رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل ساعات من انطلاقه.. كيف تستعد لرمضان؟

جريدة الدستور

قال عبد الناصر بليح، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن من نعم الله عز وجل على عباده أن جعل لهم مواسم للخيرات والبركات والطاعات، ومن عليهم فيها بالنفحات والمزيد من الحسنات، فيعملون قليلًا ويؤجرون كثيرًا، وينفقون زهيدًا ويجزون مزيدًا، ومن هذه المواسم العظيمة، وتلك النفحات الجليلة ما نحن بصدد استقبال هلاله من أيام مباركة وليال فاضلة، وهو شهر رمضان المبارك، شهر جعل الله صيام نهاره فريضة، وقيام ليله سنة".

وأضاف في تدوينة له على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، "لقد حرص رسول الله، على تهيئة أصحابه لاستقبال هذا الشهر الكريم، واغتنام أيامه ولياليه بالمسارعة إلى الخيرات، وطلب المغفرة والرحمات من رب الأرض والسموات، وإن لشهر رمضان فضائل عظيمة ومكانة كبيرة، ينبغي أن نعيها وأن نعيش في كنفها، فهو شهر القرآن والصيام والذكر والقيام".

وأشار إلى "أنه ينبغي استقبال هذا الشهر الكريم، بقلوب عامرة ونفوس طاهرة، وتوبة صادقة خالصة، فضاعفوا فيه الطاعات، وحافظوا على حرماته، وتزودوا فيه لآخرتكم، حتى يشملكم الله برعايته وعنايته ورحمته ومغفرته".

واستشهد بحديث ْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: "سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” أُعْطِيَتْ أُمَّتِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي، أَمَّا وَاحِدَةٌ: فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ، وَمَنْ نَظَرَ اللهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَإِنَّ خُلُوفَ أَفْوَاهِهِمْ حِينَ يُمْسُونَ أُطَيِّبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَسْتَغْفِرُ لَهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ: فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُ جَنَّتَهُ فَيَقُولُ لَهَا: اسْتَعِدِّي وَتَزَيَّنِي لِعِبَادِي أَوْشَكَ أَنْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ تَعَبِ الدُّنْيَا إِلَى دَارِي وَكَرَامَتِي، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ: فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ آخِرُ لَيْلَةٍ غَفَرَ لَهُمْ جَمِيعًا ” فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ فَقَالَ: “لَا، أَلَمْ تَرَ إِلَى الْعُمَّالِ يَعْمَلُونَ فَإِذَا فَرَغُوا مِنْ أَعْمَالِهِمْ وُفُّوا أُجُورَهُمْ " (شعب الإيمان).

وأوضح بليح أن شهر رمضان مدرسة تتربى فيها الأمة الإسلامية، تتعلم منها الصبر وتقوية الإرادة،والسلوك القويم والكرم والجود والتراحم والتكافل الاجتماعي فيجد المسلمون في نهاره ثمرة الصبر والانتصار على الشهوات، ويجدون في ليله لذة المناجاة والوقوف بين يدي ربهم، وتتجسد فيه ملامح التلاحم بين المسلمين عامتهم وخاصتهم، علمائهم وعامّتهم كبيرهم وصغيرهم، ليكون الجميع يدًا واحدةً، وبناءً متكاملًا، لدفع تيارات الفتن، وأمواج المحن حتي ينالوا من الله الخيرات وتنزل الرحمات.

وأردف قائلًا: "فليحرص كل مؤمن وهو يستقبل رمضان أن يكون الشهر كله منضبطًا وأن يقوم سلوكه وأن يغير من أفعاله وأقواله بل وفي كل حياته وأوقاته يحرص علي ذلك، فالحرص كل الحرص على أن نؤدي الصلاة في جماعة في بيوت الله عز وجل، ولا يكن حالنا كحال المنافقين الذين وصفهم الله تعالى بقوله: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا”)".

وقال بليح: "ومن سلوك المؤمن في رمضان والذي يتعلمه في تلك المدرسة هو أكل الحلال والبعد عن الحرام، فليس من الحكمة لعاقل أن يمسك عن الحلال في نهار رمضان امتثالًا لأمر الله ثم يفطر على حرام يضيع به صيامه وقيامه، فالحق سبحانه وتعالى أمرنا بما أمر به المرسلين بالأكل من الطيبات، فما دام الأكل حلالًا طيبًا فالعمل صالح مقبول، فإذا كان الأكل غير حلال، فكيف يكون العمل مقبولًا ؟".

ولفت إلي أن المصطفى صلي الله عليه وسلم، أجود بالخير من الريح المرسلة في رمضان، وما منع النبي صلي الله عليه وسلم سائلًا أبدًا، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: ”"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ".