رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تنجح الإدارة الأمريكية مع الدول الإسلامية؟!

جريدة الدستور

وكأنما يعيد التاريخ نفسه ! وسياسة فرض المتغلب إرادته على المغلوب أصبحت واقعا لابد منه.

أيقنت بذلك عندما قرأت عن مشروع دين جديد تعمل عليه الإدارة الأمريكية منذ أوباما ووزيرة خارجيته كلنتون تحت مسمى ( الإبراهيمية ) وهو صادر عن الدبلوماسية الروحية.

وقد نشطت الدبلوماسية الروحية تلك منذ مطلع القرن الحالي من خلال مراكز متخصّصة وتركز في فلسفتها على محو الفواصل بين الأديان ودعوة لقيام الدين الإبراهيمى العالمى مما يمهد الأرض عمليًا لاستيلاء إسرائيل على الأراضى الفلسطينية.. والابراهيمية الدين المزعوم من قبل الدبلوماسية الروحية الأمريكية هو بمثابة لـ«كتاب مقدس» جديد مأخوذ من نصوص من الكتب السماوية لكنها ليست محل خلاف بين أتباع الديانات الثلاث والهدف النهائى لهذا الدين المزعوم هو تهويد القدس فى الولايات المتحدة وأكد ذلك اعلان ترامب ان القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني ولجأوا إلى هذه المخططات بعد فشل مساعيهم فى تمكين الإسلاميين بعد ثورة 30 يونيو.

وفي قراءة سريعة لهذا المخطط الجهنمي من قبل الإدارة الأمريكية والمنظمات الدولية لمحاربة الفكر الديني السماوي ونشر دين جديد في مضمونه خليط من الأديان السماوية تحت مسمى (الإبراهيمية ) من اجل تثبيت أركان الكيان الصهيوني في فلسطين وقبل أن أدخل في الموضوع بالتفنيد لابد لي أن أؤكد أن هذه الواقعة ليست جديدة فقد قام جنكيز خان ملك التتار عندما غزا البلاد الاسلامية وأسقط الخلافة العباسية وهو كان على دين عبادة الأوثان أشار إليه أحد مستشارية إلى تأليف دين او قانون يجمع ما في الأديان السماوية من خير على حد زعمه يحكم به الناس وبالفعل تحقق له ما أراد وأصدر دين جديد او قانون جديد يحكم به بلاد المسلمين بعد ان دانت له بعد ان قتل وشرد الآلاف من شعوب العالم الاسلامي وخرب البلاد وكان هذا القانون يحتوي على هذه البنود:

1-من وجد عبدًا هاربًا أو أسيرًا قد هرب ولم يرده إلى صاحبه قتل.

2-من أطعم أسير قوم أو كساه بغير إذنهم قتل.

3-من وقع حمله أو قوسه أو شيء من متاعه وهو يكر أو يفر في حالة قتال وكان وراءه شخص فإنه ينزل ويناول صاحبه ما سقط منه فإن لم ينزل ولم يناوله قتل.

4-لا يأكل أحد من أحد حتى يأكل منه المناول أولا ولو كان المناول أميرًا ومن يناوله أسيرا.

5-لا يختص أحد بأكل شيء وغيره يراه بل يشركه معه في أكله.

6-لا يتميز أحد منهم بالشبع على أصحابه وإن مرّ أحدهم بقوم وهم يأكلون فله أن ينزل ويأكل معهم وليس لأحد أن يمنعه.
منعهم من غسل ثيابهم بل يلبسونها حتى تبلى.

7-منع أن يقال لشيء أنه نجس فإن جميع الأشياء طاهرة.

ألزمهم ألا يتعصبوا لشيء من المذاهب.

8- منع من تفخيم الألفاظ وروائع الألقاب، فلا يخاطب الشخص مهما علت مكانته إلا باسمه فقط.

9-ألزم القائم بعده بعرض العسكر وأسلحتها إذا أراد الخروج إلى القتال، وأن يعرض كل ساقربة (قائد) عسكره، وينظر حتى الإبرة والخيط فمن وجده قد قصر في شيء مما يحتاج إليه عند عرضه إياه، عاقبه.

10-إلزام نساء العسكر بالقيام بما على الرجال في مدة غيبتهم في القتال.

11-تنظيم حلقات الصيد لما لها من أهمية في التدريب على أساليب الحرب.

12-الزاني يقتل.

14- من يعين أحد خصمين على الآخر يقتل.

15- من بال في الماء يقتل.

من أعطى بضاعة فخسر، ثم أعطى ثانية فخسر ثم أعطى ثالثة فخسر يقتل.

وقد تصدى علماء المسلمين لهذا الدين الجديد وكان على رأسهم ابن تيمية والعز بن عبدالسلام.. واكدا على انه لا يجوز من ناحية الشرع والدين جمع المسلمين على أي منهج او قانون يخالف شريعة الإسلام حتى ولو كان يحتوي على أخلاق حميدة فإن الله وحده هو له حق التشريع واستمرت جهودهما في ذلك ونشر الوعي بين عامة الناس حتى افشلا مخطط جنكيز خان.

واكد العالمان انه لا يمكن ولا يجوز شرعا ولا عقلا ان يتم جمع الأديان في دين واحد وان هناك حقيقة ثابتة لدى علماء المسلمين ان دين الإسلام هو آخر الأديان السماوية وأن رسولنا هو آخر الرسل وأن الإسلام هو دين العالمين كما ان رسول هو رسول البشرية اجمعين حيث يقول المولى تبارك وتعالى ( وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين ).

وطبعا ليست أمريكا ساذجة في طرح هذا الأمر في هذا الوقت بالذات، ولكنها تحاول وتضع خططا ومنهجا لتطبيق ذلك وتجعل له فترة زمنية كبيرة وهذا هو سياسة الصهيونية فمن كان يتخيل أن يكون لليهود دولة وهم كانوا شتات في العالم كله وتم لهم ما أرادوا بعد 50 عاما من اجتماعهم الذي عقد في عام 1898 إذن سياسة الصهيونية هي سياسة النفس الطويل لتحقيق اهدافهم

ومن الممكن بل المتوقع ان تسخر الادارة الامريكية الجماعات الاسلامية أداة في أيديهم من اجل أن تحقيق ذلك عندما يستغل الأمريكان جماعات العنف في نشر القتل والخراب والدمار في بلاد المسلمين وهنا يظهر الامريكان في ثياب الواعظين ويطرحون هذا السؤال على الشعوب الاسلامية هل دين الإسلام يأمر بالقتل والخراب إذن لابد أن المسلمين يفهمون دينهم خطأ وتحت مسمى الأخلاق وجمع شمل العالم على عقيدة واحدة تجمع الناس لابد من إيجاد حل ومن وجهة نظر الأمريكان وقتها ان الحل يكمن في دين الابراهيمية !!

ومن الممكن ايضا ان يكون الصراع العربي العربي والذي وقع بمخطط صهيوني سببا في ان يرضى المسلمون بهذا الدين الجديد لكي ينقذهم من الدمار والخراب الذي كان من ادواته للاسف الجماعات الاسلامية.

والتصدي لهذا المخطط قبل التمادي فيه من وجهة نظري يكون بعودة المسلمين إلى صحيح دينهم وتكون لهم دولة ذات سيادة يعيشون في ظلها وقد نجحت مصر في ذلك ولذلك أرى أن الإسلام ستكون حاضنته مصر وسيقوى بها لأنها هي الصخرة التي تكسر عليها جميع حملات الصليبيين في الماضي.