رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موسى إفشار: 8 آلاف معتقل فى سجون إيران.. وخامنئى متطرف (حوار)

إفشار
إفشار

* 8 آلاف معتقل في سجون النظام الإيراني ومن يُقتل منهم بالتعذيب يقولون انتحر
* أصحاب العمائم يتصرفون كالآلهة ويستغلون الدين واعتبروه حقًا خاصًا لهم
* نظام "ولاية الفقيه" يستمد قوته من "تصدير التطرف" ويرون أنفسهم خلفاء الله
* السلطة الدينية في إيران تسرق الشعب وجعلت أكثر من 50% منهم تحت خط الفقر
* النظام يتحكم في 4 عواصم عربية.. ويستمد سلطته من التدخل في شئون الغير
* الأيام القادمة ستشهد موجة جديدة من التظاهرات ضد نظام إيران الديكتاتوري
* 18 % من المسئولين يعيشون في نعيم بينما تنتشر البطالة والجوع بين الشعب
* إسقاط نظام "الملالي" مطلب الشعب الإيراني الذي سرق الثورة
* على دول العالم التحرك لتحويل الزمرة الحاكمة إلى الجنايات الدولية
* النظام قتل أكثر من 120 ألف معارض منذ بداية حكمه.. وخامنئي كاذب


محمود إبراهيم
في أواخر العام الماضي انطلقت الاحتجاجات في 40 مدينة إيرانية ضد نظام "الملالي"، لم تمر أيام قليلة حتى تطورت إلى مظاهرات كبرى واعتصامات وعصيان في أكثر من 160 مدينة، رافضة ارتفاع الأسعار والضرائب والحالة الاقتصادية المتدنية التي وصلت إليها طهران، وما يمارسه نظام "ولاية الفقيه" بزعامة المرشد الأعلى "على خامنئي"، وحسن روحاني، رئيس الدولة، من قمع واعتقالات في حق المعارضين.

بينما انحسرت المظاهرات في إيران وباتت تختصر على إضرابات عمالية هنا وهناك- في الوقت الحالي- تشير الأوضاع إلى أن موجة ثانية من الاحتجاجات الشعبية ستنطلق قريبا، رغم القمع الدموي والعنف الذي واجهت به الأجهزة الأمنية الإيرانية المظاهرات الأخيرة، فما زالت معدلات الفقر والبطالة والحرمان والغلاء والتضخم وتدهور المستوى المعيشي، ومعاشات المتقاعدين، وارتفاع الضرائب، وسياسة التوسع الإقليمي، أزمات تهدد نظام "ولاية الفقيه".. وهو ما يكشفه موسى إفشار، عضو لجنة الشئون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في حواره لـ"أمان"...

  • أولًا: بعد موجة الاحتجاجات.. هل هناك معتقلون الآن، وما حقيقة التعذيب داخل السجون؟
التعذيب ليس اتهامات لنظام "ولاية الفقيه" بل هي حقيقة تحصّلنا على جزء منها، وهناك 8 آلاف معتقل في سجون النظام تحت التعذيب، وحتى الآن تأكد لنا استشهاد 5 منهم بالتعذيب، بينما أعلن النظام أنهم انتحروا، ومنهم سينا قنبري في طهران بسجن يجن إيفين، ووحيد حيدري، في مدينة آراك، ومحسن عادلي في الأهواز، وهذا الجانب الذي وصل إلينا الخبر عنهم، وهو ما يستجوب على المجتمع الدولي وحقوق الإنسان القيام بواجباتها والتزامتها تجاه الشعب الإيراني، والتحرك ضد هذا النظام القمعي، وممارسة الضغط عليه وإحالة المجرمين الذين أشرفوا على هذه الجرائم بحق المتظاهرين إلى محكمة الجنايات الدولية.

