رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا عقوبة.. بلا نص

فيشينج fishing .. إنها تقنية اصطياد المعلومات والبشر.. على اعتبار أن البشر هم أضعف منظومة فى حلقة الأمن. 
تذكروا معى فيلم "العتبة الخضراء".. هذا الفيلم مثال للهندسة الإنسانية والاجتماعية من خلال عملية خداع البشر التى لا تنتهى. وهو الأمر الذى ازدادت خطورته فى ظل الذكاء الاصطناعى والتجارة بعقول البشر واصطياد ضحايا جدد، كل حسب موقعه.. من خلال اختراق "دماغ" الإنسان. 
أول تطبيق عملى للسرقة باستخدام الهندسة الاجتماعية بدأت عام 1925 من خلال واحدة من أكبر عمليات النصب فى التاريخ، والتى تم فيها بيع برج إيفل 3 مرات. 
والآن وعلى نفس المسار، يستخدم النصابون وسائل التكنولوجيا الحديثة فى خداع الضحايا.. بداية من معرفتهم بالاسم ورقم التليفون باتباع أسلوب خدمات العملاء بالبنوك لتحديث البيانات، أو بإرسال إيميل أو رسالة إلكترونية.. تخترق الكمبيوتر أو الموبايل بمجرد فتحها، وهو ما يمثل اختراقًا للأمن الشخصى.
فى عام 2015 حكمت محكمة المنصورة بالبراءة فى قضية لغسيل الأموال والهاكرز والقرصنة والاستيلاء على مبالغ مالية بالنصب على بنك فى أمريكا، وهى المعروفة بقضية دكرنس. وهى قضية.. تم اتهام شباب من دكرنس بمحافظة الشرقية بالتعاون مع شخص من أمريكا يدعى نيكول ولوكسى رأس الأفعى وأشخاص اَخرين كغطاء حماية لتحويل الأموال عن طريق "ويستن يونيون".. العصابة الأمريكية اتفقت مع شباب دكرنس على سرقة حسابات من البنك بمبلغ 9 ملايين دولار، وبعد التتبع والبحث.. عن تورط الشباب.. حكمت المحكمة بالبراءة نظرًا لعدم وجود قانون فى هذا الشأن حينها فى ذلك الوقت، وبالتالى "لا عقوبة.. بلا نص".
ولكن الآن يوجد نص واضح للقانون.. ولكن كيف تتم الحماية؟
إن التلاعب بعقول البشر عن طريق برامج ومواقع مزيفة أو فيروسات وبرامج تجسس، أو ثغرات وأبواب خلفية.. لا يعلم العديد من صناع الهواتف عنها شيئًا إلى الآن، وتسمى Back Door.
كل ما ذكرتة بهدف سرقة المعلومات أو سرقة الحسابات.. كما فعلوا فى أمريكا والصين. منصات وجيوش تعمل ليلًا ونهارًا لتجميع المعلومات وتخزينها.. بأشكال كثيرة لاصطياد الضحايا.. واستمرار عملية الخداع الأكبر واصطياد الحيتان. 
ولكن، كيف يتم اصطياد الحيتان؟
الإعلام الغربى يكشف اختراق واستهداف هاتف الرئيس الفرنسى "ماكرون" ببرنامج  بيغاسوس..
كيف تمت قرصنة واستهداف هواتف شخصيات رسمية ودولية؟ ولماذا لم يهتم أحد بتحذيرات منظمة العفو الدولية بجدية بشأن برنامج بيغاسوس للتجسس؟
إنها عمليات القرصنة واصطياد المعلومات وزرع فيروسات وهاكرز وسحب معلومات وثغرات وفيشينج.
إنها المزرعة للبحث عن كل ثغرة.. لكى تكون أنت الضحية بعد أن اصبحت المعلومات الشخصية فى يد الأعداء وأنت لا تعلم شيئًا، وعند استخدام جهازك المحمول.. عليك أن تعلم.. أنك على الهواء.. تذكروا ذلك جيدًا، وتابع أين تذهب سلة المهملات المستخدمة على موبايلك أو الكمبيوتر؟ وأين تذهب المعلومات والصور الخاصة بك بعد الحذف؟
أنت تحمل جهازك الخاص، ولكن إدارته وتحديثه من خلال الـ IB الخاص بك هناك.. ولذلك عليك أن تعلم هذا جيدًا.
إن التقنية والبرامج والتقدم والفيس بوك.. وكل ما تستخدمه على جهازك من برامج.. ليس بلا ثمن.. فأنت من ستدفع الثمن وأكثر.. لذا عليك أن تحمى رقمك وجهازك.. باستخدام برامج حماية لأن البشرية وطبيعة الجريمة تختلف، أمن المعلومات ليس رفاهية، نحتاج لبرامج حماية وخصوصًا للشخصيات العامة التى تنتمى إلى مناصب حساسة.


تحتاج إلى جيش رقمى ومنتجين للتكنولوجيا والمنصات الرقمية.. فالحروب القادمة تستهدف أمنك الشخصى والنفسى.. ولعلك تتابع المشهد الآن فى أوكرانيا وروسيا، وما يحدث من هجمات سيبرانية موجهة تستهدف إخراج بعض المواقع من الخدمة. كما تستهدف الحروب السييرانية المواقع الرسمية لنشر معلومات مغلوطة أيضًا.

من الآخر.. 
عالم افتراضى وحروب سيبرانية.. فكيف نواكب التطور التكنولوجى الهائل حول العالم؟
وهل أصبح مشروع بيغاسوس NOS للتجسس.. إحدى أدوات تحويل الأنظم الديكتاتورية إلى ديمقراطية على الطريقة الأمريكية؟ 
قبل فوات الأوان علينا اقتحام صناعة التكنولوجيا الآن، والذهاب إلى القمر بمشروع قومى لحماية مجتمعنا فى ظل السماوات والأقمار المفتوحة.