» في استطلاع هلال رمضان؟

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا تكشف اكتمال القمر في السماء ليلة 12 من شهر رمضان، وهو ما يزعم بأن دار الإفتاء المصرية وقعت في الخطأ حول استطلاع رؤية هلال شهر رمضان لعام 1439 هجريًا، ما أثار غضب وتساؤلات البعض حول أن المصريين أخطأوا في صيام شهر رمضان المبارك.

وهو ما نفاه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية، بقوله: إن اللجان الشرعية التابعة لدار الإفتاء المصرية، رصدت الهلال، وبناء عليه تم تحديد أول أيام شهر رمضان.

وأضاف: أنه لا مجال للتشكيك مطلقًا في رؤية الإفتاء، نظرًا لأنها اعتمدت على أسس علمية وحسابات دقيقة.

بينما قال عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف الشيخ صالح محمد عبد الحميد، إن الحديث عن اكتمال القمر قبل موعده في الشهر العربي، يثير الشكوك وبعض اللغط دون داع.

وأضاف صالح في تصريح خاص، أنه "بدايه لا بد ان نعلم أن الحساب الفلكي أمر معتمد في الأخذ به عندنا في الشريعة الإسلامية ودلت الأدلة من القرآن والسنة علي ذلك، فرؤية هلال الشهر وثبوته تتم من خلال الرؤية الشرعية مع الحسابات الفلكية".

وأوضح أن "الحسابات الفلكية لاتتعارض مطلقا مع الرؤية البصرية الشرعية والحسابات الفلكية تعد دليلا قطعيا علي ثبوت ظهور الهلال وميلاد شهر جديد والرؤية البصرية دليل ظني لأنها مظنة الخطأ وإن خالفت الحساب الفلكي لايعتد بها لأن الدليل القطعي مقدم علي الظني".

وتابع: "الحسابات الفلكية أصبحت متطورة ودقيقة الي درجة كبيرة جدا بحيث إنها أصبحت تحدد لنا متي سيحدث خسوف القمر أو كسوف الشمس بعد سنوات ومدة هذا الخسوف أوالكسوف".

واختتم بقوله  "أما عن رؤية البعض واعتقاده أن القمر قد اكتمل فهذا ليس حقيقيا فدرجه اكتمال القمر كما صرح علماء الفلك تكون بنسبة 96℅ في 12 و98℅ في يوم 13 ثم تصل إلي 100℅ في اليوم 14 من الشهر العربي".

وطالب الجميع بعدم "نشر المخاوف لدي الناس دون يقين وتثبت فرؤية هلال رمضان تتم من خلال لجنة مشتركة من دار الإفتاء والمعهد العالي للبحوث الفلكية".

من ناحيته علق الدكتور بكر ذكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق بجامعة الأزهر، بقوله: "إن من يبث هذه الصور ما هي إلا تيارات معادية للواقع الاجتماعي وهدفها الفتنة".

وأضاف بكر في تصريحات خاصة، أن قضية رؤية هلال رمضان اجتمع فيها أمران، الأول يتمثل في الحساب الفلكي وهو ليس مقتصرا على مصر فقط بل في سائر البلدان العربية والإسلامية ويتم حسابه بالدقيقة والثانية، أما الأمر الثاني فهو الرؤية وجودا وعدما وهذا الشأن ثبت من خلال الحساب الفلكي أن ميلاد الشهر في يوم الخميس ويجب الأخذ بالبيان الصادر من دار الإفتاء.

وأوضح: "من يصور القمر ليس من أهل الصدق فمن الممكن أن تكون هذه الصور من شهور سابقة أو من مواقع إلكترونية ليقال إن هذا حال القمر حاليا، ويكفي أننا لو سلمنا جدلا بخطأ مصر في الحسابات فماذا عن بقية الدول العربية والإسلامية".

وحذر عميد كلية أصول الدين السابق، من السعي وراء هذه الإشاعات بقوله: "لا داعي لقبول الشائعات وإحداث الفتن وعلينا أن نكون مع عموم المسلمين وأن نحترم بمن أمرنا الله باحترام رأيهم من أهل الخبرة العملية سواء كانت دينية أو دنيوية".