رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة تحلل مؤشر «الإرهاب العالمي»: ازدياد مخاطر التطرف عبر الإنترنت

الباحثة مني قشطة
الباحثة مني قشطة

أصدر معهد الاقتصاد والسلام الدولي النسخة التاسعة من مؤشر الإرهاب العالمي الذي يقدم ملخصًا شاملًا للاتجاهات والأنماط العالمية الرئيسة للإرهاب خلال عام 2021، ويحلل عددًا من الجوانب الحيوية للإرهاب مثل الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يحدث فيها، وكيف يتغير الإرهاب بمرور الوقت، والدوافع الجيوسياسية والأهداف الأيديولوجية للجماعات الإرهابية والاستراتيجيات التي يستخدمها الإرهابيون.

وفي هذا الصدد، أجرت مني قشطة، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، ورقة بحثية، وقراءة تفصيلية لمضمون تقرير المعهد في نسخته الأخيرة المنشورة مطلع شهر مارس الجاري.

وأوضحت أن التقرير أشار إلى أن العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عن الإرهاب خلال عام 2021، انخفض بنسبة 1.2% ليصل إلى 7142 حالة وفاة (سجلت 25 دولة انخفاضًا في الوفيات الناجمة عن الإرهاب، بينما سجلت 21 دولة زيادات، ولم تسجل 117 دولة أي تغيير في عدد الوفيات، ونحو 105 دولة لم تسجل أي حوادث إرهابية)، بجانب أن هذه هي السنة الرابعة على التوالي التي تظل فيها الوفيات الناجمة عن الإرهاب ثابتة إلى حد ما. 

وتؤكد الباحثة أنه ومع ذلك، كان هناك انخفاض بنسبة 33% منذ الذروة في عام 2015 عندما قُتل 10699 شخصًا في الهجمات الإرهابية، حيث أرجع التقرير انخفاض إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب خلال العام الماضي إلى انخفاض حدة الصراع في الشرق الأوسط، وما تلاه من تراجع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا.

وبخصوص الوضع السوري، لفتت إلي أن التقرير سجّل أن سوريا شهدت ثالث أكبر انخفاض إجمالي في الوفيات؛ إذ تراجعت الوفيات الناجمة عن الإرهاب بمقدار الثلث في عام 2021 إلى 488 حالة وفاة، وتري أنه يمكن إيعاز الانخفاض في الوفيات المرتبطة بالإرهاب في سوريا إلى الهزائم التي عانى منها تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2019، بعد طرد التنظيم من جميع مناطقه في المنطقة. ولكم على الرغم من ذلك، لا يزال تنظيم داعش يُشكل قوة فاعلة على الأراضي السورية.

وتابعت قشطة أنه منذ إعلان منظمة الصحة العالمية في مارس 2020 عن تفشي جائحة فيروس كورونا، كان من المتوقع ارتفاع معدلات الإرهاب، ولكن يشير التقرير إلى أن الوباء كان له تأثير ضئيل جدًا على الإرهاب في عامي 2020 و2021، وفي المقابل كان للجائحة تداعيات سلبية على جهود مكافحة الإرهاب، أهمها تراجع أولوية مكافحة الإرهاب: إذ لا تزال زيادة العجز الحكومي  الناجمة عن زيادة الإنفاق العام أثناء الوباء تؤثر على ميزانيات مكافحة الإرهاب. 

وعلاوة على أن التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا على البلدان التي تعاني من الضعف بالفعل قد يزيد من الإحباط لدي الحكومات، مما يؤدي إلى تفاقم التوترات السياسية الحالية، وربما يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات المدنية.

وشددت الباحثة بمركز الدراسات علي ازدياد مخاطر التطرف عبر الإنترنت، وذلك بالتوازي مع تزايد الاعتماد على الانترنت، مع فرض القيود الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالوباء في جميع انحاء العالم، تحولت الجماعات الإرهابية المتطرفة جزئيًا من “بيئة مادية” إلى “ببيئة افتراضية”؛ إذ استغلت الوباء كفرصة لنشر نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة لتقويض الثقة في الحكومات وجمع المزيد من الدعم لأيديولوجيتها المتطرفة.