  • "رجال الدين في إيران يتصرفون كالآلهة".. هل هذا حقيقي، وما هو دورهم في قمع المتظاهرين؟
النظام الإيراني هو "ولاية الفقيه"، مفروض على الشعب منذ 39 عامًا، حينما اتجه الشعب للانتفاضة عام 1979 ضد الملكية من أجل إقامة نظام حر ديمقراطي، لكن "خامنئي"، المرشد الأعلى السابق وجماعته سرقوا ثورة الشعب، وجاءوا بدستور ولاية الفقيه، وهو ما رفضته المنظمات الإيرانية وعلى رأسها "مجاهدي خلق"، وكان مبعث الخلاف الرئيسي بيننا وبينهم.

لذا أقول إن نظام "ولاية الفقيه" يستمد قوته من بدعة اسمها بأنه "خليفة الله في الأرض"، وكل أصحاب العمائم ولا نطلق عليهم رجال دين (هناك من رجال الدين من واجه نظام الملالي من المقاومة والشرفاء الذين ضحوا ويضحون)، ولكن هؤلاء أصحاب العمائم هم الذين يسيطرون الآن، وعلى رأسهم "روحاني، والمرشد" ورئيس السلطة القضائية الملا صادق لاريجاني، الذي أصبح اسمه ضمن لائحة عقوبات الولايات المتحدة، ولا بد من النظر هنا إلى أن من شروط السلطة القضائية أن يكون رئيسها من أصحاب العمائم، حيث استغلوا الدين واعتبروه حقًا خاصًا لهم، وكان هذا شعار الناس بأنهم يسرقون وينهبون ولديهم حياة، يتصرفون كالآلهة والناس يتسولون، والشعب الإيراني يعلم جيدًا أنهم يستغلون زي الدين من أجل فرض هذا النظام، نظام السرقة والإرهاب على صدور الشعب الإيراني.

  • كيف تنظر إلى سياسة التمدد الإقليمي التي يتبعها نظام الملالي؟
منذ بداية هذا الحكم عام 1980 كان يعلن ويؤكد مبدأ "تصدير الثورة" وهو حقا "تصدير التطرف الديني"، هذا النظام من أجل بقائه في حاجة إلى تمديد مناطق النفوذ خارج حدود إيران الوطنية، أصر هذا النظام على استمرار الحرب العراقية الإيرانية لـ8 سنوات بعد ما أعلن العراق انسحابه إلى الحدود الدولية 1982، لكن إيران حرصت على البقاء في الحرب حتى عام 1988، وشاهدنا كيف نفذ هذا النظام مخططاته المشبوهة، ويسعى جاهدًا الآن لتحريك الأمور في 4 عواصم عربية، حيث تغلغل في دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء، لذلك لا بد أن نقول إن "التمدد الإقليمي"، استراتيجية الحكم في إيران من أجل بقائه، فهو يرى أهمية أن تكون هناك مساحات خارج إيران من أجل البقاء والاستمرار، لذا يعمل على قمع الشعب في الداخل.

  • هل سنرى امتداد المظاهرات خلال الأيام المقبلة مرة أخرى؟
يتعلق ذلك بطريقة تعامل النظام الإيراني، إذا استمر في اعتماد سياسة الاعتقالات والإعدامات، وأسلوب الحديد والنار، ستكون الأوضاع بشكل آخر، والشعب الإيراني والمنتفضون سيجدون وسائل وطرقًا أخرى للدفاع عن النفس ومواجهة هذه الحالة، وهنا ستتعمق الأمور. وأقول إن الأيام القادمة ستشهد موجة جديدة من هذه التظاهرات وإن كانت بشكل متقطع أو تناوبي يومًا بعد يوم، لكن بكل حالة هناك حقيقتين لا بد أن نؤكد عليهما: الأولى، أن الأمور لن تعود إلى ما كانت عليه قبل يوم 27 ديسمبر 2017 وهو اليوم الذي انطلقت فيه الانتفاضة. ثانيا النظام الإيراني لن يستطيع إخماد هذه الانتفاضة، حيث يواجه كثيرًا من المشاكل، وأؤكد أن هذه الانتفاضة التي ارتقت بمستوى عصيان مدني ستستمر.

