رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنت فى كازاخستان.. ولكن!

اجتاحت بشكل غير متوقع اضطرابات واسعة النطاق  كازاخستان، تصاعدت الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود في الأيام الأخيرة إلى مظاهرات مناهضة للحكومة أدت إلى رد فعل عنيف من الشرطة والحزب الحاكم، رافق ذلك تعتيم وقطع واضح على خدمات الإنترنت الرقمية. 
*الصورة من كازاخستان..! 
* السيناريو مكتمل. 
هناك كابوي، لديه مهمة جديدة، تمت ملاحظة أجواء العمل، ولستُ مع من يقول إن المخطط القاتل التدميري في "كازاخستان" مر مرور العابر (...)، جيوسياسة المكان تنفي كل الاحتمالات وتبقى على دقة التحليل الاستشرافي، والذي يقول استراتيجيات ما تم جاءت وفق خطط أمنية روسية، بالتعاون مع الناتو، وجرت الأمور على ثلاث مراحل:
*المرحلة الأولى:
تحريك احتجاجات شعبية، بدأت في الاتساع، على غير دراية سياسية أو حزبية أو أمنية، انفجرت يوم 2/1/2022، قادتها بقايا أقطاب وقيادات متقاعدين من الجيش، وأشباه مؤسسات المجتمع المدني، في مجالات تدعمها   المجموعة الأوروبية والولايات المتحدة والصين وكندا، وهى الغرب، الذي بنى الأستانة، العاصمة الثانية لكازخستان، الحراك اندفع عشوائي، حركته دوافع غياب النزاهة والعمل الديمقراطي والتعددية الحزبية والاجتماعية، ولكنها مرحلة باتت تتحرك باسم الفقراء، وزيادة أسعار الوقود والسلع الأساسية والظروف الاقتصادية الصعبة.
*المرحلة الثانية:
تصاعد السرية الأمنية لأقطاب الحكومة الكازاخية، عندما صمتت عن عمليات استراتيجية هدفها  نقل فصائل مسلحة تنتمي للإسلام السياسي والقاعدة وداعش، التي تمركزت، نظريًا وعمليًا بين العراق وسوريا وأفغانستان، وهي استغلت، عبر المال السياسي، الحراك لتأخذ في الانتشار بين العاصمة (ألماتي وأستانة) وهي فلول شرسة تزودت بكل خبرات حرب الشوارع ورياضيات الدفاع عن النفس، همها أخذ مواقع حساسة، قتالية، ذات خبرة، من خلال مشاركتها  وأدوارها بالعمل الجهادي في أفغانستان وسوريا والعراق، وغالبًا ممولة من  عديدة في المنطقة وإيران وإسرائيل، وأحيانًا تسيب مدروس من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي.

*المرحلة الثالثة والأخطر:
في ألماتي، أكبر مدينة في البلاد، ورد أن المتظاهرين أضرموا النار في القصر الرئاسي يوم الحراك، عندما اشتبكوا مع الشرطة.
رد فعل الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف- الذي أقال حكومته وأعلن حالة الطوارئ ردًا على الاحتجاجات- أنه يعتزم "التصرف بأقصى قدر ممكن من الصرامة"، ما جعل هذه المرحلة تفتح عين الإعلام والناتو والغرب.

بين ليلة وضحاها، عشرات المتظاهرين وضباط الشرطة قتلوا في اشتباكات، بينما بدأت “منظمة معاهدة الأمن الجماعي”، وهي تحالف عسكري تقوده روسيا، في إرسال قوات إلى كازاخستان بناء على دعوة من توكاييف. 
ماذا تعني هذه اللحظة للدولة الفتية، بعد استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، وهي الغنية بالطاقة في آسيا الوسطى، وتمتلك مفاعلات نووية خطرة؟
قررتُ ترتيب السؤال: لنقُل، لماذا يجب على العالم أن ينتبه؟ ما الذي يخيف عالمنا مما يحدث  في كازاخستان؟


