رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«منير القادري»: الثقافة الصوفية تجسيد للرأسمال اللامادي القيمي للأمة

د.منير القادرى ...رئيس
د.منير القادرى ...رئيس مؤسسة الملتقى

عدة محاور تطرق لها الدكتور مولاي منير القادري رئيس مؤسسة الملتقى  خلال مداخلته فى الليلة الرقمية الواحدة والتسعين من ليالي الوصال الرقمية التى تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية، أهمها" أهمية الرأسمال اللامادي في بلوغ التنمية المنشودة، والحفاظ على التماسك الاجتماعي والاستقرار وتحقيق التوازن والأمن الروحي، وإبراز حضوره المتجذر في تاريخ الامة كثابت من ثوابت الهوية الدينية والوطنية، وضرورة الاستثمار في العامل البشري والرأسمال اللامادي الوطني، البودشيشية.

واستهل "القادري" كلمته بالإشارة الى أن الثقافة الصوفية تشكل محورا عريقا وجليا من تاريخ الأمة الإسلامية بتناسق وانسجام مع مرجعيتها الدينية والأخلاقية، وأنها شكلت على مر الزمان أرضا للتعايش والعيش الآمن والاستسقاء الروحي في عالم تتطلع فيه الإنسانية إلى حياة روحية مشرقة ونشيطة، وإلى إذكاء زخم ثقافة السلم والمحبة والسلام.

وأضاف “ القادرى”  أن الثقافة الصوفية تمكننا من الانفتاح على الثروات اللامادية لعمقنا الإنساني والاحترام البديهي لتعدد الديانات والثقافات، مع الجمع بطريقة لا تخلو من خصوبة بين المعرفة المادية والروحية للإنسانية، والمساهمة في تشييد حضارة أخلاقية، يُرْجَى لها أن تكون أكثر احتفاء بالإنسانية وبعدها الروحي والأخلاقي. 

وتابع أن النبي صلى الله عليه وسلم حصرَ الغايةَ مِن بعثته في تمامِ صالحِ الأخلاقِ، مستشهدا بالحديث الشريف «إنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلَاقِ»، وقول إبن القيم الجوزية رحمه الله: "وقد اجتمعت كلمة الناطقين في هذا العلم، أن التصوف هو الخلق".

وانتقد تهميش الحضارة المعاصرة للجوانب الروحية و القیمة للإنسان، معتبرًا ذلك  أدى إلى دخول مجتمعاتنا في أنفاق مظلمة، رغم التقدّم الحاصل ماديا وتقنيا، واستطرد موضحا أن ذلك تجلى في الأزمات الأخلاقية والنفسية الخانقة التي يتخبط فيها إنسان اليوم، والفراغ الروحي المهول الذي یعانیه، ومظاهر الانحراف السلوكي، بالإضافة إلى الاستنزاف المتزايد للثروات، وما رافقه من اختلال خطير في النظام البيئي العالمي، وغیر ذلك من الجوانب السلبية لهذه التنمیة المادية الصرفة.