  • إذًا.. ما الذي تحتاجه تلك الانتفاضة لتتحول إلى ثورة حقيقية؟
الحقيقة كلما استمرت الانتفاضة وتعمقت وتوسعت على مستوى مشاركة الشعب الإيراني- خاصة لأنها ليست مختصرة على شريحة معينة أو قومية- فهي متنوعة وتحوي جميع فئات الشعب الإيراني، وعندما نقول إن الشعب الذي وصل إلى 80 مليونًا، ينتمي أكثر من 50% منهم "تحت عتبة الفقر"، و18% منهم يتمتعون بالرخاء والرفاهية، والبقية يكافحون من أجل الحياة العادية، فنحن حقًا نواجه جيش الجياع والعاطلين عن العمل، هذه الظروف المتجزرة في المجتمع الإيراني بسبب سياسات هذا النظام الاقتصادية التي تحولت إلى مشكلة سياسية، لأن شعب إيران الفقير من أجل الحصول على عمله وخبزه يرى أنه لا سبيل إلا التغيير السياسي وإسقاط نظام الحكم.

هناك أشياء نحتاجها بالضرورة لتبقى الانتفاضة قوية، كشبكات التواصل الاجتماعي وخدمة الإنترنت والدعم الإعلامي وكذلك وقوف دول العالم إلى جانب الشعب الإيراني، وإعلان أحقيته في تقرير مصيره، واختيار النظام الذي يختاره وإدانة النظام الإيراني وتصرفاته التعسفية ضد شعبه، وإحالة "ولي الفقيه" و"الزمرة الحاكمة" إلى محكمة الجنايات الدولية، وكل هذا سيكون لصالح الشعب الإيراني، وكذلك قطع العلاقات مع النظام واشتراط علاقات بإقاف الإعدام وانتهاكم حقوق الإنسان كل ذلك سيتسبب في استمرارية الانتفاضة وانتقالها إلى الثورة الحقيقية.

  • المجلس الوطني للمقاومة أعلن أن الاحتجاجات امتدت لمدن عديدة.. ما الوضع الآن؟
الاحتجاجات امتدت بالفعل إلى أكثر من 142 مدينة وانتشرت في عدد كبير في المحافظات شمالا وشرقا، ووصلت لمدن فقيرة أشد من المواجهات، وتسببت في مقتل 50 متظاهرًا. الآن ينشر النظام قواته بشكل كثيف في الشوارع والطرقات، وأقدم على اعتقال 8 آلاف شخص من المتظاهرين، واستشهاد أكثر من 5 أشخاص تحت التعذيب، وميدانيًا النظام اتخذ إجراءات كبيرة، ورغم ذلك هناك مساعٍ يوميًا في الشوارع في بعض هذه المدن، حيث ينظم المواطنون مظاهرات، ويدخلون مع الأمن في حرب دفاعًا عن حقوقهم وحريتهم.

