رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاده.. كيف صور يوسف شاهين المرأة على شاشة السينما؟

يوسف شاهين
يوسف شاهين

رقيق، حساس، غامض، ومتناقض، كل هذه الصفات المختلفة تصلح أن نطلقها على شخص واحد، ويمكن أن تظهر أيضًا في وقت واحد، إنه المخرج الكبير الراحل، يوسف شاهين، والذي تحل علينا اليوم، ذكري ميلاده، فهو ولد في الخامس والعشرين من يناير عام 1926، وقدم خلال سنوات عمره عدد كبير من الأفلام والتي كان للمرأة دور بارز فيها.

نشير السطور التالية إلى عدد من الشخصيات النسائية التي ظهرت من خلال شاشة يوسف شاهين، وماذا عن الصورة التي أراد أن يعرفها الجمهور عن النساء في أفلامه:

حنان:

لن نبدأ بترتيب الأفلام وإنما بترتيب الشخصيات، أيهما أقرب إلى قلب المتفرج أكثر تأثيرًا في وجدانه؟ ربما كانت شخصية حنان في فيلم الآخر، والتي جسدت دورها الفنانة حنان ترك، أمام الفنان هاني سلامة، نبيلة عبيد، ومحمود حميدة، هي وبلا شك أحد الشخصيات التي أثرت في وجدان المتفرج، فها هي الفتاة الحالمة، التي تحارب الفساد، وتحارب من أجلها حبها أيضًا، رغم أنه يعيش وسط العالم الفاسد.

رغم رقة حنان، وعفويتها، وأحلامها الشابة التي تحاصرها، إلا أنها بكل شجاعة دافعت عن كل شيء، وواجهت كل شيء، دافعت عن حبها، وواجهت أخيها وشبح القتل، حتى آخر لحظة في حياتها تمسكت بمن منحها الحب، حتى سلبت منهما الحياة.

هنومة:

من أوائل الألفية نعود إلى منتصف الخمسينات، لم يتغير يوسف شاهين كثيرًا، إنها هنومة، الفتاة البسيطة التي تبيع "الكازوزة"، ورغم ذلك تتمتع بقدر عالي من الجمال والقدرة على إغراء المحيطين بها، بملابس مهلهلة، ربما أراد يوسف شاهين القول إن المرأة يمكن أن تبرز أنوثتها مهما كان الثوب الذي ترتديه، حتى أن رجل مثل "قناوي"، بائع الجرائد يجن عندما تتم خطبتها على رقم آخر، ويقرر الانتقام.

هذه التفاصيل ضمن أحداث فيلم باب الحديد، والذي تم تصنيفه ضمن 100 فيلم من أفلام السينما المصرية.

جميلة بوحريد:

من الرقة، والأنوثة الطاغية، إلى النضال، إنها قصة المناضلة الجزائرية، جميلة بوحريد، والتي قدمت دورها الفنانة ماجدة، في واحدة من أهم أعمالها وأصدقها على الإطلاق، حيث تمكنت من خلال عين يوسف شاهين أن تسرد تفاصيل المأساة التي عاشتها الجزائر، حتى أن المشهد الذي قاموا فيه بحلق رأس الفنانة ماجدة، كان حقيقيًا، حتى يشعر المشاهد بصدق التجربة الإنسانية قبل أن تكون فنية، ولكي يقدر حجم المعاناة التي عاشتها مناضلة، مثل جميلة بو حريد.