رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الوفد الجديد» يكشف أسرار الصراع مع ثورة يوليو

خالد قنديل، نائب
خالد قنديل، نائب رئيس حزب «الوفد»

صدر حديثًا عن «مطابع الأهرام التجارية»، كتاب جديد للدكتور خالد قنديل، نائب رئيس حزب «الوفد»، عضو مجلس الشيوخ، بعنوان: «الوفد الجديد.. حكاية نصف قرن ١٩٥٢ - ٢٠٠٠»، وذلك عن تجربة الحزب بعد ثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢ وحتى عام ٢٠٠٠.

وقال الدكتور خالد قنديل، إن هذا الكتاب يستهدف وضع النقاط على الحروف، فى ظل ما نعانيه من تشتت المعرفة واختلاط الحابل بالنابل، وضياع الحقيقة، بسبب تُرهات تنشر بين حين وآخر، على موقع التواصل الاجتماعى، وتكاسل جمهور القراء فى التنقيب عن المعلومات من مصادرها الأصيلة.

وأوضح أن هذا يتم عبر المرور على أبرز المحطات التى عاشها حزب «الوفد»، خاصة خلال الفترة من ١٩٥٢ حتى رحيل فؤاد سراج الدين فى عام ٢٠٠٠، وما خلفته تلك الفترة من تداعيات وآثار على الحزب، حتى تعرف الأجيال الحالية والقادمة، وفى مقدمتهم شباب الوفديين، حقيقة ما جرى.

وأضاف: «ونحن إذ نترك لهم مهمة التقييم المنصف لدور الوفد ورجاله ومفكريه، وقطبه الكبير الراحل فؤاد باشا سراج الدين فى تلك الفترة، نأمل أن يطلبوا الحقيقة من مصادرها، وأن يبحثوا فى جذورها، ويتعاملوا معها بمعطيات عصرهم، حتى يستطيعوا استكمال مسيرتهم الحزبية والسياسية على نور ويقين، فلا تقف بصائرهم عند صورة أو خبر زائف، أو تسمع آذانهم أبواق الخديعة التاريخية، وما أكثرها منذ قديم الزمان».

فى ٢٤٠ صفحة يقع كتاب «الوفد الجديد»، ويضم ٥ فصول، الأول جاء بعنوان: «الصراع مع يوليو»، وتحدث عن اشتراكية الوفد واشتراكية يوليو، ومما جاء فيه: «ربما كان أصعب ما أحدثته ثورة يوليو عام ١٩٥٢ أنها حولت اتجاهها، من حماية الدستور إلى إلغائه، ومن تسليم السلطة للأغلبية الشرعية التى كان يمثلها حينذاك حزب الوفد، إلى إعدام هذه الأغلبية، وهو ما تكشف عنه حزمة القرارات التى صدرت فى نهاية الأسبوع الأول من سبتمبر عام ١٩٥٢، والتى اتخذها مجلس قيادة ثورة يوليو، واستهدفت حسبما يقول منظروها، هدم النظام القديم، بينما كانت تستهدف حقيقتها الاستيلاء على الحكم».

وعن الهجوم على الوفد، ومحاكمة فؤاد سراج الدين، وأسرار قضية جمصة، وشهادة أحمد نجيب الهلالى، وأيام مصطفى النحاس باشا، يدور الفصل الثانى من الكتاب، ويكشف حقيقة ما جرى من كواليس وأسرار خلال هذه الأحداث.

ويضم هذا الفصل عدة عناصر وهى: «هكذا بدأت تصفية الوفد، وسنوات الصمت والعزلة، واعتقالات بعد الجنازة»، ويصف جنازة النحاس باشا بأنها «أشبه باستفتاء شعبى لم يرض به معارضو الوفد، ونكأت جراح السنوات الأولى من ثورة يوليو، فصدر قرار جمهورى رقم ٣٤٣٢ مكرر باعتقال مجموعة من الوفديين لحرمانهم من حريتهم، ودام هذا الاعتقال لمدة عامين وشهرين و٢٠ يومًا».

وفى الفصل الثالث من الكتاب، والذى جاء بعنوان: «أيام السادات والوفد»، ذكر الدكتور خالد قنديل عن الحياة الحزبية فى مصر أنه بوفاة جمال عبدالناصر يوم ٢٨ سبتمبر، وتولى أنور السادات مقاليد حكم البلاد، بدت بشائر انتعاشة تهب على الحياة السياسية فى مصر، بعدما عاشت سنوات تحت ظل «التنظيم السياسى الواحد»، بدءًا من إنشاء أول تنظيم شعبى لثورة ٢٣ يوليو، وهو «هيئة التحرير» عام ١٩٥٣.

وأضاف، أن «مصر وقتها كانت تسعى لتحقيق جلاء القوات البريطانية، وتعديل هذا التنظيم بعد تمام الجلاء والعدوان الثلاثى عام ١٩٥٦، إلى تنظيم آخر هو (الاتحاد القومى)، وقد ظل هذا التنظيم قائمًا حتى انفصال الوحدة المصرية السورية، التى كانت قد نشأت عام ١٩٥٨، نتيجة إعلان بعض القيادات السورية الانفصال عن الوحدة».

وأضاف: «تم إنشاء (الاتحاد الاشتراكى العربى)، بعد الانفصال عن سوريا، كتنظيم وحيد سمى بـ(الحزب الأوحد) فى عرف المثقفين، وبدأت مصر تنتهج خطًا اشتراكيًا، وبدأ هذا التنظيم عملية انتشار واسع على مستوى الجمهورية، وحينما بدأت مصر فى الأخذ بسياسة (الانفتاح الاقتصادى) فى عصر السادات، تمت الدعوة عام ١٩٧٦ لتقسيم (الاتحاد الاشتراكى) إلى ٣ منابر سياسية، ثم تحولت هذه المنابر إلى أحزاب سياسية».

وواصل: «ورغم أن الفكرة كانت تقوم على إنشاء أجنحة متعددة داخل التنظيم الواحد، خاض حزب الوفد الجديد تجربة عظيمة، استمرت لعقود، سعى خلالها إلى تأكيد وجوده من جديد فى الحياة السياسية المصرية، وواجه فى سبيل ذلك العديد من الصعوبات، بقدر ما قدم من تضحيات».

واعتبر أن هذا الكتاب «محاولة للكشف عن حقيقة ما جرى، ودعوة للشباب لأن يبحث فى الجذور والتعامل معها بمعطيات العصر، لاستكمال مسيرتهم الحزبية والسياسية على نور ويقين، فلا تقف بصائرهم عند صورة أو خبر زائف، أو تسمع آذانهم أبواق الخديعة التاريخية، وما أكثرها منذ قديم الزمان».