  • ماهو دور المعارضة الوطنية وتحركاتها في الخارج؟
المقاومة الإيرانية المتمثلة في المجلس القومي للمقاومة الإيرانية، هى الجسم المقاوم الذي خرج من رحم الشعب الإيراني والجزء الأكبر له بالداخل من خلال شبكة التنظيمات الاجتماعية للمقاومة، وما هو في الخارج عبارة عن برلمان في المنفى، يمثل ذراعًا سياسية للعلاقات الخارجية ويدير الشئون السياسية التي لا يمكن القيام بها في الداخل بسبب الحالة الديكتاتورية وتعرض الأخوة للإعدام والكبت.
الآن دور المقاومة بالخارج، عبر قناتنا الحرية التي يتم بثها باللغة الفارسية وهي الموجهة إلى الداخل الإيراني، لها دور كبير في العملية التعبوية والتنظيمية وإيصال الأخبار والأفلام والفيديوهات إلى الخارج وإلى شبكات التنظيمات الداخلة داخل إيران في جميع المحافظات والمدن، ونقوم أيضًا بالمؤتمرات والمسيرات والاعصامات والمظاهرات لتعبئة الرأي العام العالمي لأحقية مشاركته في تغيير النظام في إيران، وقمنا بزيارات مختلفة ونستمر في القيام بها إلى الكونجرس ومجلس الشيوخ، ومجلسين اللوردات والعموم البريطاني، والاتحاد الأوروبي، والهيئات الخارجية، وكنا في مجلس الأمن قبل أيام، ونظمنا زيارات إلى الهيئات الدولية لحقوق الإنسان، لاستنفار كل تلك الهيئات، لدعم الجهد الشعبي وفضح هذا النظام الدكتاتوري، ونؤمن أن التغيير سيحصل داخل إيران بيد الشعب الإيراني والمقاومة دون أي تدخل خارجي.

  • بماذا ترد على اتهامات إيران للمتظاهرين بأنهم ممولون من أمريكا والسعودية؟
المعركة بين الشعب الإيراني والنظام ليست معركة اليوم بل تمتد لـ38 عامًا، النظام قتل أكثر من 120 ألف معارض من "مجاهدي خلق" ومختلف التيارات السياسية، المقاومة الإيرانية تتميز بأنها غير مرتبطة ماليًا أو تمويليًا بأي حكومة من العالم، هذا النظام يدّعي أن المقاومة ممولة من قِبل روسيا وحكومة العراق السابق وأمريكا، كما أنهم يتهمون "مجاهدي خلق" بتمويل وإعطاء أموال للشخصيات الإمريكية حتى يحضرون مؤتمراتنا، أفلا ينظرون إلى مئات الآلاف من أبناء الشعب الإيراني الذين خرجو في 142 مدينة في أنحاء إيران، وكانت أشد المواجهات في "خوزوستان" ومدينة دررود، وأصفهان.. هل الآلاف الذين خرجوا وقدموا أكثر من 50 شهيدًا ممولون؟. هذا النظام في ارتباك شديد وخامنئي كاذب عندما قال إن هناك "ثالوثًا" عبارة عن أمريكا والسعودية ومجاهدي خلق، يقفون خلف المظاهرات. العالم كله يعرف أنه يكذب ولم تخطط أمريكا أو السعودية أو غيرها، لأن المقاومة الإيرانية تتميز باستقلالية كبيرة، وتملك قرارها السياسي، وتعمل بالكفاءة الذاتية وتعمل بالتبرعات من أبناء الشعب الإيراني والمقاومة بالداخل.

  • هل ترى إعلان ترامب بشأن الرغبة في دعم المحتجين "انتهازية"؟
لا شك إن الدول الأخرى والجهات الخارجية تنطلق من أجل مصالحها الخاصة، لكن نحن نرى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تحاول ألا ترتكب الأخطاء الكارثية لإدارة أوباما، حينما كان الشعب الإيراني في 2009 في الشوارع وهو يتبادل رسائل الحب مع النظام الإيراني، ويقول إن أى موقف مساند للشعب الإيراني هو تدخل في الشأن الداخلي، لكنه كان يفكر في صفقات الاتفاق النووي، وكان ذلك على حساب الشعب السوري أيضًا، حينما لم يف بوعده بخصوص الخط الأحمر لاستخدام الغازات الكيماوية من قبل بشار "المجرم" في حق الشعب السوري الشقيق، وحتى لا يتقاطع ذلك مع خطته للاتفاق النووي مع النظام الإيراني، أو يظهر كأنه تنصل عن وعده تجاه نظام بشار، لذلك الإدارة الجديدة تحاول ألا ترتكب تلك الأخطاء وتتخذ هذه المواقف، لكن الشعب الإيراني والمقاومة تقوم ضد هذا النظام بإرادة شعبية لا مناص منها.