رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالأرقام.. مؤشرات تراجع الإرهاب في مصر خلال 4 سنوات

القوات المسلحة المصرية
القوات المسلحة المصرية

تراجعت مؤشرات الإرهاب في مصر خلال الأعوام الأربعة الماضية بشكل كبير، جراء التدابير الأمنية التي تتخذها القوات المسلحة والشرطة، والضربات القاصمة التي توجهها في عكر دار الجماعات المتطرفة، وجاءت العملية الشاملة "سيناء 2018"، لتكلل النجاحات، وتفكك تلك الجماعات وتشردها بشكل كبير.

غير أن كثيرا من الباحثين، يشيرون إلى ضرورة اتخاذ التدابير الأمنية بشكل دائم، والاعتماد على التكنولوجيا المتطورة في رصد تحركات "فلول" العناصر الإجرامية، لقطع الطريق أمامها في المستقبل، باعتبار أن "تفكيك التنظيمات لا يعني إيقاف العمليات الإرهابية"، ضاربين المثل بدول كبرى مثل فرنسا وألمانيا نجحت في منع تشكيل أي تنظيم على أراضيها غير أنها تشهد عمليات إرهابية من حين لآخر.

رأس الحربة
يقول الدكتور خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والخبير الأمني، إن ظاهرة الإرهاب ليست محلية، مسلطًا الضوء على عام 2011، باعتباره "فصلا جديدا من الإرهاب"، شهد تطور أفكار تلك التنظيمات بوجود دعم من دول بعينها لتأجيج "صراع الوكالة".


وأشار عكاشة إلى أن الدولة تحركت في مسارات مختلفة وحققت نجاحات كبيرة أولها كان "تحديد الخطر، وإعطاءه قدره"، وتكليف القوات المسلحة بأن تكون رأس الحربة لمجابهة التنظيمات، وهو تقدير مهم، لآن التنظيمات تطورت بشكل كبير وأصبحت على قدر عالٍ من الاستعداد، مع اللجوء للنشاط الدبلوماسي في إطار التعامل مع الدول المكافحة للإرهاب، والآخرى الممولة له، والتعامل بـ"أخلاق عالية".

ولفت الخبير الأمني إلى أن الدولة المصرية لم تلجأ لدولة أخرى كي تساعدها في حربها ضد الإرهاب، مثلما استعانت دول بعينها بالتحالف الدولي بقيادة أمريكا، أو بكل من فرنسا وبريطانيا، وهي إشارة قوية إلى أن مصر تقود حربًا بجيشها ودعم شعبها، لدحر الخطر القادم من حدودها الشرقية "غزة وإسرائيل"، والغربية "الجماعات المسلحة في ليبيا"، والجنوبية "القادمة من السودان"، داعيًا إلى ضرورة تبني مشروع التطوير الرقمي والتكنولوجي لجميع مناحي الحياة، خاصة في الأساليب الأمنية المستخدمة في مواجهة الإرهاب.


مؤشرات
مرت مصر بموجة عنيفة من العمليات الإرهابية، خلال السنوات الماضية (2014- 2015- 2016- 2017)، تختلف عن نمط الإرهاب الذي ضرب البلاد خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، حيث اتخذت العمليات خلال تلك الأعوام أشكال متنوعة على الأرض باستهداف بنية الدولة متمثلة في شبكات الكهرباء والاتصالات والسكة الحديد والمواصلات العامة، ولقوات الأمن سواء كانت قوات شرطية أو الجيش.

كما ارتفعت معدلات استخدام العبوات الناسفة كوسيلة في العمليات الإرهابية، وهو ما يعد تغييرًا في تكتيكات التنظيمات الإرهابية من حيث الأشكال المستهدفة بجانب الاستخدام العالي للتكنولوجيا.

بحسب دراسة لمركز الأهرام للدراسات، نشرها الباحث المتخصص في شؤون الجماعات، أحمد كامل البحيري، في يناير 2017، فإن الأربعة أعوام من 2013 حتى 2016، شهدت تنفيذ (1165 عملية إرهابية)، واحتل عام 2015 مقدمة بأكبر نسبة من عدد العمليات، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى منها، حيث وقع في شهر يناير 124 عملية عنف مسلح، ثم حدث انخفاض طفيف لتصل إلى 105 في فبراير، ثم بلغت ذروتها في مارس بـواقع 125 عملية، بينما انخفض عدد العمليات بشكل تدريجي منذ شهر أبريل 2015 الذي بلغ عدد العمليات فيه 72 عملية.


