رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المونيتور» يكشف تفاصيل مومياء أمنحتب الأول.. ويؤكد: أعادت كتابة التاريخ

 مومياء أمنحتب الأول
مومياء أمنحتب الأول

كشف موقع «المونيتور» الأمريكي، تفاصيل مومياء أمنحتب الأول التي تم الكشف عنها  باستخدام فحوصات التصوير المقطعي المحوسب، وقالت إن كشف المومياء بهذه الطريقة أعاد كتابة التاريخ.

وقال «المونتيور»: لقد احتفظت مومياء الفرعون المصري الملك أمنحتب الأول بأسرارها تحت قناع جنائزي لما يقرب من قرن ونصف القرن منذ اكتشافها عام 1881، حتى تمكن علماء الآثار المصريون من فكها مؤخرًا.

حيث تمكن فريق بحث مصري مكون من سحر سليم، أستاذة الأشعة في كلية الطب بجامعة القاهرة، وعالم المصريات ووزير الآثار المصري السابق زاهي حواس، من فحص مومياء الملك الذي حكم مصر (1525-1504 قبل الميلاد)، من قبل فكها رقميًا باستخدام فحوصات التصوير المقطعي المحوسب (CT) المتقدمة.

وتم العثور على مومياء الفرعون أمنحتب الأول في معبد الدير البحري في الأقصر بصعيد مصر منذ 140 عامًا، لكن علماء الآثار امتنعوا عن فتحها حفاظًا على الكمامة الرائعة والضمادات.

وفقًا لدراسة نشرت في مجلة «Frontiers in Medicine» في 28 ديسمبر، تمكن حواس وسليم من الكشف عن أسرار المومياء من خلال الصور الرقمية ثلاثية الأبعاد المتقدمة مع الحفاظ على قناع الرأس.

تفاصيل المومياء

قالت «سحر سليم»، المؤلف الرئيسي للدراسة، لـ"المونيتور": إن أهمية هذه الدراسة، التي بدأت في مايو 2019، تنبع من حقيقة أن هذه المومياء هي واحدة من المومياوات الملكية القليلة التي لم يتم تفكيكها حتى الآن من أجلها والكشف عن محتوياتها وطريقة تحنيطها في العصر الحديث.

وقالت إن الدراسة لجأت إلى أسلوب غير جراحي في محاولة لفحص الفرعون المصري بأمان من خلال تقنية التصوير المقطعي المحوسب إلى جانب برامج الكمبيوتر المتقدمة.

وكشفت الدراسة لأول مرة عن وجه الفرعون وعمره وحالته الصحية، بالإضافة إلى العديد من أسرار تحنيط المومياء وإعادة دفنها. 

وقالت «سليم» إن الكشف عن وجه الملك المصري كان لحظة حاسمة بالنسبة لها، كأول شخص في العالم يرى وجهه بعد إعادة دفنه قبل ما يقرب من 3000 عام.

وانفك غلاف المومياء للوصول إلى وجه الملك من خلال إعادة بناء الصور بطريقة ثنائية وثلاثية الأبعاد، وهى أصعب مراحل الفحص التي خاضتها «سليم» من أجل الحفاظ على ملامح الوجه وتفاصيل الجسم للوصول إلى نتائج دقيقة.

أمنحتب الأول، ثاني ملوك الأسرة الثامنة عشرة، والذي حكم مصر لأكثر من 21 عامًا، وورث ملامح والده أحمس الأول موحد مصر وطارد الهكسوس ومؤسس الدولة الفرعونية الحديثة.

وأظهرت الأشعة السينية ملامح وجه الملك أمنحتب الأول، حيث كان وجهه بيضاويًا، وبذقن ضيقة وأنف صغير ضيق وشعر مجعد وأسنان علوية بارزة قليلاً، وأشارت «سليم» إلى أنه يشبه والده على نطاق واسع ومميز.

وأظهرت تقنية التصوير المقطعي المحوسب أن الملك الفرعوني توفي عن عمر يناهز 35 عامًا، بناءً على التحام العظام وحالة أسنانه الجيدة. 

وقالت «سليم» إنهم لم يلاحظوا أي جروح أو تشوهات من مرض قد يشير إلى سبب وفاة، ونادرًا ما يعرف العلماء سبب وفاة المومياوات، في ظل عدم وجود آثار على عظام المومياء أو الأنسجة الرخوة، مثل الكبد والأمعاء، حيث تتم إزالتها عادةً أثناء عملية التحنيط، وربما تكون الوفاة ناجمة عن عدوى لم تترك أثراً أو فيروس، مضيفة أن السبب لم يتم الكشف عنه بعد.

