رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد اغتيال «البطش».. هل ترد حماس على إسرائيل خارج الأراضي المحتلة؟

جريدة الدستور

في الساعات الأولى من السبت الماضي، قتل الفلسطيني فادي البطش (35 عاما) إثر إطلاق مسلحين اثنين، على متن دراجة نارية، النار عليه في إحدى ضواحي كوالالمبور، فيما كان يتوجه إلى المسجد لأداء صلاة الفجر.

وقالت السلطات الماليزية، إن المسلحين مرتبطان بأجهزة استخبارات أجنبية على الأرجح.

واتهمت عائلة البطش في بيان "جهاز الموساد بالوقوف وراء اغتياله"، الأمر الذي نفاه وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان.

ونشرت حركة حماس بيانا قالت فيه: "تنعي حركة المقاومة الإسلامية حماس، ابنا من أبنائها البررة وفارسا من فرسانها، وعالما من علماء فلسطين الشباب، وحافظا لكتاب الله، ابن جباليا المجاهدة، الشهيد الدكتور المهندس فادي محمد البطش، الذي اغتالته يد الغدر فجر السبت، في مدينة كوالالمبور في ماليزيا، وهو في طريقه لصلاة الفجر في المسجد".

وأضافت الحركة في بيانها: "وتميز الشهيد يرحمه الله بتفوقه وإبداعه العلمي، وله في هذا المجال إسهامات مهمة ومشاركات في مؤتمرات دولية في مجال الطاقة، وكان الشهيد نموذجًا في الدعوة إلى الله، والعمل من أجل القضية الفلسطينية".

دون توجيه مباشر من قبل حماس لعناصرها لتنفيذ عمليات بالرد، إلا أن هناك تكهنات من قبل باحثين في الحركات الإسلامية حيال هذا الأمر، ليبقى السؤال هل بالفعل ستقوم حماس بعمليات خارج البلاد للرد على العملية؟.

وعن جدية الحركة في الانتقام، أكد الباحث الفلسطيني ثابت العمور، على أنه لم يعد أمام حماس أي خيرات إلا الرد، وهذا الرد أصبح ضروريا للغاية خاصة وأن الشارع الفلسطيني يطالب به، خاصة وأن الاستخبارات الإسرائيلية تحدثت عنه بأنه المسؤول عن تطوير الطائرات.

وقال العمور لـ "أمان"، إن إسرائيل في السابق كانت تقوم بهذه العمليات بعد أن يتم إثبات تورط الشخص في أي أعمال أو الوقوف خلف عمليات، ولكن منذ اغتيال المبحوح والزواري وحتى الآن، ورغم أنه لم يقم بأي عملية، نفذت إسرائيل عملية الاغتيال وهذا أمر غريب.

أما عن نقل الحرب إلى الخارج، يقول الباحث الفلسطيني، إنها ستكون عملية رد فقط، وليس نقل للمواجهة خارج البلاد، لافتًا إلى أنه من الوارد أن يتم تنفيذ عمليات ضد بعض المرتبطين بضباط الوساد دون أن يتم التبني لهذه العمليات.

بينما اختلف معه مصدر حمساوي، بقوله: "إن الحركة لا تُفكر في تنفيذ عمليات اغتيال لأي مسؤول إسرائيلي؛ مبررًا ذلك أن لديها من الملفات الداخلية ما يشغلها عن فتح جبهات أخرى، لاسيما أن مسألة الاستهداف الخارجي لعناصر تابعين لحماس ليست جديدة، ونفذها الاحتلال من قَبلُ ضد من هم أكثر وزنًا من البطش".

وتساءل في تصريحاته: "ما الداعي لرد حماس هذه المرة تحديدًا؟"، مؤكدًا أن اغتيال البطش لا يستدعي أكثر من التهديد ومراكمة حجم الانتقام لوقت مناسب.

ولفت إلى أن الحديث عن اعتزام حماس اغتيال شخصيات إسرائيلية، يتردد على ألسنة أعداء الحركة؛ رغبةً منهم في توريطها في جبهات خارجية، وشغلها عن الحشد لمسيرة العودة.

وتابع: "بشكل عام، قرار المواجهة الخارجية للرد على الاعتداءات الخارجية بعيدًا عن الساحات التقليدية، يُمثل تحولًا استراتيجيًّا في فكر حماس ومنهجها، وفي ظل الظروف الإقليمية يُعتبر الاتجاه إليه يُمثل احتمالًا ضعيفًا جدًّا".