رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الشعراوي» و«المراغي» أبرزهم.. «أستاذ حديث» يكشف سر انتساب العلماء للأزهر الشريف

د. إبراهيم العشماوي...
د. إبراهيم العشماوي... أستاذ الحديث بالازهر الشريف

قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث بالازهر الشريف، لقد ولع كثير من المعاصرين ممن يدرسون في الأزهر بالانتساب والالتحاق بالأزهر، واشتهر هذا الأمر عندهم وذاع، حتى أصبحت لا تكاد تقرأ اسما إلا وفيه: فلان الأزهري، أو فلان بن فلان الأزهري، أو أبو فلان الأزهري وهو تقليد متبع عند بعض الطوائف ممن ينتسبون إلى السلف ومذاهبهم، فتقرأ في أسمائهم: أبو فلان البخاري أو الدارقطني أو البغدادي أو الحنبلي أو الأشعري.

وتابع "العشماوي" عبر صفحته الرسمية قائلًا: "الحق أن قضية الانتساب معروفة عند العرب، سواء كانت انتسابًا إلى الآباء وهو الغالب، أو الأمهات كابن علية، أو إلى البطون والقبائل كالبكري والتميمي، وهو راجع إلى الآباء، أو إلى البلدان والأماكن كالمصري والبصري، أو إلى الحرف والصنائع كالصيرفي والقطان، أو إلى المذاهب والمدارس كالحنبلي والأشعري، والنسبة إلى الأزهر تصح أن تكون إلى المكان باعتباره مكاناً، وإلى الحرفة والصناعة باعتبار الأزهري محترفا لهذا النوع من العلم، وإلى المذاهب والمدارس باعتبار الأزهر مذهبًا من مذاهب التعليم ومدرسة من مدارس الفكر، ولكن ما الذي أدى إلى شيوع ظاهرة الانتساب إلى الأزهر على هذا النحو المتنامي".

الحق أن هناك جملة من الأسباب، لعل من أهمها:

1 - الرغبة في إظهار الاعتزاز بالانتساب إلى هذا المعهد العلمي العتيق الذي طالما اشتهى الكثيرون أن يكونوا من طلاب العلم فيه، وحيل بينهم وبين ما يشتهون.

2ـ زيادة الإحساس بالاغتراب بين طلبة العلم المخلصين، ومحاولة التخفيف من الشعور بهذا الإحساس بإظهار الانتساب إلى الأزهر حصن الإسلام المنيع.

3 - حب تقليد الأسلاف الذي جبل عليه الأزهريون بسبب القراءة في سيرهم وتراجمهم، فيولعون بأن تكون أسماؤهم على نحو أسماء هؤلاء الأعلام.

4- الإلحاح على وجود منهج الأزهر ووجود الأزهريين على الأرض بالفعل، في مواجهة وجود المناهج الأخرى التي شتتت أفكار المسلمين، بعد أن كانوا مجتمعين على منهج واحد هو منهج الأزهر.

5- وهو سبب سلبي، التمكين لبعض المناهج الأخرى في ثياب أزهرية، وتحت أسماء أزهرية، حتى لا تقابل بالرفض من المجتمع الذي اتفق على منهج الأزهر، واختلف على ما سواه من المناهج. 

وأوضح قائلًا: "على الرغم من شرف الانتساب إلى الأزهر حصن الإسلام وقلعة العربية؛ فإنني لا أحب الانتساب إليه بالأسماء، بل بالأفعال، فكم من منتسب إليه وليس من أبنائه، وكم ممن لم ينتسب إليه وهو أعز عليه من أبنائه، والناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم، ولا نريد أن نبتدع بدعة لم يأت بها أسلافنا الكرام الأقربون، فهؤلاء هم الأئمة: المراغي وشلتوت وعبد الحليم محمود وجاد الحق والشعراوي والغزالي وغيرهم؛ لم يقدم أحد منهم نفسه للناس على أنه فلان الأزهري، وإنما كان مجرد كلامه أو ظهوره يقول للدنيا كلها: أنا ابن الأزهر، وإذا أردنا أن نقلد أحدًا فلنقلد هؤلاء الأئمة الأعلام، وحسبنا ما لقيناه من أئمة الإعلام.

Screenshot_٢٠٢٢٠٢٠٥_٠٤٣٣٠٠
Screenshot_٢٠٢٢٠٢٠٥_٠٤٣٣٠٠
Screenshot_٢٠٢٢٠٢٠٥_٠٤٣٢٤٥
Screenshot_٢٠٢٢٠٢٠٥_٠٤٣٢٤٥
Screenshot_٢٠٢٢٠٢٠٥_٠٤٣٢١٩
Screenshot_٢٠٢٢٠٢٠٥_٠٤٣٢١٩