كنت في كازاخستان!
سبتمبر من العام 2014، دعتني الخارجية الكازاخية، دعوة ملهوفة على الإعلام والصحافة والتواصل مع الشرق ودول البلاد العربية وشمال إفريقيا، عدا عن مفهوم الشرق الأوسط، كنا في جلسة ختام الاجتماع التحضيري الثامن للأمانة العامة للمؤتمر الخامس لزعماء الأديان، في العاصمة الكازاخية أستانة، وهي القمة التي تعقد منذ العام 2003 بمبادرة من رئيس الجمهورية نور سلطان نازاربايف، شكلت مساحة للبحث في أحد التحديات المهمة التي تواجه العالم بسبب العنف والتطرف وأصبحت معلمًا عالميًا يحظى باهتمام الأمم المتحدة.
ووصف المؤتمر، الذي يعقد للمرة الخامسة ويحمل عنوان (حوار الشخصيات الدينية والسياسية من أجل السلام والتنمية) بأنه جزء من الدور التاريخي لجمهورية كازاخستان للتصدي لتحدي الإرهاب والتطرف بتعزيز حوار الحضارات، وأكد أن المؤتمر يوجه دعوة للمجتمع الدولي لإدانة الإرهاب والعنف.
ممثل المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان الأب خالد عكشة، قال في تصريحات صحفية على هامش المؤتمر، إن القيادات الدينية التقت للتأكيد على قدسية الحياة الإنسانية وعلى كرامة الإنسان وعلى الحقوق المنبثقة عنها والدعوة للقاء الناس على اختلاف أديانهم وأعراقهم وثقافاتهم على أسس الاحترام المتبادل والمحبة والتعاون.
وأكد ضرورة نبذ العنف والتطرف، خاصة العنف الذي يسعى لإيجاد غطاء ديني، وإيجاد موقف موحد تجاه الجرائم التي تُرتكب باسم الدين وإعادة الحقوق لأصحابها. 
كنت فعلًا في العاصمة أستانة النادرة، التي تدخل الأرقام القياسية في كل شىء، عدا الحريات.

منطقي القول إنه نادرًا ما تتصدر كازاخستان عناوين الصحف والإعلام والفضائيات. 
ما مدى غرابة هذه الاحتجاجات ولماذا يجب أن يراقبها الغرب؟ سؤال ركز عليه مركز أبحاث "الأطلسي الجديد"، الذي قدم استطلاعًا سياسيًا، نتائجه، مواجهة، وهذا منطقي في المرحلة المنتظرة من أحداث كازاخستان.

ويتحدث الأطلسي، قائلًا: لم نشهد احتجاجات كبيرة في كازاخستان منذ الاضطرابات في Zhanaozen قبل عشر سنوات. حجم هذه الاحتجاجات غير مسبوق. حفز ارتفاع أسعار الوقود الاحتجاجات، لكن الأسباب أعمق بكثير والاحتجاجات كبيرة على الصعيد العالمي. يمكن للاضطرابات أن تجتذب الروس. لا شك أن الصين تراقب باهتمام.

بينما ترى "ميليندا هارينج"، نائبة مدير مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي:
كانت كازاخستان دولة أوتوقراطية مستقرة إلى حد كبير منذ انهيار الاتحاد السوفيتي. لم نشهد احتجاجات بهذا الحجم منذ الثمانينيات. ومع ذلك، فإن كازاخستان مهمة بشكل مدهش لاقتصاديات الدول في أوروبا- وإلى حد أقل- آسيا ، حيث مكنها هذا الاستقرار السياسي من أن تصبح مُصدرًا رئيسيًا للنفط والغاز الطبيعي والفحم. تعد كازاخستان أيضًا بلدًا مهمًا لعبور الطاقة لدول آسيا الوسطى المجاورة الغنية بالموارد. وصلت الاحتجاجات بالفعل إلى العمال في حقل تنكيز النفطي، على الرغم من أن الإنتاج لم يتأثر بعد. إذا أصبحت هذه الاحتجاجات كبيرة بما يكفي لتعطيل إنتاج الطاقة أو عبورها، فقد تكون لها آثار اقتصادية غير متناسبة مع الأهمية السياسية لكازاخستان.

