رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراها.. الأب وليم عبد المسيح يروي سيرة القديسة ماريا

ذكري القديسة ماريا
ذكري القديسة ماريا للقديس أغناطيوس

تٌحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم، ذكرى القديسة ماريا للقديس أغناطيوس، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد- الفرنسيسكاني، سيرتها قائلاً: وُلدت كلودينا في ليون في 30 مارس 1774، وهي الطفلة الثانية لفيليبرتو وماري أنطوانيت جويوت، وتلقت تعليمها في دير سان بيير ليس نوني حتى سن الخامسة عشرة.

وتابع: عندما اندلعت الثورة الفرنسية، عانت مدينة ليون من الإرهاب، حيث تم تنفيذ العديد من المذابح الجماعية، ذات صباح في شهر يناير 1794، مرت كلودينا، التي كانت حينها في التاسعة عشرة من عمرها، بتجربة مروعة عندما شاهدت اثنين من أشقائها، لويجي أنطونيو وفرانشيسكو ماريا، يقتادان مع مجموعة من الأشخاص المقرر إعدامهم. 

ومن هنا أصيبت برعشة مستمرة في الرأس وصعوبة في التنفس بسبب القلق طوال حياتها، عندما التقوا بنظرة أختهم طالبوا منها أن تغفر للجلادين، كما فعلوا هم ايضاً كانت هذه كلماتهم الأخيرة.  فاستطاعت كلودينا بنعمة الصلاة أن تغفر وتصلي من أجل المذنبين لكى يغفر الله لهم، كما فعل يسوع المسيح وهو على الصليب. بدأت كلودينا في المشاركة في الأنشطة الخيرية للرعية، وعمل الخير للفقراء والأيتام في البداية بمفردها، ثم بصحبة فتيات آخرين.

مُضيفًا: قام كاهن الرعية، أندريا كويندر، بتقدير خدمات ورسالة وحماس كلودينا غير العادي، فكانت يدعم المجموعة ويقودهم. 

وواصل: أنه في عام 1816، عملت كلودينا على تأسيس اتحاد قلب يسوع الأقدس مع معاونيها في الرعية، وأخذت اسم ماريا للقديس أغناطيوس، بعد ذلك بعامين. تركت أسرتها، وأسست أيضا رهبنة قلب يسوع وقلب مريم الأقدسين، بقصد إيصال رسالة الغفران الإلهي إلى مجتمع مزقته الثورة من خلال تعليم الفتيات، وخاصة أفقرهن، والذين يعيشون في ظروف صعبة. ثم افتُتحت معهدان في فورفيير وفي ليون، أحدهما لتعليم الفتيات من الأسر الثرية ، والآخر لاستقبال الأيتام وأطفال الشوارع، كما وجهتهم إلى مهنة صناعة الغزل، من أجل منحهم مستقبلًا للعمل في مصانع الحرير في ليون والتى كانت ليون مركزًا مهمًا له. 

وتابع: وفى 25 مايو 1835م طُرحت فكرة توحيد رهبانيتها مع جمعية القلب الأقدس التي أسستها القديسة المجدلية صوفيا بارات قبل حوالي ثلاثين عامًا فرفضت كلودينا الاقتراح. استمرت مؤسستها في التقدم، واليوم ما يقرب من ألفي راهبة يواصلون تحقيق المثل الأعلى للتعليم الذي يتميز بروح الأمومة القوية ، وإعداد الشابات للزواج والأمومة ، ولكن أيضًا يقدمن المعرفة الفنية والمهنية المختصة التي تسمح لهن بدخول عالم صعب من العمل بسهولة أكبر. 

مختتمًا: فتدهورت صحتها تدريجياً حتى يوم وفاتها، في 3 فبراير 1837. في ليون تم تقديم قضيتها رسميًا في عام 1973؛ طوبها البابا القديس يوحنا بولس الثاني في ٤ أكتوبر ١٩٨١، وبعد ذلك أعلن قداستها في ٢١ مارس ١٩٩٣.