رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عزومة ومكالمة هاتفية أخيرة: ذكريات الخال مع محمود درويش قبل الرحيل

الأبنودي ومحمود درويش
الأبنودي ومحمود درويش

تعرف الخال عبدالرحمن الأبنودي على الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في فترة الستينيات، كان فيها الأخير سمع أشعار ديوان "وجوه على الشط" عبر موجات إذاعة صوت العرب، فطلب من عبدالملك خليلن مراسل الأهرام آنذاك في روسيا- أن يلتقى "هذا الشاعر".

في أول زيارة له إلى مصر، جدّد درويش طلبه: "عاوز أشوف مصر من عيون الأبنودي"، وتقابلا بالفعل.

بعد زواج "نهال" و"الأبنودى" حكى لها عن صداقته بـ"درويش": "قال لي: (كان يعتبر منزلي منزله، لدرجة أنه كان يعزم أصدقاءه في بيتي).

ومن التفاصيل الخاصة التى تذكرها "نهال"، أن "درويش" كان "يحب أكل الحَمَام والبط من إيدين الخال".

كان الأبنودي، يحب المطبخ جدًا، تعلم الطهى من والدته أثناء ملازمته لها في صغره، وتعلمت زوجته "نهال" فنون الطهي منه، قالت: "هو اللي علمني، لم أكن أعرف إلا الأساسيات عندما تزوجنا".

كان الشاعر الراحل، يفضل الأكلات الصعيدية مثل الطواجن والصواني والسمك بأنواعه، والباذنجان المقلى، الذى كان يقليه بيديه في المطبخ، لذلك كان يقول: "الأكل الأوروبي ده مليش فيه، أنا مبفهمش الاسكالوب بانيه، الطبيخ توقيتات وكميات، هذه العبارة كان "الأبنودي" يقولها لـ"نهال" ويلخص بها ما يمكن أن نسميه فلسفته في الطهى، بل إنه عمل على تطويرها: "كان يحب مشاهدة برامج الطهى على شاشة التليفزيون، ويكتب وصفات الأكلات التي يريد أن يطبخها لآية ونور".

"المطبخ بالنسبة له كان متعة خاصة"، تستكمل "نهال"، مشيرًة إلى ارتباط هذا المكان في منزلهما بعملية الإبداع لديه: "أتذكر أنه عندما يكون في حالة كتابة قصيدة أو أغنية، يدخل المطبخ ويمارس بعض الأعمال اليدوية، كي يتخلص من التوتر الذى يسيطر عليه". وعن هواياته ومشاهداته، تقول: "كان يحب الصيد، ويفهم أصوله، ويعرف أنواع السمك، ويسافر في رحلات صيد للغردقة والبحر الأحمر، رغم أنه كان لا يحب صيد البحر، وعندما تنتابه نوبات قلق أو أرق يشاهد قناة إيطالية كانت تبث أفلامًا وثائقية عن الأسماك، ويتعجب عندما يرى الناس تصطاد كمية كبيرة منها وترميها في المياه مرة أخرى".

وروت الإعلامية نهال كمال لـ "الدستور"، أنها لم تر الأبنودي يبكي إلا مرتين، المرة الأولى كانت حزنا على وفاة والدته، والثانية كانت بعد وفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، إضافة إلى أنه قضى فترة كبيرة وهو يشعر باكتئاب شديد.

وقبل أن يجري درويش عملية جراحية في الولايات المتحدة تواصل مع الخال هاتفيًا، وأبلغه بقراره، لكن "الخال" رفض ونصحه بعدم إجراءها. 

بعدما دخل الشاعر الفلسطيني لإجراء العملية، وصل عبد الرحمن الأبنودي خبر وفاته، فظل يردد " قولتله متعملش العملية".