وعلى وهج الاضطرابات ترى "إيما أشفورد"، زميلة أولى مقيمة في مبادرة المشاركة الأمريكية الجديدة التابعة لمجلس أتلانتيك في مركز سكوكروفت للاستراتيجيات والأمن، أن علينا فهم ما يحدث، من خلال تحليل الوثائق، والمعلومات:
كازاخستان لديها تقليد من المظاهرات والاحتجاجات السياسية الهامة. تذكر أن الأحداث المميزة التي أطلقت البيريسترويكا السوفيتية كانت المظاهرات في ألماتي ضد ترشيح غينادي كولبين، من أصل روسي، لمنصب السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي في كازاخستان. لم يقرأ ميخائيل جورباتشوف الخريطة العرقية جيدًا. أدت تلك الاحتجاجات إلى زيادة الوعي الوطني في الجمهورية، وإطلاق مسيرة نور سلطان نزارباييف السياسية، وفي النهاية الاستقلال.  

وتهتم الاستطلاعات بما يؤشر إليه "آرييل كوهين"، زميل أقدم غير مقيم في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، الذي طرح سؤالًا مهمًا:
ماذا يخبرنا الرد الرسمي على الاحتجاجات عن الحكومة / القيادة الكازاخستانية؟
وهو يجيب، بعين البحث والخبرة، والتبعية الأوروبية بكل معاناتها الأمنية:

القيادة الكازاخستانية بعيدة كل البعد عن شعبها. حاولت الحكومة الكازاخستانية تبديد الاحتجاجات من خلال خفض أسعار الوقود وتقديم هذا وذاك، لكنها كانت بطيئة للغاية في تهدئة المحتجين. 
أعرف كازاخستان، تحديدًا العاصمة أستانة، ومرورنا السريع على ألماتي، هي التي تقوم، كإنها تصعد إلى السماء، تذكرنا بفيلم روسي مهم: "الغجر يصعدون إلى السماء"، وفيه غجر قاوموا حركات نبذهم في الاتحاد السوفيتي.

عمليًا، وأيضًا سياسيًا: الوضع حرج- بحسب تحليلات خبراء الأطلسي الجديد المكوك في حياديتها- وفي ذلك إشارات إلى أن المتظاهرين استولوا على مطارات ومكاتب حكومية مهمة. ويفيد تقرير بأن الجيش غير متأكد من ولاء القوات للحكومة. استدعى الرئيس توكاييف قوات الأمن من منظمة معاهدة الأمن الجماعي- مما يعني روسيا وبيلاروسيا.

ما تعيشه كازاخستان أزمة حقيقية تذوب مع تذويب العالم، كما يقول ذلك الكاتب المصري الكبير (سيد الركيل)، في كتابة النادر (عملية تذويب العالم)، وهو استباقي في فهم أثر ما قد يسهم، ثقافيًا ورقميًا، في تغيير وجه أي عالم. 
الحالة في كازاخستان، تدعنا نعدد أسئلة الاحتمالات:
ما مدى خطورة هذا النوع من عدم الاستقرار في آسيا الوسطى على نطاق أوسع إذا انتشر خارج كازاخستان؟. 
هل هذا احتمال ممكن وواضح؟. 
"مركز الأطلسي الجديد" يحتفي بالتغيير، ويؤكد:

من غير المرجح أن ينتشر عدم الاستقرار إلى ما وراء كازاخستان. السؤال الحقيقي هو كيف ترد موسكو وبكين؟ يمكن لموسكو استخدام هذا كذريعة لاستعادة شمال كازاخستان موطنًا لمعظم الهيدروكربونات في البلاد وعدد كبير من السكان من أصل روسي.