وأشار تحليل الصور المقطعية إلى تقنية التحنيط الملكي لإنقاذ الجسم من التعفن، حيث تمت إزالة الأمعاء عن طريق عمل شق عمودي على الجانب الأيسر من أسفل البطن.

وأمنحتب الأول هو أول فرعون يتم تحنيطه وساعديه متصالبتين على صدره ودماغه غير مفصول من جمجمته، وهذا نادر، حسب «سليم». 

وقالت إنها قامت حتى الآن بفحص 40 مومياء ملكية، وخلصت إلى أن الدماغ قد تمت إزالته بشكل شائع أثناء عملية التحنيط لملوك الدولة الحديثة.

وأشارت إلى أنهم عثروا على 30 تميمة (خرز ذهبي) في المومياء، ولا يزال الملك يرتدي حزامًا ذهبيًا فريدًا مطرزًا بـ34 حبة ذهبية متصلة بتميمة على شكل صدفة.

وأظهرت الأشعة السينية أن المومياء تعرضت لهجوم من قبل لصوص القبور، مما دفع كهنة الأسرة الحادية والعشرين، التي حكمت بعد أربعة قرون من وفاته، إلى استعادة المومياء مرتين.

وفقًا لسليم، لم يتم العثور على المقبرة الأصلية لأمنحتب الأول بعد، حيث قام مسئولون من الأسرة الحادية والعشرين بإخفاء مومياوات العديد من ملوك الدولة الحديثة للحماية من اللصوص.

وتضمنت عمليات التحنيط تثبيت كل من الرأس والرقبة، حيث تم فصلهما عن الجسم باستخدام شريط من الكتان معالج بالراتنج (مادة لاصقة)، كما شملت تغطية ثقب ممزق في جدار البطن الأمامي بشريط من الكتان وتميمة حتى يشفى الملك حسب معتقداتهم.

وقالت سليم إن المجوهرات والتمائم التي شوهدت في عمليات المسح دحضت لأول مرة النظريات السابقة التي ربما يكون كهنة الأسرة الحادية والعشرين قد فتحوا بموجبها مقابر الملوك السابقين لإعادة استخدام معدات الدفن الملكية أو سرقة الأشياء الثمينة.

وأضافت: "لقد أعدنا الثقة في نبل الهدف وراء إعادة دفن الأسرة الحادية والعشرين للمومياوات الملكية، كان من المهم التأكيد على أن أسلافنا بنوا حضارة عظيمة وليست حضارة قائمة على السرقات".

وتقبع مومياء الملك أمنحتب الأول حاليًا بمتحف الحضارة بالفسطاط جنوب القاهرة، بعد أن تم نقلها من المتحف المصري بميدان التحرير بالقاهرة في أبريل 2021، في موكب تاريخي أقيم لنقل عدد من المومياوات الملكية.

واستخدمت سليم التصوير المقطعي المحوسب لفحص أكثر من 40 مومياء ملكية قديمة من المملكة الحديثة كجزء من مشروع المومياوات، والذي يستمر منذ عام 2005 تحت إشراف وزارة الآثار المصرية.

وشددت على أهمية اعتماد تقنية التصوير المقطعي المحوسب بأمان دون الإضرار بالمومياوات وأسرارها.

وفي عام 2012، نجحت هذه التقنية في الكشف عن أسرار مقتل الملك رمسيس الثالث في مؤامرة الحريم، وتم الكشف عن أسرار مقتل الملك سقنن تاو في معركة تحرير مصر من غزاة الهكسوس في فبراير 2021.

وقالت سليم، الذي يعمل في مجال الأشعة الأثرية منذ عام 2004، إنهم أعادوا كتابة التاريخ من خلال هذا المشروع وأنهم سيعتمدون تقنية التصوير المقطعي المحوسب في جميع الاكتشافات الأثرية المستقبلية.

ودعت الدول التي لا تزال في متاحفها المومياوات المصرية المهربة والتي تم إخراجها بطريقة غير مشروعة من مصر في العصور السابقة إلى اتباع الأساليب الرقمية في فحصها إذا دعت الحاجة إلى الحفاظ عليها كتراث حضاري وتكريم جسدها. صاحبة.

وقالت سليم: "نحن نحافظ على تراث إنساني"، يجب التعامل مع المومياوات بطريقة تليق بالإنسان بعد الموت".