رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«زمار».. مهندس هجمات 11 سبتمبر في قبضة الأكراد

محمد حيدر بن عادل
محمد حيدر بن عادل زمار

ظل محمد حيدر بن عادل زمار، رقما رئيسيا ومهما في حل لغز هجمات الحادي عشر من سبتمبر يبحث عن إجابة، في ظل حادث مازال به كثيراً من الغموض وعلامات الإستفهام . 

فقد ذكرت مصادر كردية، اليوم الخميس، أن الجهات الأمنية اعتقلت محمد حيدر زمار الألماني من أصل سوري، والمتهم بالمشاركة في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر 2001 فى الولايات المتحدة.

وقال قيادي عسكري بارز طلب عدم ذكر اسمه، إن محمد حيدر زمار معتقل لدى الجهات الكردية الأمنية في شمال سوريا وهو الآن قيد التحقيق.

لكن متى برز اسم زمار في أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟، الإجابة أنه بمجرد إعلان اسم محمد عطا أحد منفذي تفجيرات 11 سبتمبر 2001 المصري الجنسية، والذي تردد على سوريا أثناء تحضيره لأطروحته للماجستير عن عمارة مدينة حلب التاريخية عام 1994، سعت أجهزة الاستخبارات الأمريكية والألمانية لجمع معلومات عن فترة إقامته في المدينة السورية واتصالاته بالعناصر الجهادية والموالية للقاعدة.
وهنا كان اسم محمد حيدر حاضرا في التحقيقات منذ البداية، والذي كان يعيش في مدينة هامبورج الألمانية، وعلى الفور تم التحقيق معه لعلاقته بالمنفذ الرئيسي محمد عطا لكن أجهزة الأمن الألمانية أطلقت سراحه لعدم وجود دليل ملموس ضده على خلاف موقف " FPI " التي طالبت بتسليمه لاعتقادها بتورطه في أحداث 11 سبتمبر. 

غير أن مجلة "دير شبيغل" الألمانية نشرت وقت توقيفه تحقيقا صحفياكما ذكرت جريدة الحياة اللندنية في عام 2002 فقالت فيه إنه خضع للتحقيق لدى فرع التحقيقات في الاستخبارات السورية، وتأكد حضوره اجتماعات في منزل محمد عطا في هامبورج في فبراير 1999 ضمت كل من اليمني رمزي بن الشيبة، والألماني سعيد بهاجي اللذين يعتقد بمشاركتهما في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر. 

ووفق معلومات من مصادر جهادية فالحقيقة أن "زمار" بعد أن غادر سوريا ولم يكن بلغ وقتها من العمر سوي  13 عاما، تمرس  بعدها في الدعوة والتوظيف والتجنيد للجهاد، ومنذ خروجه من الشمال السوري في عام  1984م ، ورحيله إلى ألمانيا للعمل في مهنة الميكانيكا تمرس في العمل الدعوي لكونه يتمتع بشخصية كاريزمية قادرة علي الاستقطاب رغم وزنه الثقيل الذي تجاوز 150 كيلوجرامًا.


ومنذ اتصاله بمجموعة "الطليعة المقاتلة" التي اسسها مروان حديد في سوريا تدرب" زمار" تحت راية جماعة الإخوان، ومع افتتاح المعسكرات الأفغانية لاحقًا شارك في القتال هناك  منذ بداية عام 1991، ثم انتقل إلى الشيشان ومنها إلى كوسوفو ثم إلى البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995، وهناك تدرب على تصنيع المتفجرات والسموم، وكان يتحرك تحت غطاء التجارة  في الأدوات الكهربائية بين باكستان وأفغانستان بحرية تامة .

عاد "زمار" في عام 1997 من أفغانستان إلى ألمانيا مما لفت انتباه الإستخبارات الألمانية ، وبعد إلقاء القبض على شخصيات كانت مقربة من تنظيم القاعدة مثل"ممدوح محمود سالم المكنى ابو هاجر العراقي" المدير المالي السابق لاسامة بن لادن والذي كان يقضي معظم وقته في مسجد "القدس" في هامبورج ويدعو إلى "الجهاد المسلح" ، وهو أقرب المساجد لجماعة الإخوان الإرهابية، وأخذ يركز جهده على الشباب العربي الذين يترددون على المساجد. 


استطاع" زمار" بحسب تقارير الإستخبارات الألمانية تجنيد المصري محمد عطا ،و زياد الجراح ، ومروان الشحّي ، بعد استماع عطا إلى محاضرة دينية ألقاها المفكر المصري نصر حامد أبو زيد في الجامعة الألمانية في هامبورج ناقشه فيها رجال القاعدة بعدها باعتبارها تهدم صحيح الدين والعقيدة وهي الأفكار التي تروج لها الحكومات العربيةبدعم من الحكومات الغربية وتفسح لهم المجال ألمانيا والدول لهدم اليم ويجب ان نتصدي لهذه الدعوي بكل الطرق .

نجح "زمار" في تجنيد الثلاثة وعلي رأسهم محمد عطا ومهد لهم الطريق إلى أفغانستان تحديدا في عام 1998 استــعدادًا للانتقال الى أمريكا للتدريب على الطيران المدني بإشراف القيادي القاعدي خالد شيخ محمد، الذي يعتقد أنه "المخطط" للعملية والمشرف  المنفذ على تدريبهم ثم عاد إلى أفغانستان قبل حصول التفجيرات بنحو عشرة أيام.

لم يتضح بعد دور "زمار" في التخطيط والمشاركة في هجمات الحادي عشر من سبتمبر أو أي من الهجمات على أوروبا في السنوات الأخيرة لكن بعض التقاريرالصحفية ذكرت أنه غادر هامبورج في أكتوبر عام 2001 إلى المغرب، وهناك اختطفته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ونقلته إلى دمشق للتحقيق معه بسبب عضويته في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا.

القبض على" محمد حيدر بن عادل زمار" سيكشف كثيرًا من المعلومات المهمة عن أدوار تنظيم القاعدة في أوروبا وشرق آسيا ، وخاصة لو تم تسليمه إلى الجانب الأمريكي من قبل الأكراد العدو الأصلي لتنظيم القاعدة وخلاياه النائمة في العراق وسوريا.