جيوسياسيًا، باتت الخارطة تتحرك، بما يترقبها من زلازل سياسية وربما عسكرية مدمرة، فالباحثة "ميليندا هارينج"، تتجاوز (حد الحاضر)، لتدخل في (الماضي- المستقبل)، لتنير بعضًا من الحدث:

لقد رأينا ثلاث ثورات / ثورات / انقلابات في قيرغيزستان المجاورة. السؤال الرئيسي هو: إلى أي مدى أدى انتصار الإسلاميين في سقوط أفغانستان إلى تنشيط القوى الإسلامية في جميع أنحاء آسيا الوسطى؟ قد لا ندرك أننا في مرحلة جديدة من الواقع السياسي هناك. قد يرفض الجيل الجديد، الذي نشأ في ظل الاستقلال وفي بيئة غارقة في الإسلام، قادة أقدم من الحقبة السوفيتية. لقد لاحظت مقاطع الفيديو لمتظاهرين يؤدون صلاة جماعية في الهواء الطلق. هذا شيء لم أره من قبل في كازاخستان.

بينما، يقول "أرييل كوهين"، بل أريحية:

كيف تفسر جارتا كازاخستان الرئيسيتان، روسيا والصين، هذه الأحداث؟
ويضع إجابته المحيرة، الخطيرة: ناشد توكاييف أعضاء CSTO- المنظمة الأمنية التي حلت في النهاية محل حلف وارسو لبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق- للحصول على المساعدة. في الممارسة العملية هذا يعني مناشدة لروسيا، أكثر هذه الدول قدرة عسكريًا. التدخل العسكري الروسي غير مرجح، لا سيما في ظل التعزيز العسكري الروسي الحالي حول أوكرانيا، مما أدى إلى تحويل مسار العديد من القوات الروسية المتمركزة عادة بالقرب من الحدود الكازاخستانية. ومع ذلك، فإن لروسيا مصالح قوية في كازاخستان، بدءًا من ميناء بايكونور كوزمودروم الفضائي إلى حقيقة أن روسيا تعتمد غالبًا على الغاز الكازاخستاني كمدعم للإنتاج الروسي غير الكافي. الصين لديها مصلحة أقل ولكن لا تزال مهمة في استقرار كازاخستان. تزود البلاد ما لا يقل عن 5 في المائة من واردات الغاز الطبيعي الصيني. يجب أن نتوقع من منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة شنجهاي للتعاون- التي تضم الدول الثلاث أعضاء فيها- أن تلعب دورًا في هذه الأزمة في المستقبل.

*السر الأكبر
تكشف "إيما أشفورد" بعضًا من أسرار الأطلسي الجديد فتعلن:
إنها لحظة متوترة في الاتحاد السوفيتي السابق، حيث أحاطت القوات والدبابات الروسية بأوكرانيا من ثلاث جهات. آخر ما تريده موسكو أو تحتاجه هو احتجاجات مشروعة في بلد تعتبره في دائرة اهتمامها. زعمت إحدى الصحف الروسية أنهم- بمعنى الغرب- أطلقوا ثورة ملونة لإلهاء عشية المحادثات الأمنية الروسية الأمريكية الكبرى. موسكو تبحث عن يد خفية. لا يقبل الكرملين الاحتجاجات في كازاخستان على أنها حقيقية.

وتتفق "ميليندا هارينج "، بهدوء سيدات شهريار الأسطوريات، فتؤشر بخبث ظاهري:
المأساة هي أن هذه الانتفاضة تحدث بينما روسيا في وضع بناء إمبراطورية على قدم وساق، في الغرب والشرق. تتطور عملية منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ولن أستبعد شمال كازاخستان فجأة، وسؤالها "روسيا الأم" بالحماية من "الإرهابيين المدربين في الخارج". قد يؤدي ذلك إلى تفكك كازاخستان. لم تتفاعل الصين حتى الآن، لكنها تراقب النفط في مصالح التعدين في كازاخستان مثل الصقر.

والغريب، أن السر الأكبر، وفق "أرييل كوهين"، يستند إلى أنه يعيق إجابة سؤال:
هل هناك أي طريقة يمكن أو ينبغي للحكومة الأمريكية أن تشارك بها في الموقف؟
وتأتي إجابته واضحة، تدعو الولايات المتحدة للتدخل (....)، فماذا قال:
نعم، تحتاج واشنطن إلى إخبار السلطات الكازاخستانية بالتوقف عن خنق الإنترنت وتجنب العنف. على المدى الطويل يجب على الولايات المتحدة الضغط على الكازاخستانيين لإجراء انتخابات حرة ونزيهة بشكل شرعي وإلا سيرون المزيد والمزيد من النشاط الاحتجاجي.  

