رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انطلاق المؤتمر الدولي الثالث لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر (صور)

مؤتمر كلية أصول الدين
مؤتمر كلية أصول الدين

أكد الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث والمشرف العام على قطاعي المستشفيات وخدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الأزهر، أن الاستدامة في الفكر مؤصلة في الإسلام، مشيرًا إلى أن شريعة الإسلام حثت على تنمية الفكر وتجديد الفتوى بما يتوافق مع كل عصر، فقد كلفنا الله بإعمار الأرض وتنميتها لينتفع بها الجميع فأورد العلماء في الفقه بابًا خاصًا بالأرض الموات وأنها إذا لم تستصلح فللدولة أن تنتزعها وتعطيها للغير حتى يعمرها.

FB_IMG_1647698682270

جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الدولي الثالث لكلية أصول الدين جامعة الأزهر، بعنوان "التنمية المستدامة في ضوء الفكر الإسلامي"، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد المحرصاوي رئيس الجامعة.

FB_IMG_1647698685283

وأوضح نائب رئيس الجامعة أن الإسلام حث على التنمية المستدامة حتى بعد الوفاة بدليل المقولة الشهيرة للرسول صلى الله عليه وسلم عندما قالها لسيدنا سعد بن أبي وقاص لأن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم فقراء يسألون الناس.

FB_IMG_1647698682270

وشدد نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث على ضرورة تطبيق التنمية المستدامة في الفكر والتجديد انطلاقًا من ثوابت الدين الحنيف والسنة النبويه المطهرة.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن مفهوم التنمية يتجاوز المحافظة على الثروات الطبيعية والموارد المادية إلى المحافظة على كل ما يتعلق بالإنسان من جوانب ثقافية واقتصادية ودينية واجتماعية، وصيانة حياته حاضرًا ومستقبلًا، موضحًا أن المشروعات التنموية لا تكون ناجحة إلا بالاستدامة التي حظيت الآن باهتمام كبير على مستوى الدول، والهيئات، والمنظمات.

FB_IMG_1647698676853

وأكد وكيل الأزهر، خلال كلمته اليوم السبت، بالمؤتمر العلمي الثالث لكلية أصول الدين جامعة الأزهر، تحت عنوان "التنمية المستدامة في الفكر الإسلامي"، أن التنمية المستدامة في الإسلام لا تقف عند الجانب المادي وحده، بل تجعله جنبًا إلى جنب مع البناء القيمي والأخلاقي والروحي، الذي يصون هذه التنمية ويحفظها من العبث بمكوناتها وبرامجها، كما أن التنمية في الإسلام لا تقف عند إصلاح الدنيا بل تتجاوزها إلى الآخرة، وذلك كله تحت اسم «الإعمار» الذي يشمل القلب والعقل، والعلم والعمل، والدنيا والآخرة.  

FB_IMG_1647698580378

وأضاف الضويني أن المتأمل للفكر الإسلامي الثري يجد عند علمائه إشارات تؤكد ملمح استدامة التنمية، وتظهر سبق العلماء لزمانهم، مؤكدًا أن هذا الفكر يتميز بأنه لا يقف عند عصر معين أو زمن مخصوص ينتهي أثره بانتهائه، كما أنه ليس محدودًا بمكان ولا بأمة ولا بشعب ولا بطبقة، بل يمتاز بالشمول؛ فهو يخاطب كل الأمم، وكل الأجناس، وكل الشعوب، وكل الطبقات، وهذا الشمول يتجلى في العقيدة والإيمان، ويتجلى في العبادات والمعاملات، ويتجلى في الأخلاق والفضائل، ويتجلى في التشريع والتنظيم.

FB_IMG_1647698691616

وأوضح أن التنمية ومشروعاتها حين تقوم على المقومات المادية وحدها فإنها سرعان ما تؤدي إلى انهيار حضاري، داعيًا إلى عدم الانخداع بما يصور لنا من تجارب تنموية يشار إليها بالنجاح، مؤكدًا أن النجاح في الجانب المادي وحده لا يستطيع القضاء على الجرائم، ولا يقدم حلًا للأسر المفككة، ولا يضع علاجًا للاضطرابات النفسية والسلوكية.