وحدث انخفاض آخر في شهر مايو 2015 الذي شهد 63 عملية، حتى يونيو 2015 الذي شهد انخفاضًا كبيرًا في العمليات لتصل إلى 23 عملية فقط، وفي شهر يوليو 2015 عاودت العمليات إلى الارتفاع مرة أخرى لتصل إلى 41 عملية، وذلك قبل أن يعود المسار للانخفاض مرة أخرى ليصل إلى 27 عملية في أغسطس 2015، ثم الوصول لأدنى مستوى لها على الإطلاق في شهر نوفمبر2015 والذي شهد وقوع 5 عمليات فقط.

وبحسب الدراسة فإن شهر ديسمبر 2015 شهد 9 عمليات إرهابية، وظل منحى التراجع في عدد العمليات الإرهابية خلال النصف الأول من عام 2016، ثم ارتفع معدل العمليات الإرهابية خلال الربع الأخير من عام 2016، حيث شكلت عدد العمليات الإرهابية خلال أشهر (أكتوبر – نوفمبر – ديسمبر 2016) 104 عملية إرهابية. 

وتشير الدراسة إلى أنه في المجمل حدث انخفاضًا لعدد العمليات الإرهابية في مصر خلال عام 2016 مقارنة بعامي (2014- 2015).

معدلات تراجع الإرهاب في 2017
وفي تقرير حديث، أعلنه الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مؤتمر "حكاية وطن"، بحضور الرئيس السيسي، في 19 يناير 2018 الماضي، أن عام 2017 شهد 50 عملية إرهابية فقط بواقع 92% داخل سيناء، و8% في الوادي، وهو تقلص وانخفاض كبير مقارنة بـ 200 عملية إرهابية بواقع 85% داخل سيناء، و15% في الوادي خلال 2016.

وبالنظر إلى تلك المؤشرات نجد أنه حدث تراجعًا حقيقيًا في ظاهرة الإرهاب، خاصة من 2015 التي شهدت ذروة العمليات بـ 500 هجوم إرهابي لـ 50 فقط بنهاية 2017.

الأدوات المستخدمة 
تنتهج الجماعات الإرهابية، لاسيما في سيناء، أسلوب حرب العصابات خوفًا من المواجهة المباشرة، وهو ما يجعلها تعتمد على "العبوات الناسفة" التي تزرعها في طرقات القوات المسلحة والشرطة بدرجة كبيرة.

وتشير دراسة مركز الأهرام، إلى أنه خلال الربع الأخير من عام 2016، وقد انقسمت العمليات الإرهابية إلى خمس نوعيات أساسية، هي: "العبوات الناسفة، وإطلاق نار، والسيارات المفخخة، والقذائف بأنواعها، والتفجيرات الانتحارية".

واحتل إطلاق النار كأعلى النوعيات من حيث الاستخدام بمعدل (46) عملية، من إجمالي العمليات الإرهابية، وتلتها استخدام القنابل والعبوات الناسفة بنحو (37)، والقذائف في المرتبة الثالثة بنحو (16) من إجمالي العمليات، وفي المرتبة الرابعة حلت السيارات المفخخة بنحو "3".


خسائر كبيرة
وثقت هيئة الاستعلامات بحسب ما أعلنه رئيسها، في يناير 2018، أن التوزيع الجغرافي للإرهاب تحول تحولًا كبيرًا، وتمكنت القوات المسلحة قتل ما لايقل عن 1800 إرهابيًا، خلال الفترات الماضية، مؤكدًا أنه لا يوجد في سيناء معسكرات تدريب للجماعات الإرهابية، وأن عناصره المتطرفة تنحصر في الجزء الشمالي الشرقي فقط بسيناء التي لا تتجاوز مساحتها (100 كم)، وليس بأكملها.

وذكر التقرير أن العناصر الإرهابية استخدمت 1300 سيارة دفع رباعي تكلفة الواحدة 90 ألف دولار، ويبلغ إجمالها 120 مليون دولار، بما يوازى 2.2 مليار جنيه، كذلك أسلحة آر بى جى التى يتراوح سعرها من 55 إلى 60 ألف جنيه وثمن القذيفة 4 آلاف، كما استخدمت مدافع الهاون فى العمليات الإرهابية.