ويجد" Atlantic Council" الأطلسي الجديد، أنه ملتزم بالرؤية اللاحيادية، عندما تجد "ميليندا هارينج" أنها ملزمة بالتأكيد:

إن قدرة حكومة الولايات المتحدة على التدخل في هذه الأزمة محدودة. الولايات المتحدة لديها نفوذ ضئيل في كازاخستان، وليس لديها حتى سفير هناك في الوقت الحالي. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأدوات التي تستخدمها الولايات المتحدة عادة في مثل هذا النوع من المواقف (مثل العقوبات) ليست مناسبة بشكل جيد لقضية كازاخستان. إن شركات الطاقة الأمريكية الكبرى مندمجة بعمق في الاقتصاد الكازاخستاني، والعقوبات المفروضة على هذه الصناعات ستخاطر بحدوث نقص في الإنتاج قد يؤثر على حلفاء أمريكا الأوروبيين. بالإضافة إلى ذلك، نظرًا للحساسية الروسية للتصور بأن الولايات المتحدة تدعم ما تسمى الثورات الملونة في المنطقة، فإن دعم المحتجين الكازاخستانيين قد يزيد التوترات مع موسكو، وهي خطوة غير مفيدة في البيئة الحالية. 


التيارات الخائفة في المنطقة سربت ما خلاصته أن روسيا الاتحادية أحبطت مخططًا أمريكيًا إسرائيليًا لتفجير كازاخستان على الطريقة الأفغانية، كما حصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن، مستفيدة من تجربة تدخلها المتأخر في سوريا، فاستجابت سريعًا لطلب الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف، ونقلت قوات تدخل سريع تحت غطاء «منظمة الأمن والتعاون» التي تشكلت عام 2002 بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان، وتضم ست دول كانت أعضاء سابقين بالمجموعة السوفيتية، وهي إضافة إلى روسيا وكازاخستان: روسيا البيضاء، أرمينيا، طاجيكستان وقرغيزستان، نقلت قواتها لتحقيق غرضين، أولاً حماية منشآت الدولة الكازاخية، وثانياً إسناد القوات الكازاخية لمواجهة غزو وتدخل الفصائل الجهادية المسلحة.
المحلل السياسي حمادة فراعنة، خبير بالشأن الإسرائيلي، عضو كنيست سابق، يدخل بكره المؤيد للغرب: 
تشكل كازاخستان مركز اهتمام دولي، كموقع استراتيجي وسط آسيا، تؤثر على أمن الصين وروسيا، البلدين المنافسين للولايات المتحدة التي نقلت مركز اهتمامها من المنطقة العربية لتركيزها شرق ووسط آسيا. 
ولفت بهدوء، لكنه مقصود وموجه: وهذا الانتقال الأمريكي هو الذي دفع واشنطن للانسحاب المفاجئ من أفغانستان وتسليمها إلى طالبان بهدف خلق بؤرة توتر واحتكاك وصدام مع الصين شرقاً، وإيران غرباً، وطاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان شمالاً، بهدف إشعال منطقة آسيا الوسطى، واستنزاف الصين وروسيا وإيران، مع ضمانات عدم التعرض للمصالح الأمريكية من قبل طالبان وأدواتها.

مَن زار وعاش في كازاخستان، يحس الميل الظاهري للغرب، ولكن ليس التخريب، فالحياة اليومية، تسبر أغوار تاريخ آسيا الوسطى بكل موروثها الحضاري والبشري، وتعيد أيقونات القوة والسيادة. 
لغة الشارع في ألماتي، ليست كما في أستانة، وبالتأكيد، لن تفشل تجارب الغرب في جذب الروح الكازاخية نحو الصعود إلى الحرية.. دون خوف. 

  • [email protected]
  • حسين دعسة، مدير تحرير جريدة الرأي الأردنية