رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكنيسة الكاثوليكية» تحيي ذكرى رحيل القديس جان دي بريبوف

كنيسة
كنيسة

تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم ذكرى رحيل القديس جان دي برﭘبوف الشهيد، إذ روى الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: ولد جان يوم 25 مارس عام 1593 م. في قلعة أسلاف كوندي سور فير بفرنسا. من عائلة نورماندية نبيلة، انضم الشاب جان إلى الرهبنة اليسوعية في مدينة روان، تمنى أن يصير راهباً بسيطاً، لكن المسئولين طلبوا منه أن يكمل دراسته. فسيم كاهناً في روان يوم 25 مارس عام 1622م.، فطلب من الرؤساء أن يصبح مبشراً في (فرنسا الجديدة) كندا فوافقوا على طلبه، وسافر إلى كيبيك. 

وتابع أنه بعد رحلة عبر المحيط استمرت أكثر من شهرين وضع نفسه في خدمة ألجونكيانس أولاً ثم في خدمة الهورون، وكان يشاركهم أعمالهم، كما أنه كان يحافظ على عاداتهم وتقاليدهم. كان متقشفاً جداً في طعامه، وكان ينام على أرض جرداء أو على جلد حيوانات قديم ملئ بالحشرات، وكان يتجول بينهم بالزوارق المعرضة للغرق دائماً التي يجب حملها على الكتاف بالقرب من المنحدرات، كان يتحمل برضي قسوة هذه الرسالة التبشيرية الصعبة. 

مضيفا: وقد حنى كتف جان تحت الأحمال الثقيلة، وكان يربط كتابه المقدس حول رقبته. وكانت رجلاه ملطختان بالدماء وملابسه ممزقة في المسيرات الطويلة عبر غابات كندا، وكان شديد الصوم والصلاة حتى انه تعلم لغة أهل الهورون الصعبة للغاية، فدرس قواعد اللغة والكلمات. 

وواصل: ولكن الصراعات بين إنجلترا وفرنسا أجبرته على العودة مرة أخرى إلى فرنسا كان مستعد دائما بالتضحية بحياته في سبيل الرسالة الإنجيلية، فسمع بانتشار وباء رهيب بين سكان قبائل الهورون التي أحبهم جداً فعاد مرة أخرى في هذا الوقت الصعب إلى الرسالة في كندا، فكان أهل قبائل الهورون سعداء بعودة الأب جان. 

وتابع أنه في عام 1636م ظهر مرض وبائي غير معروف، وكان الرهبان هم أول من أصيبوا به باستثناء الأب جان الذي بذل قصارى جهده لعلاج الرهبان وسكان القبائل بالأعشاب، فجاء بعض السحرة لعلاج سكان القبائل بالساونا واستدعاء الأرواح فقال الأب جان أن هذا غير صحيح لكن يسوع المسيح هو الطبيب الشافي لكل الأمراض فغادر هؤلاء السحرة حزانى بعد سماعهم كلامه. 

مضيفا: وتعافى الرهبان، لكن بدأ الوباء يؤثر على سكان القبائل وازدادت عدد الوفيات بشكل كبير. فبدا السحرة يعلنون لسكان القبائل أن الوباء هو بسبب وجود هؤلاء المبشرين بينهم، فبدأ اضطهاد المبشرين وشتمهم وهددوهم بالقتل. 

وتابع: فكتب الأب جان إلى رئيسه في كيبيك فى 28 أكتوبر عام 1637 م رسالة وداع" ربما نكون على وشك إراقة دمائنا والتضحية بحياتنا في سبيل رسالتنا وإيماننا بالسيد المسيح، أؤكد لكم بكل إخلاص بأنني لم أشعر بأي خوف من الموت، لذا نناشدكم بألا تنسونا في ذبائحكم المقدسة وصلواتكم، كما أطلب منكم الصلاة من شعب الهورون أيضا الذين هم في أشد الاحتياج الى صلواتكم. وقد أمرت بإحضار كل ما يتعلق بالكنيسة وقاموس لغة الهورون إلى كوخ السيد بطرس أول مسيحي لدينا".

وبسبب صمود المبشرين وحبهم الشديد لسكان هؤلاء القبائل استمروا في علاجهم والاهتمام بهم. 

مختتما: وتوقف انتشار الوباء واضطهاد المبشرين، بدأ سكان القبائل يعتنقون الديانة المسيحية بأعداد كبيرة المتجسدة في الأب جان ورفاقه، فقام الأب جان ورفاقه ببناء قرى لسكان القبائل مع كنيسة صغيرة. وهجمت قبائل الإيروكوا أعداء قبائل الهورون وأثناء الحرب بينهم قتل الأب جبرائيل الإيمان أحد المبشرين، فتم القبض على الأب جان واخذا اسيراً وتعرض لعذاب اليم لا يحتمل، فقام الإيروكيز بقطع شفتي وأنفه وأذنيه، وكان القديس جان صامتاً مثل الصخرة، وسكبوا الماء المغلي عليه، وعندما حاول الأب جان بتشجيع رفقائه الأسرى تم قطع لسانه، ثم قطعوا قلبه وأكلوا وشربوا دمه فأرادوا أن يسير دم هذا القديس القوى في عروقهم.

مختتما: كان استشهادهم  يوم 16 مارس عام 1649 فجاء بعض المسيحيين بعد أيام بانتشال الجثث ووضعها في مخزن ذخائر في دير بمدينة كيبيك. تم تطويبه يوم 21 يونية عام 1925م على يد البابا بنديكتوس الخامس عشر، وإعلان قديساً يوم 29 يونيو عام 1930م على يد البابا بيوس الحادي عشر.